لا خصوصية ومخاوف من الاستغلال… استخدام ربات البيوت للفيسبوك ما بين الغيرة والوعي

تابعنا أيضا عبر انستجرام instagram/alwatanvoice

ولعل سبب الازدحام على موقع الفيسبوك يعود لأسباب كثيرة , أهمها : أنه يعد موقعا كاملا متكاملا , يتيح للأشخاص التعامل معه بشكل سهل وسلس , وتبادل المعلومات والآراء على اختلاف أشكالها , سواء كانت نصا أو صوتا أو صورة أو حتى مقاطع للفيديو , ناهيك عن أنه لا يوجد ضوابط ولا موانع لاستخدامه , فهو بلا رقيب , ويستطيع أي شخص عمل حساب خاص به على هذا الموقع والتعامل معه دون أي دراية أو وعي حول طريقة الاستخدام الصحيح لهذا الموقع .

أما بما يخص المستخدمين للفيسبوك , فهم مختلفون من الناحية العمرية والعلمية والثقافية والجنسية أيضا , حيث أنه تم استخدامه من قبل جميع شرائح المجتمع دون استثناء , على الرغم من وضع ضوابط بالنسبة للحد الأدنى لعمر المستخدمين لهذا الموقع , بأن لا يجب أن يتجاوز سن المستخدم الثالثة عشر عاما , إلا إن الكثير من الأطفال استطاعوا الحصول على حساب لهم على هذا الموقع باستخدام معلومات مزيفة .

ويعد موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك , سلاحا ذو حدين إذ أنه بالرغم من ايجابياته , إلا أنه لا يخلو من السلبيات , فمن ايجابياته التي لا يمكن إنكارها أنه يساعد على الاتصال بالأشخاص البعيدين مكانيا وكأنهم مقيمون بجانبنا إذ أنه جعل من العالم قرية صغيرة , إضافة إلى استغلال هذا الموقع كموقع ثقافي واتصالي لطلاب لمدارس والجامعات , حيث أنه يتم عمل جروبات يتم الاجتماع من خلالها للتناقش مع الزملاء حول مواضيع معينة , وعمل حلقت تدريسية ومناقشة مشاريع التخرج أيضا , ولا يمكننا أيضا إنكار الدور الإعلاني الذي يقوم به هذا الموقع نظٍرا لكثرة أعداد الأشخاص المستخدمين له , وسهولة وصول الإعلان إليهم , ناهيك عن أهميته في نشر الوعي ونقل الأحداث اليومية وما يجري في البلد وفي العالم بأسره , بسهولة وبدون تكلفة .

وبما يخص السلبيات , فهي لا تقل عن الايجابيات إذ أنه كما قرب البعيد قام بإبعاد القريب , حيث أشغل الأفراد عن عائلاتهم , وأبعدهم عن اللمة الأسرية في كثير من العائلات في العالم , إضافة إلى الحالات النفسية التي عاني منها الكثير من المراهقين وغيرهم عند الالتقاء بالأشخاص على أرض الواقع حيث أنهم في كثير من الأحيان يختلفون كل الإختلاف عما هم عليه في عالم الفيسبوك , مما يؤدي إلى توليد حالة من عدم الثقة لدى هؤلاء الأشخاص , ولا ننكر أيضا حالات النصب والاحتيال والتدخل في الخصوصيات وانتشار حالات الطلاق والإجرام والقتل على خلفية الشرف واستغلال الأطفال وغيرها الكثير الكثير من السلبيات .

ربات البيوت والفيسبوك
ظاهرة انتشار استخدام ربات البيوت لموقع الفيسبوك بات ظاهرة منتشرة في الآونة الأخيرة إذ إصبح للكثير من ربات البيوت حسابا خاصا بهن على هذا الموقع , الأمر الذي أدى إلى انشغال بعضهن عن واجباتهن المنزلية أو حتى الزوجية وحفاظ البعض الآخر على هذه الواجبات رغم مشاركتهن للفيسبوك .

وعلقت الأستاذة "سليكة القاضي" أستاذة في قسم الإعلام جامعة الخليل لمراسلة دنيا الوطن" أن استخدام الفيسبوك لربات البيوت على الإغلب ينحو للناحية السلبية أكثر من الايجابية إذ أنه يتم تصوير وعرض كافة الخصوصيات المتعلقة بهن على هذا الموقع , إضافة إلى نشرهن ما لا يجب أن ينشر مثل شعورهن وسفرهن ومكان جلوسهن وما قمن بطهيه الأمر الذي يدل على جهلهن لطبيعة هذه الوسيلة وكيفية استخدامها تخدمه ونشر خصوصياتهن على الملأ .

