عبد الله عيسى سنغافوري الهوى !

عبد الله عيسى سنغافوري الهوى !
عبد الله عيسى سنغافوري الهوى !

بقلم:أ.د. كامل خالد الشامي
باحث وكاتب مستقل


قبل يومين من الآن قرأت مقالة كتبها رئيس تحرير دنيا الوطن عبد الله عيسي بعنوان" سنغافورة الفلسطينية" شرح فيها كيف أصبحت سنغافورة من صفوة الدول اقتصاديا وكيف تبعتها الصين عندما أغلقت علي نفسها وقامت بثورة في كل المجالات حتى وصلت إلي عملاق اقتصادي.. وتمني لفلسطين أن تكون مثل سنغافورة إلي آخر المقال.

لقد فتحت هذه المقالة جروحي وأيقظت أحلاما في نفسي تحولت إلي كوابيس ورعب وكنت أحلم وأتمنى أن تكون لي دولة "ولو علي ظهر حمار" لكن أحلامي سرقت ونهبت وجروحي عششت فيها الديدان,فلا يوجد من ملامح الدولة إلا الحصار والفقر والبطالة والحاجة والعوز.

عندما أغلق علينا الحصار أبوابه لم نقم بثورة مثل الصين لننقذ أنفسنا بل علي العكس سلمنا أنفسنا إلي المهربين الذين حفروا آلاف الأنفاق لمصالحهم الخاصة وابتزوا الناس حتى آخر شيكل في جيوبهم, لقد تدني مستوي دخل الفرد في غزة في الدولة المزمع إعلانها إلي 600 دولار أمريكي في العام فأصبحنا في صفوة الفقراء, وأصبح الشباب بلا أمل ,أصبحت الكوبونه هي سر الوجود, وأصبحت الدولة هي القادة, وأصبح حلم الشباب أن يكونوا جيرانا لأحد القادة.

أصبح قادتنا عصبيين لأننا نلح عليهم أن ينقذونا من جحيم الحياة وهم يعتبروننا عبأ عليهم.أصبحوا في حل منا, فهم منشغلون بأنفسهم ,وموظفي الدولة المفترض أنهم من سيقوم بتنمية فلسطين وجعلها سنغافورة, هم في غيبوبة جزء منهم مستنكف وجزء لا يقبض مرتب وجزء ثالث يقاتل من أجل الحصول علي ما يسد رمقه , فكيف نطلب منهم أن يقوموا بعمل تنمية وهم أموات.

عندما دمرت ألمانيا في الحرب العالمية الثانية, قرر الشعب الألماني أن يعيد بناء بلدة,واصلوا الليل بالنهار وصنعوا ألمانيا العملاقة, وقبلها وعندما منع الفرنسيين والبريطانيين السكر عنهم عقابا لهم اخترعوا البنجر, وهناك أمثلة قوية من الدنيا الواسعة تبين كيف تصنع المعجزات.

نحن نريد أن نكون مثل المتنبي فصاحة وبلاغة وحروب في الهواء, ولا أحد يريد أن يحرك ساكنا. وأصبح مفهوم الدولة آخذ في التلاشي شيئا فشيئا, ولقد من الله علينا بلسان طويل وله عدة شعب, ولا يهمنا أن نتهم بعضنا البعض بأسوأ العبارات والألفاظ. وكل ما نقوم به يبعد كثيرا عن الطريق إلي سنغافورة بل يقربنا إلي الهاوية.ما دمنا لا تفكر في التنمية فلن تأتي إلينا.

سوف أترك لك أحلامك وأمنياتك, وأنا سأعيش مع هواجسي وشكوكي.
[email protected]

التعليقات