انفراجة قريبة في قطاع غزة

انفراجة قريبة في قطاع غزة
كتب غازي مرتجى
كثُر الحديث مؤخراً عن انفراجة قد يشهدها قطاع غزة , وانبرت وسائل الاعلام لتحليل تصريحات قيادات فلسطينية محلية من جهة واجراءات وتصريحات دولية من جهة أخرى .

قطاع غزة وصل ذروته في الحصار والدمار , وكان لا بُدّ من توجيه البوصلة تجاه غزة مرة أخرى والاسباب عدّة اهمها نتائج الانتخابات الاسرائيلية وتبدل الوضع الاقليمي واحتمالية دخوله مرحلة التصعيد الداخلي عربياً من جديد .

الانتخابات الاسرائيلية التي افرزت اليمين المتطرف مرة أخرى على الرغم من العمل علنياً من قبل القوى الكُبرى ضد استمرار اليمين في الحكم الا ان ّ المجتمع الاسرائيلي أبى الا اختيار التطرف من جديد , ومن جهة الاقليم الذي يعيش على صفيح ساخن في اليمن والعراق وسوريا وليبيا غرباً يؤشر لحرب ضروس قريباً و وهذا كله سيؤدي الى نسيان .. أو بالأحرى تناسي القضية الفلسطينية  , فكان لا بُدّ من استغلال الوقت للعودة لغزة وتفعيل المصالحة .

على جهة القطاع بدأ التململ يأخذ منحى تصعيدي فاقتحام شركة الكهرباء في رفح لمدة يومين متتاليين وخروج تظاهرات مناوئة ايضاً سيُعطي فرصة جيدة لعدم اضاعة الوقت من جديد من طرف حماس .

زيارة الحمدلله يوم الاربعاء والجولات المكوكية للوفد السويسري والزيارة المرتقبة لوفد المنظمة والاتصالات الاقليمية التي تتم مع طرفي الانقسام .. ستؤدي بما لا يدع مجالاً للشك الى حل وشيك لقطاع غزة ما لم تُحاول قوى اقليمية اعادة كرّة الانقسام من جديد .

الرئيس ابو مازن ورئيس وزرائه الدكتور رامي الحمدلله وافقا على الورقة السويسرية لحل ازمة موظفي غزة , وحركة حماس قالت انها توافق على 90 % مما جاء في الورقة المذكورة , فلتتنازل حماس عن 5% والسلطة والرئيس لن يمنعوا حلاً لأزمة أعاقت تطبيق المصالحة ان كان الخلاف على 5 % فقط , يجب البدء بحوار جدّي تكون فيه كل الاطراف مستعدة للتنازل للآخر لصالح المشردين والمدمرة منازلهم في قطاع غزة .

باعتقادي انّ "الحمدلله" يملك مفتاح الحل ان ما وجد تجاوباً من حركة حماس , وعلى حركة حماس استغلال الروح الوطنية التي يملكها رئيس الوزراء والاتفاق فوراً معه .. فهو بحسب الناطق باسم حكومته تلقّى وعوداً ايجابية في ملف اعادة اعمار قطاع غزة .

على حماس عدم الانتظار لتغييرات اقليمية جديدة لن تكون بصالح القضية الفلسطينية وفق التطورات الحالية والبدء فوراً بتمكين حكومة الوفاق .. ولترم حماس الكرة بملعب الحكومة , لنشاهد ونرى ..!