اختتام فعاليات مؤتمر المصالحة الفلسطينية بعنوان "المصالحة الفلسطينية الافاق و التحديات" في بيروت

اختتام فعاليات مؤتمر المصالحة الفلسطينية بعنوان "المصالحة الفلسطينية الافاق و التحديات" في بيروت
رام الله - دنيا الوطن
اختتمت في بيروت فعاليات مؤتمر المصالحة الفلسطينية: الآفاق والتحديات الذي نظمه مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ومركز إفريقيا والشرق الأوسط في فندق كراون بلازا، بحضور نخبة من الخبراء والمفكرين وصنّاع القرار في الساحة الفلسطينية والدولية.

وناقش المؤتمر الذي انعقد على مدار يومين 25-26 من شهر آذار مختلف عناوين الانقسام والحلول العملية لتجاوزه.

وايضا توفير أجواء إيجابية لالتقاء قيادات سياسية فلسطينية وخبراء ومتخصصين ومهتمين بالشأن الفلسطيني، والاستفادة من الخبرة الجنوب إفريقية والعالمية في حلّ النزاعات، وتفعيل دور مؤسسات التفكير والدراسات في دعم صانع القرار الفلسطيني.

وشهد المؤتمراربع جلسات توزعت على يومين: خصصت الجلستين الأولى والثانية لعرض موقف الفصائل من المصالحة وطُرق تفعيلها.

وسلطت الجلسة الثالثة الضوء على العالمية في المصالحة.

فيما خُصّصت الجلسة الرابعة للحديث عن قضايا وإشكالات في أجواء المصالحة.

وخلال جلسات المؤتمر تحدث الرفيق فتحي كليب عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بمداخلتين جاء في الاولى: في ظل التحديات الراهنة التي تعيشها القضية الفلسطينية، خاصة بعد النتائج التي افضت اليها الانتخابات الاسرائيلية، لا يمكن لاي طرف، سواء كان حركة فتح او حركة حماس تحمل عبء القضية الفلسطينية بمفرده، والطرفان منفردين ومجتمعين لن يكونا بمستوى التحديات ما لم يقتنعا اولا بأهمية الوحدة الوطنية بعيدا عن الصيغ السابقة وبعيدا عن منطق الصراع على السلطة.

والنقطة الثانية هي بقدرة طرفي الانقسام على الاستجابة لصياغة استراتيجية فلسطينية موحدة في مواجهة المشروع الاسرائيلي الموحد.

وطالما ان المشكلة قائمة، لنستعرض بعض ما يمكن ان نخسره مستقبلا، ففي ظل الانقسام لا نستطيع ان نتحدث عن معركة موحدة وعن انتفاضة ثالثة في الضفة تقود شعبنا الى الخلاص من الاحتلال، وايضا لا يمكن ان نرى غزة وقد استعادت عافيتها باعمارها وفك الحصار عنها طالما ان العناوين الفئوية دائما ما تطغى على القضايا الوطنية العامة.

ولا امكانية نهائيا لأي عملية سياسية قد تؤتي بنتائج جدية لشعبنا في ظل الاحتراب والتقاتل والانفصال الجغرافي بين غزة والضفة، والاهم من ذلك ان لا امكانية فعلية لتحويل تضحيات شعبنا وصموده وانتصاره في اكثر من موقع الى نتائج سياسية والى انجازات وطنية كبرى، ونموذج قطاع غزة حاضرا وما تحقق من انتصارات عسكرية وسياسية بالوفد الفلسطيني الموحد وايضا نتائج سياسية على المستوى الدولي بالاعتراف بفلسطين والانضمام الى المنظمات الدولية خاصة المحكمة الجنائية، كل هذا لا امكانية لاستثماره ساسيا طالما استمر الانقسام.

وختم بقوله: "المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية باتت هي الاطول في التاريخ وليس هناك من مفاوضات استمرت لاربعة وعشرين عاما.. واتمنى ان يكسر هذا الرقم على يد مفاوضات انهاء الانقسام بين حركتي فتح وحماس"..

وفي مداخلة اليوم الثاني قال الرفيق فتحي كليب: "بعض الاخوة مصر على ان الوحدة الوطنية لا تحتمل الا احدى برنامجين: اما برنامج المقاومة واما المفاوضات.. ونحن نرى اننا لسنا مطالبين بالانحياز حكما الى واحد من هذين الخيارين .. فهناك الخيار الثالث وهو الخيار الذي يعتمده شعبنا حاليا: مقاومة عسكرية في غزة تدافع عن التراب الوطني من اي اعتداء وانتفاضة شعبية في الضفة تعتمد جميع الاشكال النضالية".

و اضاف: "لقد اكدت التجارب السابقة اننا قادرون على الوصول لبرامج وطنية تعكس القواسم الوطنية المشتركة.. ونحن بيدنا اليوم اعلان القاهرة، وبيدنا ايضا وثيقة الاسرى. وهاتين الوثيقتين هما انضج ما توصلت اليه الحركة الوطنية الفلسطينية خلال العقدين الاخيرين، لكن المشكلة هي في خلق الادوات القادرة على تحويلهما واقعا نطبقه على الارض".

واستطرد: "المشكلة الحقيقية، كما ذكرت بالامس، صراع على السلطة.. واذا كان البعض اعتبر في رده علي ان هذا امر طبيعي يحصل في جميع دول العالم، فانا لا زلت اعتبره اتهاما، خاصة في حالتنا الفلسطينية حيث الصراع هو على سلطة مقيدة الصلاحيات على جزء من الارض وعلى جزء من الشعب، بينما الصراع على السلطة يكون مشروعا في دول مستقرة وانظمة سياسية مكتملة، وبالتالي فان ما يجب ان يحكمنا كفلسطينيين هو ليس قوانين الاكثرية والاقلية، بل قوانين حركات التحرر الوطني القائمة على التوافقات وعلى القواسم المشتراكة وعلى الشراكة في كل ما له علاقة بقضايا مصيرية تطال الكل الفلسطيني".

"ولنأخذ العبرة من تجربة ابناء شعبنا في ارضي عام 1948 عندما توحدوا يمينا ويسارا في قائمة واحدة انتجت مكسبا للجميع.. وايضا لننظر الى عدونا الذي دائما ما يتجه امام كل قضية مفصلية الى حكومة وحدة وطنية رغم الاختلافات الكبير بين مكونات هذه الحكومات والتي تضاهي خلافاتنا في غالب الاحيان".


التعليقات