هيئة التوجيه السياسي والوطني تحيي ذكرى معركة الكرامة ويوم الارض في سلفيت

هيئة التوجيه السياسي والوطني تحيي ذكرى معركة الكرامة ويوم الارض في سلفيت
رام الله - دنيا الوطن
احييت هيئة التوجيه السياسي والوطني اليوم ذكرى معركة الكرامة الخالدة ويوم الارض في مدينة سلفيت بإقامة مهرجان حضره اللواء اسماعيل جبر ممثلا عن الرئيس محمود عباس، وخالد الشوابكة سفير المملكة الاردنية الهاشمية في فلسطين، واسامة السعدي النائب عن القائمة العربية الموحدة في الكنيست، واللواء صلاح شديد رئيس هيئة المتقاعدين العسكريين، واللواء عدنان ضميري المفوض السياسي العام والناطق الرسمي باسم المؤسسة الامنية، وعبدالحميد الديك نائب محافظ سلفيت والقائم بأعماله، والدكتور شاهر اشتية رئيس بلدية سلفيت، وعلي القاق نائب امين سر حركة فتح في المحافظة، وقادة وضباط الاجهزة الامنية ورؤساء المؤسسات المدنية فيها.

 وفي كلمته نيابة عن الرئيس محمود عباس قال اللواء اسماعيل جبر تحيات الرئيس "انقل لكم جميعا تحيات السيد الرئيس في هذه المناسبة العزيزة والتي تحمل في طياتها ذكريات جميلة ترافقت مع ذكرى يوم المرأة وعيد الام وانتصار الكرامة وفوز القائمة العربية المشتركة في انتخابات الكنيست الاخيرة".

واضاف ان الانتصار الذي حققه الفدائيون الفلسطينيون وبواسل الجيش الاردني البطل في معركة الكرامة اجهضت غرور الجيش الاسرائيلي الذي استهدف احتلال المرتفعات الشرقية لنهر الاردن، بعد مواجهة القوات الغاصبة منذ اللحظة الاولى لدخولها الاراضي الاردنية مسلحين بإيمانهم بالله والوطن واستعدادهم للمواجهة.

وقال اللواء جبر اننا نتذكر اليوم مواقف البطولة والشجاعة لجلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال الذي كان يقود المعركة الى جانب قائد المدفعية الاردنية اللواء مشهور حديثة، كما نتذكر القائد الخالد الشهيد ياسر عرفات الذي ادار معركة الكرامة من قلبها واصر على مواجهة القوات الغازية ليضع حدا لغطرستها.

واضاف ان تلاحم قوات المدفعية الاردنية التي امطرت بقذائفها القوات الاسرائيلية وبسالة الفدائيين الفلسطينيين في الميدان المسلحين بإرادة القتال والصمود، كبدت الاسرائيليين خسائر كبيرة فاقت ما خسره في حرب حزيران 1967 على الجبهات العربية الثلاثة كما اعترف بذلك قادته، ليقف جيشهم المدجج عاجزا عن نقل قتلاه وجرحاه ودبابته والياته المدمرة.

وقال اللواء جبر ان الشعب الفلسطيني يخوض اليوم معركة كرامة جديدة بقيادة الرئيس محمود عباس لاستكمال تحقيق الاهداف الوطنية وانجاز الاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وهذا يتطلب منا تحقيق الوحدة الوطنية، مضيفا اننا نمد ايدينا الى اخوتنا في غزة وندعو حركة حماس الى انجاح جهود وفدي منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة اللذين سيتوجهان الى القطاع الحبيب خلال الايام القليلة القادمة لطي صفحة الانقسام، والا فليكن صندوق الاقتراح لانتخابات رئاسية وتشريعية جديدة.

وحيا اللواء جبر الجماهير الفلسطينية في الداخل على وحدتها ووقوفها في وجه التحديات وكشف الوجه العنصري لنتنياهو، واعلانهم بانهم سيبقون موحدين وصامدون وصابرون ومنزرعين في ارضهم في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة مخططا لإعادة ترسيم الحدود في المنطقة وتقسيمها من جديد.

