ابو مازن وتحديات الدولة الفلسطينية

ابو مازن وتحديات الدولة الفلسطينية
بقلم : عبدالله عيسى
رئيس التحرير

الوضع الداخلي الفلسطيني لايوحي بأننا مقبلون على إقامة دولة فلسطينية مستقلة هذا العام والوضع العربي وانهيار عدة أنظمة وصراعات وأخطار تتهدد دول الخليج من كل حدب وصوب لايوحي بأننا مقبلون على إقامة دولة فلسطينية مستقلة هذا العام .

وفوز الليكود بزعامة نتنياهو لايوحي بأننا مقبلون على دولة فلسطينية وعدم قدرة اوباما على ممارسة ضغط حقيقي على إسرائيل لايوحي بأننا مقبلون على دولة فلسطينية هذا العام أيضا .

إذن كل العوامل الداخلية والخارجية نظريا تحول دون إعلان إقامة الدولة الفلسطينية هذا العام فهل يعني ذلك أن نستسلم لكل هذه العوامل ؟!.

يجب أن نواجه الحقائق المرة وان لا نتعامل مع حلم الدولة الفلسطينية وكأنه من أحلام اليقظة واعتقد انه لم يعد مسموحا لأحد ولأي فلسطيني مهما كان موقعه أن يستسلم لليأس او ان نتبادل الاتهامات .

فالرئيس ابو مازن يقود شعبنا في معركة إقامة الدولة الفلسطينية ونحن في الربع ساعة الأخير في هذه المعركة ومن تخلف عنها فهو من المتخلفين والتاريخ لن يرحم ولن يقبل شعبنا مبررات من احد في فتح أو حماس أو أي فصيل مع احترامي للجميع .

من يختلف مع أبو مازن أو من يتفق معه ليست هي القضية الآن نحن على أبواب الدولة الفلسطينية ويجب أن يتكاتف الجميع لمواجهة التحديات وكلما كان موقف الرئيس أبو مازن أكثر قوة كلما حققنا شروطا أفضل لإقامة دولة فلسطينية لكل الفلسطينيين .

ولكن هل يمكن للرئيس ابو مازن مواجهة كل هذه التحديات الخارجية والداخلية ؟

اعتقد انه يمكن تغيير المعادلة تماما رغم كل الأوضاع الفلسطينية الداخلية والعربية والدولية فأمريكا لديها توجه حاسم بان يتوصل نتنياهو وابومازن للحل النهائي هذا العام ولكن كثير من الضغوط الأمريكية ستكون موجهة ضد السلطة وأبو مازن شخصيا وقليل من الضغوط ضد إسرائيل ونتنياهو .

هنالك أطراف عربية فاعلة ستقف بقوة إلى جانب الحق الفلسطيني رغم ظروفها الخاصة وهي دول الخليج ومصر والأردن إضافة إلى الجزائر والمغرب بينما بقية الدول العربية ستكون منشغلة بأوضاعها الداخلية إضافة لموقف أوروبي قوي لصالح الحقوق الفلسطينية المشروعة وروسيا والصين .

ويجري الحديث الان عن عقد مؤتمر للسلام بشرم الشيخ وهذا التوجه من شانه تعزيز الموقف التفاوضي الفلسطيني .

ولكن لدينا الوضع الداخلي الفلسطيني الذي يحتاج من الجميع نبذ الخلافات حتى ننتهي من تحقيق أهم حلم وطني فلسطيني .

القضية الفلسطينية كانت تاريخيا المحرك والدافع لكل المواقف العربية والدولية ومن هنا أرى التأكيد على نبذ الخلافات وتوحيد الصف الفلسطيني في مواجهة التحديات وفي هذا دعم قوي للموقف التفاوضي الفلسطيني ويعطي الرئيس ابو مازن القوة في مواجهة كل التحديات القادمة لتحقيق حلم إقامة الدولة الفلسطينية وشعبنا لن يقبل أي موقف اخر مهما كانت المبررات .

وما نراه الآن زيارة لرئيس الوزراء د.رامي الحمد الله إلى غزة فهي تجسيد للوحدة الوطنية المطلوبة وخطوة مهمة جدا لدعم الموقف الفلسطيني في مواجهة التحديات . 

التعليقات