"عاصفة الحزم" .. هل ستتحوّل لحرب اقليمية ؟!

"عاصفة الحزم" .. هل ستتحوّل لحرب اقليمية ؟!
رام الله - دنيا الوطن
  اعتبر محللون دوليون أن إطلاق دول عربية عملية "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية ضد جماعة الحوثيين في اليمن قد تصبح حربا بالوكالة مع إيران الشيعية التي تدعم الحوثيين، والسعودية والقوى السنية الأخرى في المنطقة التي تؤيد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

وفي تقرير لها نشرت وكالة رويترز آراء عدد من خبراء السياسية والاقتصاد، حذروا خلالها من أن تتسع الحرب تدريجيا لتصبح صراعا إقليميا، إضافة إلى تأثيرها على الاقتصاد العالمي فيما لو تعرضت منشآت النفط السعودية للهجوم.

واعتبر جون مكارثي رئيس معهد أستراليا للشؤون الدولية أن السعودية تخشى أن يصبح اليمن وكيلا لإيران، وأن يسيطر في الأساس على بلد تهيمن عليه السعودية ومهم لمصالحها.

وأضاف أن السعودية تنظر لما تحققه ايران من تقدم في العراق، وهي تجد نفسها تحت ضغط من دولة تعتبرها منافسها الرئيسي على الهيمنة الاقليمية، وقال "لن أندهش إذا شهدنا دعما بريا سعوديا في مرحلة ما"، وتابع أنه "في ظل غياب الأمريكيين سيحسب السعوديون أنه ليس أمامهم خيار سوى الدخول بقوة، وسنشهد إعادة رسم للمنطقة."

بدوره قال رودجر شانهان الاستاذ المساعد وزميل الأبحاث بمعهد لوي "سأندهش إذا التزموا (السعوديون) بأي عملية برية واسعة النطاق، لأنه مجتمع ذو تركيبة معقدة، وآخر مرة تصدوا فيها للحوثيين الأقل قوة لم يكن أداء قواتهم البرية جيدا على وجه الخصوص."

من جهتها قالت سوزان دالجرين الاستاذ المساعد الزائر للأبحاث بمعهد الشرق الاوسط في الجامعة الوطنية بسنغافورة إنه يتعين على السعوديين أن يكونوا أكثر حرصا الآن، وأن لا يتسرعوا بعمليات القصف "فمن الضروري أن تقبل أغلبية الشعب اليمني التدخل العسكري."

صراع إقليمي
أما لي جوفو مدير مركز دراسات الشرق الاوسط بالمعهد الصيني للدراسات الدولية فقد عبر عن قلق بلاده من تطور الاوضاع باليمن، مضيفا أن الحرب قد تتسع تدريجيا لتصبح صراعا إقليميا، "وهذا أمر يقلق الحكومة الصينية أشد القلق."

بدوره اعتبر توني نونان مدير المخاطر بشركة ميتسوبيشي في طوكيو أن المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط أصبحت مزمنة.

من جهته حذر ماساكي سويماتسو مدير وحدة الطاقة بشركة نيو إيدج اليابان للوساطة المالية في طوكيو، من تبعات الهجوم فيما لو "تعرضت منشآت النفط السعودية للهجوم"، فإن ذلك سيكون أثرا كبيرا.

ورأى توم أوساليفان مؤسس شركة ماثيوس اليابان لاستشارات الطاقة ان عملية "عاصفة الحزم" ستزيد من عدم الاستقرار في الشرق الاوسط، محذرا من وقوع هجمات انتقامية من جانب القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامي والحوثيين السعودية.

أما نوريهيرو فوجيتو محلل الاستثمار بشركة ميتسوبيشي يو.إف.جيه مورجان ستانلي للأوراق المالية، فقد ركز على ماهية الرد الإيراني، محذرا من "حرب بالوكالة حربا حقيقية، تلتهم الشرق الأوسط كله".

لكن جانغ جي هيانغ مدير مركز الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمعهد آسان للدراسات السياسات في سول، استبعد أن تقوم إيران بالرد على العملية السعودية، "لأنها لا تريد أن تصبح طرفا صانعا للمشاكل، بالتورط في صراعات في الوقت الذي يظل فيه الاتفاق النووي معلقا."