كلمة السفير الاردني خالد الشوابكة

وفي كلمته بالمهرجان قال السفير الاردني لدى فلسطين خالد الشوابكة ان معركة الكرامة خالدة في قلب كل اردني وفلسطيني وعربي حر، وهي ليست يوما فقط بل بوابة التاريخ لامة صحت من غفلتها وسطرت اول صفحة من صفحات استعادة الامة وجيوشها لهيبتها وكرامتها التي سلبت في حزيران 1967.

واضاف لقد اراد نشامى القوات المسلحة الاردنية تلقين من اعتقدوا بأنهم جيش لا يقهر درسا يصعب نسيانه، فكانت للكرامة معان عظيمة حمت اسمها وحملت ارادة شعب وقيادة وجيش لم يكن يوما الا لكل العرب وفي القلب فلسطين الحبيبة وشعبها الصامد المجاهد لتحقيق حلمه وحقه المشروع في اقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

واكد الشوابكة وقوف الاردن الى جانب اشقائه الفلسطينيين، وقال ان الاردن بقيادته وشعبة العظيم سيبقى على الدوام السند الصادق والدعامة الاساسية الاولى لشعب فلسطين العظيم وقضيته العادلة، وسيبقى يحمل هم هذا الشعب ويضمد جراحه ويدعمه بكل ما اوتي من قوة لتحقيق حلمه بالحرية في دولته فلسطين المستقلة، وحتى نرى الراية الفلسطينية الملونة بدماء الشهداء الابرار من الاردن وفلسطين ترفرف عاليا فوق الاقصى والصخرة والقيامة.

كلمة التوجيه السياسي والوطني

وفي كلمة هيئة التوجيه السياسي والوطني اكد اللواء عدنان ضميري المفوض السياسي العام ان الشعب الفلسطيني عصي على الانكسار والانهزام والفناء وقادر على تحقيق النصر، وسيدرك نتنياهو الذي يقود عصابة من المتطرفين بأنه سيواجه مزيدا من العزلة الدولية والحصار ما لم يعترف بحق الفلسطينيين في اقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

واضاف اننا ونحن نحيي ذكرى معركة خالدة نستذكر روح الشهيد البطل ياسر عرفات الذي اصبح اسم اخر لفلسطين بقراره مواجهة "الجيش الذي لا يقهر" على ارض الكرامة، وهي ذات الروح التي تتحلى بها قيادتنا الفلسطينية اليوم بالثبات على الثوابت والنضال والاصرار والصبر، والتي تقود الشعب الفلسطيني بحكمة واقتدار وابداع في الوسائل والاساليب، فقد استطاع الرئيس ابو مازن ان يحقق انتصارات هامة دون ان يريق قطرة دم وان يبقى ثابتا على الحق الفلسطيني في وجه كل الضغوط.

واضاف اللواء ضميري ان حكومة نتنياهو ستواجه عزلة كبيرة بسبب الداعشية اليهودية التي تتسم بها والتي تعتبر اخطر على العالم من داعشية داعش، وسيدركون انهم سيجلوا عن هذه الارض وسيكتشف الاسرائيليون ان العنصريين لن يحققوا لهم لا امنا ولا استقرارا ولا تنمية بل سيعيدوهم الى دولة التطرف "اسبارطة".

وقال ان الشعب الفلسطيني لن يختفي عن هذه الارض ولن يهاجر وسيبقى صامدا في وطنه حتى لو استخدم نتنياهو ديمونا ومفاعلها النوي ضده، وان الحل الوحيد لانهاء الصراع هو حصول الشعب الفلسطيني على دولته مستقلة وحرة سيدة على نفسها وسمائها لها مطار وميناء وحدود مع الاردن الشقيق.

