كلية دار الكلمة الجامعية تحتفل بإفتتاح عروض "أمسيات سينمائية

رام الله - دنيا الوطن
احتفلت كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة في بيت لحم، وضمن فعاليات الاحتفالات بمرور عشرين عاماً على تأسيس مجموعة ديار بإفتتاح عروض "أمسيات سينمائية"، حيث انتجت كلية دار الكلمة الجامعية عشرة أفلام قصيرة منها خمسة افلام وثائقية وخمسة افلام روائية لمخرجين ومخرجات شباب، وذلك ضمن مشروع "إعلام الشباب من أجل التغيير المجتمعي" في دائرة الفنون المرئية في الكلية الجامعية وبدعم من الأوتو بير ميلليه الإيطالية.

ابتدأت الأمسية بترحيب الدكتورة نهى خوري نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية في كلية دار الكلمة الجامعية بالحضور، وأكدت على أهمية الإحتفال الذي يأتي كتتويج للعمل الجاد والمكثف من قبل المخرجين الشباب اللذين عملوا لمدة عام على تطوير أفكارهم إلى سيناريو وأفلام وتميز كل واحد منهم بالتعبير عن رؤيته وموضوعه بلغة سينمائية متفردة تميزه كمخرج شاب في بداية طريقه.

كما وشكرت الدكتورة طاقم العمل الذي عمل مع المخرجين الشباب وأغناهم من خبرته الشخصية وانجازاته السينمائية، وهم المنتج سائد أنضوني والمخرج حنا مصلح والمخرجة راما مرعي وكاتبة السيناريو سهى عرّاف والمخرج مهند اليعقوبي.

وعن أهمية المشروع أضافت الدكتورة قائلة: " نهتم كثيرا في كلية دار الكلمة الجامعية بمثل هذه المشاريع لما فيها من فرص تطوير لمهارات وقدرات الشباب المبدع، فنستمر في العطاء والتدريب وبناء المواهب ليس فقط للطلبة بل أيضاً للفنانين والشباب لنوفر لهم الدعم الفني واللوجيستي والمعنوي الضروري لتعزيز وتمكين قدرات الشباب في بداية طريقهم ومشوارهم الفني والسينمائي وخاصة أن كلية دار الكلمة الجامعية تمنح درجة البكالوريوس في برنامجي انتاج الأفلام والفنون المعاصرة."

حيث عرض في اليوم الأول خمسة أفلام وثائقية وروائية، فالفيلم الأول روائي بعنوان "برقع كلاسيك" للمخرج صلاح أبو نعمة والذي يتحدث عن ميّ فتاة تعيش بين عالمين، وعندما يشتبك الواقع مع الحلم تقرر ان تاخذ مصيرها بيدها. أما الفيلم الثاني فهو وثائقي بعنوان "ست أصابع" للمخرج فادي ادريس والذي يتحدث عن شيرين وعثمان ومحاولتهم انجاب اطفال سليمين، ابنهم اكرم يتمتع بشخصية اجتماعية تخلو من حقد الاحتلال. كما أن الفيلم الثالث وثائقي بعنوان "تسابيح الجراح" للمخرج محمد الفاتح ابو سنينة والذي يروي حكاية أم مقدسية وطفلها، يحاولان الوصول إلى بيتهما "المسجد الأقصى" عبر طريق الآلام، وحياتهما في المكان.

أما الفيلم الرابع فهو روائي بعنوان "اسرار" للمخرج سليمان مكركر والذي يروي حكاية أسرار صبية تعيش مع عائلتها الفقيرة يتيمة الأب، منذ طفولتها  تعشق الرقص، تعمل في مدرسة لتعليم رقص كعاملة نظيف، فهل تنجح سرار في تحقيق حلمها؟ كما وان الفيلم الخامس وثائقي وبعنوان "غيتو" للمخرج صالح التميمي، والذي يروي حكاية عيسى الذي حرم من السكن في البلدة القديمة من الخليل لفترة طويلة بسبب الاحتلال يعود الان في وقفه جديدة لمحاولة مساعدة من تبقى من الفلسطينين هناك.





