أهداف إسرائيل وأعداد المعتقلين... "دنيا الوطن" تفتح ملف اعتقال التجار على معبر الخوف والرعب "ايرز"؟!

أهداف إسرائيل وأعداد المعتقلين... "دنيا الوطن" تفتح ملف اعتقال التجار على معبر الخوف والرعب "ايرز"؟!
رام الله - خاص دنيا الوطن - حنين حمدونة
تغير استراتيجي في سياسة إسرائيل تجاه التجار الفلسطينيين عقب العدوان الأخير على قطاع غزة حيث سمحت للمئات من التجار بالحصول على تصاريح تجارية وجلب بضائع لقطاع غزة ،إلا أن الاختلاف الأكبر كان في السماح للتجار الذين لم يتجاوزوا الثلاثين بالدخول للأراضي المحتلة .

هذا الأمر لم يدم طويلا ففي مطلع العام الجديد  وإلى يومنا هذا ،أُلقي القبض على عشرات التجار وتم وقفهم لأشهر وهددوا بخسارة تجارتهم ومنع وصول بضائعهم للقطاع وخضعوا للتحقيق في مكاتب المخابرات الإسرائيلية  .

وفي ذات السياق قالت روضة لبد زوجة التاجر خالد لبد (51عام) "ألقي القبض على زوجي على معبر ايرز عندما كان عائداً لقطاع غزة  كان ذالك بتاريخ 20 يناير "

وأضافت لدنيا الوطن :"وجهوا له تهمة توريد معدات كهربائية لجهات غير مشروعة داخل قطاع غزة ، إلا أنهم لم يثبتوا عليه أي شي".

وبينت أنهم عقدوا له جلسة محاكمة  وأجلت تلك الجلسة لتاريخ 31 مارس لحين صدور تقرير السلوك  الذي يقدمه ضابط السجن .

وعلقت لبد أمل بأن يخرج زوجها بكفالة في الجلسة المقبلة ،مشيرة لدور الصليب الأحمر الفلسطيني  بزيارة الأسرى والاطمئنان على أحوالهم النفسية وتوفير محامين لهم .

وأشارت إلى أن زوجها حصل على تصريح بالدخول لإسرائيل و الاستيراد منها عقب العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة 2014م.

ومن جانبه قال ماهر أبو صبحة رئيس هيئة المعابر في قطاع غزة أنه من تاريخ 1 يانير وحتى الشهر الجاري بلغ عدد التجار المعتقلين من قبل قوات الاحتلال  أربعة عشر تاجراً".

وبين أن طبيعة التهم المنسوبة للتجار ليست من اختصاص هيئة المعابر وإنما يبقى الأمر على عاتق الصليب الأحمر الفلسطيني  ومحامي المعتقل .

وأشار لطبيعة حاجز بيت حانون "ايرز" شمال قطاع غزة والذي يتكون من نقطتين الأولى تسمى (نقطة أربعة  أربعة )  وتبعد عن الاحتلال حوالي ألف ومائتي متر ،ويعمل بها موظفين الأمن من حكومة غزة ،  وهنالك نقطة أخرى تحمل اسم  (خمسة خمسة )  وهي النقطة المتقدمة بجانب الاحتلال الإسرائيلي وتديرها  للشؤون المدنية التابعة للسلطة الفلسطينية ، مؤكداً  أن موظفي هذه النقطة  هم من يتم اخبارهم باعتقال التجار.

وأشار في حديث لدنيا الوطن إلى أن الجنود الذين يعملوا في الجانب الإسرائيلي هم ضباط مخابرات هدفهم الأول هو استغلال حاجات المواطنين  سواء كانوا مرضى  أو طلاب أو تجار من أجل ابتزازهم  لتقديم معلومات عن أبناء الشعب الفلسطيني وعن  المقاومة 

وأكد أبو صبحة أن الدور الأمني  في النقطة (أربعة أربعة )  وهو نصح المواطن وتوعيتهم وإرشاده بأنه سيتم ابتزازهم ، وفي حال عودة المواطنين يتم مناقشتهم عن ماذا سألهم الضابط الإسرائيلي .

واضاف ان من اهتمامات 4-4 متابعة المغادرين من هذا المعبر حيث لا يكونوا مطلوبين على ذمة قضائيا جنائية .

وبين أن عدد المسموح لهم بالسفر يومياً من التجار بقطاع غزة  300 تاجر ،مؤكداً أن من يستطيع السفر عبر معبر بيت حانون هم شخصيات دبلوماسية والمؤسسات الدولية والأجنبية وأهالي الأسرى والمرضى والمصلين في الأقصى وسكان الأراضي المحتلة .

وبهذا الصدد استنكر رئيس  جمعية رجال الأعمال علي الحايك عملية خطف واستدراج التجار الفلسطينيين .

وشدد على أن اعتقال التجار هو استمرار لتدمير الاقتصاد الغزي ويهدف على إبقاء تبعية قطاع غزة ، ومحاولة لدعم التاجر الإسرائيلي ووقف الفلسطينيين عن الاستيراد.

 وأشار إلى أن جميع التهم الموجهة للتجار هي تهم وهمية لا أساس لها من الصحة ،مؤكداً أنه لا أحد يستطيع التهريب في ظل السيطرة الإسرائيلية الكاملة على قطاع غزة .

وبين أنه لا يوجد لوائح اتهام للتجار المحتجزين  وإنما هي محاولة لاستدراج التجار  للضغط عليهم  من خلال المعابر  ومساومتهم من خلال تجارتهم  أو سحب تصاريحهم .

وقال الخبير الاقتصادي ماهر الطباع إن هذه الإجراءات تأتي لتجديد الحصار على قطاع غزة ، وهذه الخطوات هي حرب اقتصادية.

و اعتبر الطباع أن  القبض على التجار هو عملية ترهيب لهم لمنعهم من جلب أي سلعة يجدوا عليها مسألة إسرائيلية وبالتالي يصبح التاجر الفلسطيني يحاصر نفسه بنفسه ، بالإضافة لتجنبه السفر عبر معبر ايرز ويبقيه في حلقة ضيقة  لتفادي المرور من معبر بيت حانون .

وقال دكتور علم النفس الأمني مازن حمدونة لـ"دنيا الوطن"" إن تحرك إسرائيل السريع في السماح للتجار الفلسطينيين لدخول إسرائيل دون تحديد العمر ،هو عملية لتنشيط العمل الإستخباراتي لديهم عقب فشلهم في الحصول على معلومات ميدانية في الحرب الأخيرة  "

وأفاد حمدونة أن إلقاء القبض على عشرات التجار هو محاولة لإخضاعهم ومساومتهم  على بضائعهم .

ودعا الدوائر الأمنية المسئولة عن المعابر في قطاع غزة  لزيادة  خبراتهم في التوعية الأمنية وطرق حل الأزمات  وعمل ورشات عمل وجلسات تحضيرية للمواطنين المسافرين لمساعدتهم على تفادي أي ضغوطات يخضع لها المواطن .

التعليقات