واكد اللواء ضميري ان وحدتنا الوطنية اساس الانتصار وان الرئيس محمود عباس صادق وجاد وحريص على انهاء الانقسام وعلى حماس ان تستمع الى لغة العقل وتغلب المصلحة الوطنية العليا ولغة العقل على باقي المصالح، وتبتعد عن لغة التخوين والتكفير، وان تتق الله في شعبنا بقطاع غزة وتفسح المجال لحكومة التوافق ممارسة مسؤولياتها في القطاع.

واضاف ان الامن لا يقبل المحاصصة بين الفصائل لأنه لكل الفلسطينيين، وتقسيمه يجعل منه مليشيات ستكون وبالا على الشعب، فمن حق كل فلسطيني ان ينضم الى المؤسسة الامنية شريطة ولائه لفلسطين لا لهذا الحزب او ذاك.

واشاد ضميري بالعلاقات الاخوية الفلسطينية الاردنية التي عمدها دماء شهداء الكرامة وقال ان مصرنا واحد ومصابنا واحد وما يؤلم الاشقاء الاردنيين يؤلمنا، كما يؤلمهم ما يصيب الفلسطينيين.

كلمة القائمة العربية الموحدة

من جانبه قال اسامة السعدي ممثل القائمة العربية الموحدة لانتخابات الكنيست الاخيرة ان معركة الكرامة اعادت للشعوب العربية كرامتها وان احياء ذكراها في 21 اذار الذي يصادف اليوم العالمي لمكافحة التمييز العنصري بقرار من الامم المتحدة في العام 1966، يذكرنا بالعنصرية التي تتفشى  في اسرائيل بصورة واضحة بعدما اصبحت سمة التيار المركزي في الحكومة الاسرائيلية، وقال ان علينا ان نتذكر هذا اليوم لنصل الى اليوم الذي نتحرر فيه من التمييز العنصري ومن نير الاحتلال ونقيم فيه الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

واضاف: في يوم الارض عام 1976شاهدنا قسوة الجنود الذين لم يكونوا يحسبون للشعب الفلسطيني في الجليل أي حساب حينما ارادوا مصادرة الارض، لكن شعبنا في الداخل انتفض كالمارد في 30 آذار واستطاع منع مصادرة آلاف الدونمات وسقط الشهداء والجرحى، ليصبح ذلك اليوم يوما فلسطينيا وعربيا وعالميا وليس للأقلية العربية في الداخل فقط.

واضاف ان الجماهير الفلسطينية ستحيي يوم الارض الخالد يوم الاثنين القادم بمسيرات وزراعة اشجار الزيتون في دير حنا، وبمهرجان مركزي في ذكرى يوم الارض بالنقب الصامد المهدد بمصادرة مليون دونم من اراضيه وهدم اكثر من ثلاثين قرية حسب مشروع "برافر".

وقال "انني انقل لكم تحيات اهلكم في الجليل والمثلث والنقب باسم القائمة العربية المشتركة التي حصلت على نصف مليون صوت في الانتخابات الاخيرة لتكون للمرة الاولى عنوانا لجماهير شعبنا الموحد منذ النكبة، فكان ذلك انجاز تاريخي حقق اهدافه قبل الانتخابات بالوحدة وانهاء حالة التشرذم التي تواجه دول المنطقة بأسرها".

ودعا الشعب الفلسطيني وقواه الى الوحدة وقال ان فلسطين اعلى من حماس واعلى من فتح ومن كل الفصائل لان ما ينتظرنا اخطر بكثير مما تعتقدون، مضيفا ان تشكيل القائمة العربية المشتركة ارغمت اليمين الاسرائيلي وعلى رأسه بنتنياهو الطلب من الاسرائيليين الخروج الى صناديق الاقتراع لمواجهة العرب الذين زحفوا اليها في موقف عنصري لم يحدث من قبل.

وقال ان القائمة المشتركة تعد اهلنا في الضفة الغربية وقطاع غزة ان تستمر في الوحدة، فنحن ملح الارض وسكانها الاصليون وسنبقى هنا ونتطور من اجل اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف والاعتراف بنا كأقلية اصيلة في هذه البلاد.

