زيارة مشعل المرتقبة للسعودية واتفاق مصالحة جديد .. "القوة السنية" بدأت تتضح معالمها

زيارة مشعل المرتقبة للسعودية واتفاق مصالحة جديد .. "القوة السنية" بدأت تتضح معالمها
تحليل اخباري
بقلم غازي مرتجى

تناقلت وسائل اعلام مقرية من حماس عن "دعوة" وجهتها المملكة العربية السعودية لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل , لكن لم تؤكد حركة حماس وصول الدعوة بشكل رسمي ولم تعلن عن ذلك رسمياً .

الشيخ المعروف بقربه من الاخوان المسلمين الدكتور عوض القرني اكد ان الملك سلمان وجّه دعوة الى السيد مشعل لزيارة السعودية وغرّد عبر صفحته على تويتر على هاشتاج :"المملكة حكومة وشعبا يرحبون بزيارة قائد حماس" , وغرّد عدد كبير من السعوديين على الهاشتاج ذاته .

وبعيداً عن حقيقة الزيارة من عدمه لكن وكما قال المثل الشعبي "لا دخان بدون نار" وهذا يدل انّ اتصالات بين حركة حماس والسعودية تتم على الاقل .

وكشفت صحف مصرية انّ الملك سلمان طلب من الرئيس عبدالفتاح السيسي التصالح مع تركيا وقطر ورفض الطلب الرئيس المصري , وفي ذات الحديث قالت بعض وسائل الاعلام ان ّ الملك سلمان طلب من السيسي  التصالح مع الاخوان , وحركة حماس جزء من الاخوان .

وفي ذات السياق تناقلت وسائل اعلام الخطة السعودية لمواجهة التمدد الايراني "الشيعي" واقترحت المملكة انشاء قوة "سنيّة" اكبر من "القوة العربية" التي اقترحتها مصر سابقاً , والحديث يدور عن دور سعودي في المنطقة لتوحيد القوى السنيّة مجتمعة لمواجهة التمدد الإيراني الأخير .

المحلل السياسي المصري سامح عسكر اكّد في حديث لمراسل دنيا الوطن انّ حركة حماس ستنضم الى التحالف السنّي ولن تخذله لانها من مجتمع سنّي , لكن المحلل ذاته يؤكد ان اي تحالف مذهبي لن يكون في صالح المقاومة على حد قوله .

في خضم كل تلك التطورات وبدء ظهور معالم التحالف السنّي القادم والذي يقوم على اساس توحيد كل الامكانيات السنية بما فيها "الاخوان المسلمين" قد نجد زيارة قريبة لخالد مشعل الى السعودية والحديث على "تويتر" و "وسائل اعلام حماس" لم يأت من فراغ وإنما من خلال توقعّات لتلك الزيارة او معلومات مؤكدة لا تريد حماس الافصاح عنها رسمياً الى ان تتم تلك الزيارة رسمياً .

وكشفت صحيفة العرب اللندنية عن توجّه السعودية لدعم "باكستان"كقوة نووية تُنافس التمدد الايراني في المنطقة , ومن المعروف ان "اسلام اباد" قريبة من التوجه السعودي , سبق ذلك زيارة تاريخية للرئيس التركي "اردوغان" الى المملكة لتنسيق المواقف السنيّة وبحسب ما تحدثت الصحف السعودية فقد عرض الملك سلمان على اردوغان تحالفاً جديداً لضمان محاربة داعش من ناحية والتمدد الايراني من ناحية اخرى .

يبدو انّ المنطقة امام تغيير تحالفاتها من جديد وتبدّل الادوار في خضم التمدد الايراني المُتسارع من جهة "الشيعة" وتمدد داعشي من جهة السنّة  وكلا الطرفين "ايران وداعش" لا يريدان خيراً للخليج برمته وللسعودية بشكل خاص .

الاخوان المسلمين ومن خلفهم حماس لن يكونوا ببعيد عن التغيرّات القادمة , لكن الاعتقاد ان المملكة وبحكم علاقة الملك سلمان التاريخية مع الرئيس محمود عباس ستطلب من خالد مشعل في حال زارها انهاء الانقسام الفلسطيني مقابل رزمة من المُغريات والبدائل .

ويتمتع الرئيس محمود عباس بعلاقات قوية جداً وتاريخية مع الملك سلمان ملك السعودية منذ ان كان اميراً لمدينة الرياض وترؤسه للجنة الشعبية لدعم الشعب الفلسطيني , ودلالة استقبال الملك وولي عهده للرئيس ابو مازن استقبالا تاريخياً تدل على مدى عمق العلاقات الثنائية .

ومن المتوقّع ان تعرض السعودية مقترحاً جديدا لانهاء الانقسام بين حركتي فتح وحماس مقابل مُغريات ومزايا -عرضتها المملكة ابان اتفاق مكّة السابق- , وفي ظل الاوضاع الاقليمية الحالية وتسارع التغيرّات اللامنطقي ستوافق حركة حماس على اي مقترح تضمنه السعودية وفي المقابل سيكون العرض السعودي المتوقع باتفاق مع الرئيس ابو مازن وكذلك بالتنسيق مع مصر مُسبقاً .

القوة "السُنيّة" القادمة بدأت تتضح معالمها والزيارات المكوكية الخليجية الداخلية من جهة والخليجية الاقليمية من جهة اخرى التي تقودها بشكل اساسي السعودية , وتشدد الموقف القطري لصالح الموقف الخليجي وانحسار الدعم التركي لـ"داعش" وتخفيف تحالفه مع "ايران" والاغراءات التي قدمها الملك لـ"اسلام اباد" وطلب المملكة من الرئيس المصري مصالحة الاخوان كل ذلك يجعل صورة المشهد القادمة أكثر وضوحاً .

التعليقات