قبيل القصف الخليجي الاخير على اليمن اجرت دنيا الوطن تحليلاً :

دنيا الوطن أجملت الأحداث في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية وحاورت استاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر البروفيسور ناجي شراب لتستعرض أنظمة القوة العالمية الجديدة وإرهاصات نشوب حرب عالمية  جديدة

شراب أوضح لدنيا الوطن سبب تراجع النفوذ الأمريكي في السياسة الدولية معللاً ذلك لتغيّر نظام القوة الدولية وبروز الكيانات الإقتصادية الجديدة مثل القوة الروسية والنووي الإيراني والإقتصاد الصيني ، ومنافستها للقرار الأمريكي وإنتزاع هيمنته على القرار الدولي العسكري و الإقتصادي مستشهدا على ذلك إنتزاع إيران قراراً دولياً  على مشروعها النووي والتقارب الأمريكي لإيران.

شراب أشار أن التحول على المستوي الدولى يعكس فشل الولايات المتحدة في الحفاظ على نفس المستوى الإقتصادي والعسكري على الساحة الدولية، وبداية الأمر في كانت إبان الحرب الكويتية العراقية وتدخل الولايات المتحدة في تلك الفترة.

وأكد شراب أن بروز القوى الدولية الجديدة والتحالفات العسكرية والإقتصادية أضعف النفوذ والقرار الأمريكي ، فبروز إيران الأن كقوة نووية والصين قوة إقتصادية وروسيا كقوة عسكرية والنفوذ التركي على الساحة العربية، كان لهم الدور في تراجع الهيمنة الأمريكية على القرار الدولي .

انتهاء نظام القطب الواحد
وعلل شراب أن النظام الأمريكي لم يعد القوة المهيمنة بعد الإختبار الأخير لهم في أوكرانيا وشبه جزيرة القرم ووجود تحدي روسي لها كقوة عسكرية وتلويح الرئيس بوتين بالقوة النووية.

وعن إرهاصات الصراع الاقليمي، قلل شراب من نشوب صراع اقليمي ليصل لحد "حرب عالمية" بالشكل التي سبقت لها الحروب وأن أخذت طابعها كدولة مقابل دولة ، ولكن الأن بدأت كالتحالف التي تقوده الولايات المتحدة ضد  الجماعات المتطرفة كـ "داعش" ، فجميع المعطيات الأن تشير إلى أن كل تلك التغيرات هي إرهاصات حرب ، مشيراً في حديثه أن الحرب الأن بدأت بمجرياتها والتخوف من إستخدم أسلحة محرمة دوليا كون تلك الجماعات تشكل تهديد على النظام الدولي ووصولها لأوروبا وتخوف الولايات المتحدة من الوصول لأراضيها .

وعن دخول الولايات المتحدة في "حرب عالمية" كونها دولة عظمى أشار شراب أن إدارة الرئيس باراك أوباما أعطت الأولوية لقضاياها الداخليه وذلك ظهرا جليا في سحب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان وعدم وجود نوايا أمريكية للتدخل عسكريا في أي من الدول التي تشهد توترا ووجود جماعات متطرفة كداعش وغيرها وذلك يعكس وجهة النظام الأمريكي في عدم التدخل عسكريا بمشاركة برية في أي من المواجهات الخارجية .

وحول التحالف الروسي الصيني، أشار شراب أن القوة العسكرية الروسية لا يمكن لها مواجهة القوة الأمريكية بمفردها وإنما عند إجتماع الإقتصاد والقوة المسلحة تختلف موازين القوى والتأثير على الساحة الدولية ، مشيرا بذلك للتقارب الصيني الروسي في الفترة الأخيرة .

وعن شكل الصراع المتوقع والأسلحة المستخدمة :
شرح شراب أن الشكل النهائي للحرب لا يمكن تحديده بشكل واضح كون الأسلحة الأن والتكنولوجيا لم تعد حكرا على أحد وأصبح العالم منفتحا على كل تلك الأمور 

موضحاً ذلك من خلال تخوف القوى الدولية من وصول أسلحة محرمة دوليا لأيدي حماعات أو تنظيمات متطرفة قد تسهم في تغيير معادلة الصراع الدولي مما يدفع الولايات المتحدة كونها دولة عظمي من الدخول في مواجهة حتمية مع عدة أطراف سواء دولية أو جماعات متطرفة مجتمعة .

وأكد شراب أن قانون الحرب الأن إختلف، وما يحكم ذلك هو السلوك السياسي للدول والمعضلات الأمنية فيها.

التعليقات