كلمة المتقاعدين العسكريين

والقى اللواء صلاح شديد رئيس هيئة المتقاعدين العسكريين كلمة بالحفل استذكر فيها ابطال الكرامة الذين حولوا هزيمة حزيران الى نصر بالإرادة التي اصابت قادة الجيش الغازي بالدهشة، وقال انها كانت نقطة تحول في تاريخ الامة حين استطاع الفدائيون مع اخوتهم في الجيش العربي الاردني ان يثبتوا للامة بانها قادرة على النهوض بعد النكسة وتحقيق النصر.

وقال "في الكرامة امتزج الدم الفلسطيني والاردني في مقاومة القوات الغازية واثبت ان ارادة القتال والاستعداد للتضحية تفوق على كل الامكانيات، واننا ننحني اجلالا واكبارا لشهداء المعركة الخالدة الذين عبدوا لنا طريق الحرية نحو فلسطين حتى يومنا هذا".

واضاف اللواء شديد في هذه المناسبة العزيزة نستذكر قرار القيادتين الاردنية والفلسطينية وعلى رأسها الشهيد الخالد ياسر عرفات الذي قرر الصمود والقتال والتضحة وخوض المعركة، وجلالة الملك حسين بن طلال التاريخي بالتصدي للقوات الغازية ورفض وقف اطلاق النار الا بانسحاب كامل للقوات الغازية.

وقال ان شعبنا يمر اليوم بأحلك الظروف وان المتقاعدين العسكريين يؤكدون وقوفهم خلف قيادة الرئيس محمود عباس في معركتنا نحو الحرية والاستقلال، ونعاهد شعبنا العظيم على استعدادنا للدفاع عن ارضنا والارض العربية جمعاء.

ووجه شديد التحية للام الفلسطينية في عيدها وقال اننا نراها الام التي انجبت الشهيد القائد ياسر عرفات وانجبت الشهداء محمد الدرة ومحمد ابو خضير، وان يوم الارض يمتد من شعبنا في الداخل الى دم الشهيد زياد ابو عين في الضفة.

كلمة محافظة سلفيت

كما القى عبدالحميد الديك نائب محافظ سلفيت والقائم بأعماله كلمة رحب فيها بالحضور والذين اموا المحافظة التي تواجه مخرز الاحتلال بكفها العاري وهمة رجالها، وقال ان معركة الكرامة التي نجتمع لإحياء ذكراها ملحمة خالدة صنعناها نحن والاردنيون بدمائنا وعزيمتنا وارادتنا الصلبة وسجلنا وقائعها المجيدة في كتابنا الوطني على ضفتي النهر، وهي استكمال لمعارك الاجداد في مؤتة واليرموك وحطين وعين جالوت.

واضاف الديك اننا نستطيع بالوحدة التي رسختها الكرامة الرد على تطرف اليمين الاسرائيلي بمزيد من الصمود والتصدي لسياسة الامر الواقع والالتفاف حول قيادتنا السياسية وعلى رأسها فخامة الرئيس محمود عباس.

وقال في ذكرى يوم الارض نبارك لأهل الارض في المثلث والنقب والجليل وحدتهم وانجازاتهم فهم من اطلق من سخنين عيدا وكرامة جديدة.

وكان الاحتفال الذي تولى عرافته يوسف الحوت مفوض الجامعات في التوجيه الوطني، قد بدء بتلاوة آيات من الذكر الحكيم رتلها النقيب شكري خاطر  وقراءة الفاتحة على ارواح الشهداء وعزف السلامين الوطني الفلسطيني والملكي الاردني، واختتم بتكريم هيئة المتقاعدين العسكريين ومحافظة سلفيت وبلديتها وفرقة الاستقلال بقيادة الرائد محمد قنداح التي قدمت فقرة فنية تراثية نالت اعجاب الحضور.

التعليقات