وعلى الرغم من السلبيات التي ذكرت إلا أن هنالك ربات بيوت استخدمن هذه الوسيلة بطريقة ايجابية , خدمت الكثير منهن , مثل عمل صفحات خاصة بالمنسوجات والمطرزات التي يقمن بها الأمر الذي يسهل عليهن عملية تسويق منتجاتهن , إضافة إلى عملية تعليم وتعلم الطهي للنساء على اختلاف جنسياتهن , ناهيك عن استخدام وتعلم بعض ربات البيوت لكيفية استخدام هذه الوسيلة من أجل عمل رقابة على أطفالهن لتلاشي وقوعهم ضحية لشرك السيئين وضعفاء النفوس .

وبالنسبة لآراء مستخدمات الفيسبوك من ربات البيوت فبعضهن ذكرن أن استخدامها للفيسبوك كان عبارة عن تضييع للوقت وملء أوقات فراغهن والبعض الآخر من أجل التعرف على أكبر قدر ممكن من الأشخاص , وبعض آخر يذكرن أن استخدام الفيسبوك كان من أجل مواكبة العصر لأن قرينانتها يستخدمنه وما المانع من استخدامها له ؟ وأخريات من أجل وضع رقابة على أبنائهن .

الآثار النفسية لاستخدام الفيسبوك على ربات البيوت
ذكر لدنيا الوطن الدكتور "محمد عجوة" دكتور علم النفس في جامعة الخليل الآثار النفسية التي تترتب على استخدام ربات البيوت للفيسبوك ملخصا إياها في النقاط التالية : 1- يمكن أن يكون هناك إدمان لربة البيت على استخدام الفيسبوك وبالتالي يكون هذا على حساب تربية الأبناء وأمور البيت . 2- يمكن أن يحدث الفيسبوك علاقات في إطار غير معقول أو في إطار غير شرعي إذا كان مع الجنس الآخر . 3- إحداث نوع من التوتر والقلق لدى ربات البيوت عند مقارنة وضعهن مع أوضاع ربات بيوت أخرى . 4- تدني تقدير الذات والثقة بالنفس عند المقارنة مع الآخرين من حيث المستوى الثقافي والاقتصادي والاجتماعي . 5- إحداث نوع من التنافس بين ربات البيوت في الاتجاه السلبي في أمور تغيير البيت كأساسيات في الحياة .

المخاطر الصحية المترتبة على الإدمان والجلوس طويلا أمام شاشات التواصل الاجتماعي وخاصة على ربات البيوت :

هناك آثار مرضية تترتب على الإدمان في استخدام الفيسبوك تبدأ من أعلى الرأس تنتهي بأخمص القدمين وتظهر مؤخرا وهي :

- بداية من الدماغ الذي تبطؤ حركته بمجرد الجلوس لساعات طويلة وقلة الحركة حيث أن الحركة تحفز على ضخ الدم فيه وتنشيطه للهرمونات المحفزة لتحسين المزاج . - الفقرة العنقية في الرقبة ستعاني اختلالات دائمة أبرزها التسبب بآلام للعضلات الرابطة بين الرقبة والكتفين . - العمود الفقري الركيزة الأساسية لجسم الإنسان معرض أيضا للتلف عند قلة الحركة التي تؤدي إلى تصلب مادة "الكولاجين" الداعمة لحركة الأوتار والأربطة , وذلك يؤدي إلى تلف آخر فقرة من فقرات العامود الفقري . - تجمع الأحماض الدهنية وارتفاع ضغط الدم ونسبة الكولسترول المسببة لأمراض عدة في القلب . - السكري سببه الجلوس لفترات طويلة بسبب عدم استجابة العضلات لمادة الأنسولين التي يفرزها البنكرياس . - أما الساقان فسوف يعانيان من ضعف بسبب اضطرابات الدورة الدموية فالجلوس يؤدي إلى تجمع السوائل المسببة لتورمهما , وبالتالي الإصابة بالدوالي أو جلطات الساقين , أيضا قلة الحركة تؤدي إلى ضعف العظام ما يؤدي إلى الإصابة بهشاشتها . الوقاية والتجنب

نصح الأطباء بالجلوس بطريقة مستقيمة وعدم الميل إلى الأمام ووضع الكوع بزاوية تسعين درجة , ووضع الذراعين إلى الجانبين , ودعم المنطقة الأخيرة في الظهر , ووضع القدم بشكل مسطح على الأرض .

وبهذا نلاحظ أن استخدام الفيسبوك لربات البيوت أو لغيرهن يعد سلاحا ذو حدين , ومن الإمكان جعله سلاحا ذو حد واحد , إذا تم استخدامه بطريقة صحيحة والوعي للطريقة التي يتم التعامل من خلالها مع هذه الوسيلة دون التهور في استخدامها .ٍ