"رواحل" يعقد يومًا دراسيًا حول السياسة الشرعية والفكر الوسطي

"رواحل" يعقد يومًا دراسيًا حول السياسة الشرعية والفكر الوسطي
رام الله - دنيا الوطن
نظَّمت الدائرة التربوية بمركز "رواحل" يومًا دراسيًا حول السياسة الشرعية والفكر الوسطي، وانعقد اليوم الدراسي يوم الخميس الموافق 26 مارس 2015 في قاعة المؤتمرات العامة بالجامعة الإسلامية، بحض ر فضيلة الأستاذ الدكتور يونس الأسطل النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، وفضيلة الدكتور زياد مقداد أستاذ الفقه المشارك بكلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية،وفضيلة الأستاذ صادق قنديل عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية والأستاذ خميس الداية رئيس الدائرة التربوية بمركز رواحل، ود. زكريا زين الدين رئيس قسم الحديث بالجامعة الاسلامية سابقاً وعضو هيئة التدريس فيها ولفيف من المختصين والمهتمين، ونخبة من علماء ومفكري وقادة العمل الإسلامي.

وفي كلمته التي افتتح بها اليوم الدراسي؛ رحّب الأستاذ خميس الداية بالحضور كل باسمه ولقبه، وعبّر عن سعادته بهذا اللقاء والمشاركة في الأنشطة النوعية التي يعقدها مركز "رواحل"، وأشار إلى محاور اليوم الدراسي وهي:

1. فقه الأولويات والموازنات

2. مختارات من القواعد الفقهية

3. فقه الواقع.

ولفت إلى أهمية هذا اليوم الدراسي للدعاة الذين يشكّلون رافعة حاسمة لترسيخ مفهوم الوسطية في الإسلام، ، وتعزيز المنهج الوسطي والتوازن الفكري، ومناهضة الفكر المتطرف، وتعزيز التأصيل الشرعي، فضلًا عن بيان أهمية فقه الموازنات
والسعي نحو إيجاد حلول سليمة لمشاكل الانحراف الفكري.

ونوّه "الداية" إلى أهمية ضرورة بيان أثر الفكر الوسطي في المعترك السياسي والاقتصاي والاجتماعي، خاصة مع حصول تطورات كبيرة بهذه الجوانب في الوضع الراهن.

بدوره، قدّر فضيلة الأستاذ الدكتور يونس الأسطل جهود القائمين على تنظيم أعمال اليوم الدراسي، وأثنى على القيمة العلمية للنقاشات التي دارت بين المشاركين، مؤكدًا على ضرورة تكرار مثل هذه الأيام الدراسية، حتى تترسخ مفاهيم الفكر الوسطي في أذهان الجميع، وتحصين الصف من التطرّف، مبينًا خطورة الغلو والانحراف الفكري، الذي عزا سببه لهوى النفس، والجهل بمقاصد الشريعة.

وانتهى اليوم الدراسي بمجموعة من النتائج والتوصيات، أهمها:
أولًا/

 النتائج:

 1. ينبغي على المؤمن أن يعرف الشرور الواقعة والخيرات الواقعة، ومراتبهما في الكتاب والسنة فيفرق بين أحكام الأمور الواقعة الكائنة، والتي يراد ايقاعها في الكتاب والسنة؛ ليقدم ما هو أكثر خيراً وأقل شراً على ما هو غيره، ويدفع أعظم الشرين باحتمال أدناهما، ويجتنب أعظم الخيرين بفوات أدناهما، فإن من لم يعرف الواقع في الخلق والواجب في الدين لم يعرف أحكام الله في عباده، وإذا لم يعرف ذلك كان قوله وعمله بجهل، ومن عبد الله بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح. 

2. أن الفتوى تتغير وتختلف بحسب تغير الأزمنة والأمكنة والأحوال والنيات والعوائد، وأن الجهل بهذا يسبب غلطاً عظيماً على الشريعة أوجب من الحرج والمشقة، وتكليف ما لا سبيل إليه ما يعلم أن الشريعة الباهرة التي في أعلى رتب المصالح لا تأتي به، فإن الشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد وهي عدل كلها ورحمة كلها ومصالح كلها وحكمة كلها.

3. أن من يتصدر لإمامة المسلمين عليه الإلمام بمقاصد الشريعة الاسلامية وهي الغايات التى وضعتها الشريعة لأجل تحقيقها لمصلحة العباد, كما عليه الالمام بقواعد ودرجات المصالح, من حيث الأهمية والإلمام بحاجة العصر وضرورياته (فقه الواقع) لكونه يتصل بحياة الناس وأوضاعهم والاهتمام به يشعر الناس بأن المسئول يهتم بواقعه مما يزيد من ثقتهم به ويرفع من مستوى الإقبال على دعوته.

4. على المخلصين العاملين للإسلام استجماع طاقاتهم للارتقاء بالعمل الإسلامي من الأطر النظرية إلى الأطر العملية وبلورة استراتيجيات وخطط عملية وبرامج تعزز التواصل بين مكونات هذا المنهج الذي يعول عليه في إخراج هذه الأمة من أزمتها وإقالتها من كبوتها

5. الدعوة إلى نبذ الخلاف بين المسلمين وإلى توحيد كلمتهم وتقوية روابط الأخوة التي تجمعهم وألا يتركوا مجالاً للفتنة بينهم

6. إن اعتقاد البعض بأن فقه الواقع يلغي الكثير من الأحكام الشرعية غير صحيح, فما جاء الحكم الشرعي لإلغاء الواقع وإنما لضبطه وجعل الناس أكثر تقبلاً للإسلام, لذا نوصى الخطباء والدعاة من الأخوة الاهتمام بفقه الواقع.

ثانيًا/ التوصيات:

1. اعتماد المزيد من الدورات في السياسة الشرعية وإن أمكن رعاية برنامج دبلوم في السياسة الشرعية.

2. تشكيل لجنة علمية تكون مهمتها جمع جميع الأدبيات والأبحاث التي طرحت حول الوسطية والاعتدال عبر المؤتمرات المختلفة وانتقاء ما يمكن طباعته منها واعتماد خطة لتوزيعها للاستفادة منها.

3. اعتماد موقع الكتروني كنواة لنشر الفكر الوسطي ومنهج الاعتدال وبيان الرأي الصحيح في كثير من القضايا المعاصرة والإجابة على الاستفسارات والأسئلة, ودفع الناس للتعامل معه.

4. عدم الاقتصار على المعالجة الأمنية في مواجهة مختلف أشكال التطرف والغلو، وضرورة معالجتها من خلال مواجهة أسبابها ما أمكن. 5. ضرورة العمل على تكثيف التواصل مع الشباب والناشئة واعتبارهم المنطلق لنشر الخطاب الإسلامي الوسطي المعتدل ودعم مشاركتهم في الخطط والبرامج والمبادرات والمشاريع التنفيذية المختلفة.

6. التنسيق مع وزارتي الأوقاف والتربية والتعليم في تنفيذ بعض المناشط باستغلال إمكانيات الوزارتين وسهولة الوصول إلى الجمهور عبر مؤسستيهما.

7. التنسيق مع المؤسسات الفكرية والتعليمية العليا للاستفادة منها في مجالات متعددة منها:

أ‌. توجيه رسائل ماجستير في مواضيع معينة تعالجها وتجليها

ب. توجيه استبيانات لدراسة ظواهر هامة وتقديمها للمتخصصين لتوجيه العمل لها.



التعليقات