كما وسيعرض في اليوم الثاني خمسة أفلام وثائقية وروائية، فالفيلم الأول روائي بعنوان "تابو" للمخرجة كريستينا زهران والذي هو مقتبس من قصة حقيقية يتحدث عن امرأة في أوائل الأربعينات ربة منزل لها ابنان، ومتزوجة لعامل يعمل تهريب في اسرائيل منذ سنوات و يغيب عن المنزل لفترات طويلة وهذا يسمح لأخ الزوج بالوجود المتكرر في البيت، رويدا رويدا يبدأ الأخ بتكوين علاقة مع الأم، والأم نجدها في شعور متناقض ما بين الاستسلام و الرفض لهذه العلاقة، لتنتهي القصة بجريمة القتل من أجل الشرف.

أما الفيلم الثاني فهو وثائقي بعنوان "قوت الحمام" للمخرج بهاء ابو شنب والذي يتحدث عن الساعة الواحدة والنصف صباحا، البرد القارس يتسلل. الشوارع المؤدية الى الحاجز المسمى (300) المخصص للعبور من مدينة بيت لحم الى القدس خالية وصامتة، بائع القهوة يعد أغراضه، وعلى مقربة منه اباه الذي قد تخطى الخمسين من عمره وقد بدأ بعرض بضاعته على الواح خشبية، الكل بانتظار قدوم مئات العمال الذين ستعج بهم المنطقة بعد وقت قصير.

ويتحدث الفيلم الثالث وهو فيلم روائي بعنوان "إنتظار" للمخرج عمرو صفافي عن تتابع أمل حالة الربيع العربي واستمرار حاله الفوضى في المنطقة. امل تمثل المواطن العربي بنجحاه وبفشله، أما الفيلم الرابع فهو روائي بعنوان "اليوم 79" للمخرج وسام الجعفري والذي يتحدث عن رامي الذي يعيش تجربة الاعتقال النهاري لدى احد السلطات، الانتظار والملل هما ما يميزان حياته في ذلك المكان. كما ويتحدث الفيلم الخامس وهو فيلم وثائقي بعنوان "عقد الهوى" للمخرجة شيماء عواودة عن رحلة بحث لمخرجة الفيلم عن ذكرى ابيها المتوفي وهي طفلة صغيرة، تأخذها رحلتها لاستكشاف ذاتها وعلاقاتها مع من حولها.

وفي نهاية العروض، تم إفساح المجال للحضور للمداخلة، فطرحوا بدورهم أسئلة نقدية ومداخلات، وقد قاد النقاش المنتج التنفيذي للأفلام وأحد أعضاء الهيئة الأكاديمية في الكلية الجامعية سائد أنضوني، اذ تميز النقاش بالحوار الفعال بين المخرجين والحضور وكانت الأجواء حماسية وإبداعية.

ومن الجدير بالذكر أن الأفلام العشرة ستعرض في العديد من المدن الفلسطينية في جنين، ونابلس، والقدس، والخليل وبيرزيت ورام الله. كما ويتم ارسالها لتشارك في مهرجانات اقليمية ودولية. حيث تأهل فيلمان من الأفلام للمرحلة النهائية على فئة الفيلم الوثائقي في مهرجان جامعة الشيخ زايد  للأفلام وهم فيلم "قوت الحمام" للمخرج الشاب بهاء أبو شنب وفيلم "تسابيح الجراح" للمخرج الشاب محمد أبو سنينة.

وتعتبر كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة هي أول مؤسسة تعليم عالي فلسطينية تركز تخصصاتها على الفنون الأدائية والمرئية والتراث الفلسطيني والتصميم كما وتمنح درجة البكالوريوس في الفنون المعاصرة وانتاج الأفلام وتعمل على تطوير مهارات ومواهب طلابها لتخرجهم سفراء لوطنهم وثقافتهم وحضارتهم، حيث أن خريجيها وطلبتها يشاركون باستمرار في المعارض والنشاطات والمهرجانات والمسابقات الفنية والثقافية المحلية والدولية.

التعليقات