راتب الشهيد : بين حاجة الزوجة والأولاد وتطفٌل الأهل

راتب الشهيد : بين حاجة الزوجة والأولاد وتطفٌل الأهل
ارشيفية
غزة -خاص دنيا الوطن- نيّرة النحّال

يعاني قطاع غزة من نتائج العدوان الاسرائيلي ، وخاصة العدوان الاخير وما خلفه من زيادة في عدد الشهداء حيث وصل عددهم الى  اكثر من 2000شهيد ,وكان العدد الاكثر يندرج تحت فئة الشباب , والمتزوجين ومن يعيلون اسر كاملة ، تاركين ورائهم اطفال بعمر الزهور يحتاجون لمن يلبي لهم احتياجاتهم , ومن يقدم لهم الحب والامان .

العادات والتقاليد , التي بني عليها المجتمع بأكمله تجعل من زوجة الشهيد وابناءه عرضة للصراعات بين الزوجة التي تعمل على حماية اطفالها وتقديم التربية السليمة لهم , وبين عائلة الزوج التي تدعي دوما العمل من اجل مصلحة الاطفال , وهنا يبدأ العد التنازلي للصراع الداخلي والتي هو مادي بالأساس.

فقدان الأمان

"أن تعيش بأمان فأنت تشعر في قمة سعادتك ولحظة فقدان أحد أركانه يساورك القلق" بهذه العبارة بدأت "هبة" وهو اسم مستعار لزوجة شهيد رواية ما حدث لها لصحيفة "دنيا الوطن" وعيونها تملؤها الدموع: "استشهاده ترك فراغ كبير في حياتنا  والمسؤولية زادت في تربيه الأولاد وتامين مستقبلهم في هذا الأوضاع والظروف الصعبة التي تمر بها البلد".

وأضافت: " أصبحنا بأمس الحاجه للراتب لتوفير احتياجات الاطفال المتعددة لان الظروف المعيشة صعبة ,خصوصا وأنني أعيش برفقة أطفالي تعيش في صغيره غير جاهزة لا يوجد فيها نوافذ وابواب وسراميك وبحاجه لمزيد لاستكمال بيتهم وتوفير الأمن والأمان لي وللأطفال".

الزواج مرة أخرى

 وبالإشارة الى تفكيرها بالزواج مرة أخرى اشارت لـ"دنيا الوطن" الي أنها لا تفكر حاليا بالزواج، لافتةً الى أنها تنفذ وصية زوجها الذي امرها بتربيه الأولاد وحمايتهم والحفاظ علي حقوقهم وتربيتهم تربيه حسنه في حال استشهاده .

علاقة باهل زوجها

وحول علاقتها باهل زوجها واوضحت ان العلاقة يشوبها الفتور وهناك بعض المشاكل التي تراكمت بسب الراتب ،و لفتت  الي ان اهل زوجها  "الشهيد" يتدخلون في تربيه الأولاد وفي شؤونها الخاصة بطريقة مريبة  من اجل الضغط عليها لترك المنزل والاطفال لأجل استيلاء علي راتب ابنهم الشهيد.

واكدت لـ" دنيا الوطن " على ان المشاكل وصلت بينهم الي حد طردها من بيتها هي واطفالها بسب الراتب والمساعدات التي تأتي من الجمعيات والمؤسسات الإغاثية أو أن تتزوج من أخيه الأصغر ,منوهةً الى أن هول صدمة استشهاد زوجها بات هاجس يطاردها ,وهي في حالة لا تسمح لها بالزواج أو التفكير به في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها .

اعاله الاسرة

 ونوهت الي انها هي من تعول الاسرة من خلال حصولها علي  الراتب وبعض المساعدات التي تأتي من المؤسسات والجمعيات لتامين ما يلزم من حاجات اساسيه للأطفال  ومن الاهل والأقارب.

اهل شهيد

وعن سبب الإشكالية اكدت والدة زوجها الشهيد ان سبب المشاكل هي رفض زوجه ابنها الشهيد بان تتزوج من احد ابنائها وقالت لـ "دنيا الوطن": "هدفي من ذلك تربيه ابناء "ابني الشهيد" بجانبي حتى لا اشعر بتأنيب ضمير تجاههم ولأنهم من فلذة كبدي ,وأرفض أن يأتي احد غريب ويقوم بتربيتهم.

 وأضافت: "من جانب اخر لكي احمي اموالهم واقوم بتأمين مستقبلهم وحياتهم , بعد رفض والدتهم الزواج من ابني الثاني.

 وبررت طرد زوجة ابنها الشهيد من البيت بأنه خوفاً من الفتن وخاصه وجود شباب مراهقين بالبيت علي حسب قولها ، وبالإضافة الى دخولها وخروجها من البيت دون اخد اذن احد.

واوضحت قائلة والحديث عن زوجة ابنها: "انها عندما تذهب للمؤسسات والجمعيات لا نعلم ماذا يأتي من مساعدات لأحفادي نريد الحفاظ علي امولهم وعلي حقوقهم ، ووضع حد لهذه المشاكل".

البحث عن لحل

ونظرنا لتدخل اهل الزواج وطردها من بيتها حاولت العودة عبر استغاثتها  من الاهل والأقارب الذين لما يستطيعون ايجاد حل ولجات لمؤسسات الحقوقية والقانونية من اجل حمايه الاولاد والحفاظ علي حقوقهم

ولمتابعة حالتها القانونية واوضحت المحامية مرفت النحال الناشطة في مركز الميزان لحقوق الانسان  ان المراكز الحقوقية تعمل علي توعية المرأة بحقوقهم .

وأشارت  الي ان  دور مؤسسات حقوق الانسان ينحصر بدور التوعية والتثقيف والإرشاد ,مشيرة الي ان المؤسسة قامت بتقديم النصح القانوني وتوضيح الموقف القانوني للسيدة "هبة" وما هي الحقوق والواجبات التي تقع عليها.

"هبة" نموذج لعدد من الحالات

زينب الغنيمي مديرة مركز الابحاث والاستشارات القانونية للمرأة أكدت على أن هناك العديد من القضايا تقدم بها النساء للمركز يعانون من نفس الحالة التي مرت بها المواطنة "هبة".

ولفتت الى أن المركزي يعالج حاليا خمسة عشر قضية اعتدى فيها الأهل والاشخاص على راتب زوجة الشهيد ومرجحة هذا الاعتداء نتيجة لخلل في النسيج الاجتماعي أدى الى خلخلة بعض القيم للمجتمع الفلسطيني ,بغض النظر عن الأسباب التي تم تفحصها سواءا كانت دينية أو سياسية أو اجتماعية أو غير ذلك.

السبب: طمع الأهل

ونوهت الى أن الأغرب من ذلك أن الطمع وصل الى حد الاقارب مشيرة الى أن عدة مشاكل  واجهت المركز منها والد شهيد اعتدى على زوجة ابنه الشهيد لمجرد أنها أخرجت ورقة لتستفيد منها في الاعفاء الجامعي.

ودعت الغنيمي المحكمة لوضع الاموال مباشرة في صندوق باسماء الاولاد بغض النظر عن الوصايا  لافتة الى أن كل هذه الاموال من حق الورثة "أطفال وزوجة" الشهيد.

ونوهت الى أن المشاكل التي تظهر عند بعض الاشخاص لا توجد فيها مشاكل ,مشيرة الى أن قانون التقاعد كفيل بحل المشاكل بطريقة مميزة.

وأشارت الغنيمي الى أن الأمثلة في المجتمع الفلسطيني باتت كثيرة ,موضحة أن :"اهل البنت – اتركي الاولاد لأهل زوجك وبدون مشاكل ,واهل الزوج في حالة من التعنت مع الزوجة ويحاولون اخضاعها بإطلاق الاشاعات من اجل السيطرة على الراتب.

وأضافت: "هناك العديد من الاشكاليات لا يستطيع تنظيمها القانون لانها مرتبطة بالسلوك الاجتماعي".

ولفتت الى أن المشاكل الاساسية تكمن أحيانا في ان المنزل مسجل باسم والد الشهيد وليس باسم الشهيد نفسه الامر الذي يدفع الاهل للطمع ,مشيرة الى أن المنزل لو كان باسم الشهيد لما استطاع اهله فعل شيء ,وكان من الأسهل انتقال الملكية مباشرة للزوجة والاولاد.

وختمت: "المركز يطرح حلول وسط وعندما يعجز في حالات الرفض والتعنت يحول القضية للمحكمة".

يشار الى أن قطاع غزه تعرض الي ثلاث حروب خلفت عدد كبير من الشهداء والجرحة وأن عدد كبير منهم يعاني من اشكاليه حرمان عطف الاب وحنان الام وصراع الاهل.

التعليقات