بيان صادر عن مكتب المرأة لجبهة التحرير الفلسطينية بمناسبة الثامن من آذار

رام الله - دنيا الوطن
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة يتقدم مكتب المرأة لجبهة التحرير الفلسطينية بتحياته الخالصة لجميع النساء الفلسطينيات والعربيات ونساء العالم اللواتي يناضلن من اجل الكرامة والحرية والمساواة 
يأتي الثامن من آذار لهذا العام في ظل اشتداد الهجمة الصهيونية عبر مختلف اشكال الممارسات العنصرية الهادفه لطمس الهوية الفلسطينية، حيث تتصاعد حملات الاستيطان الكولونيالي وتهويد القدس ويستمر حصار غزة ،وبناء الجدار العنصري وتستمر سياسة الاعتقالات التعسفية والتنكيل بالأسيرات والأسرى داخل سجون البطش والقمع الصهيوني عبر سياسات العزل الانفرادي والاعتقالات الإدارية التعسفية وغيرها، في محاولات محمومة لتقويض القضية الفلسطينية وعزلها عن عمقها ومحيطها العربي، وعبر ممارسة سياسات التمويه والخداع وتغيير الوقائع على الأرض، والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني الثابته والغير قابله للتصرف، والمتمثله في حق العودة، و تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كامة السيادة وعاصمتها القدس .

ويتزامن الثامن من اذار  مع  ذكرى استشهاد القائد الرمز الفلسطيني العربي محمد عباس " ابو العباس" الامين العام لجبهتنا جبهة التحرير الفلسطينية ، هذا القائد الذي شكل مسيرة وسيرة، مسيرة طويلة من النضال والعطاء والتضحية تكللت بالشهادة في معتقلات الاحتلال الامريكي على ايدي الاحتلال والموساد، وسيرة نبيلة وعطرة جعلته يتبوأ مكانة كبيرة في التاريخ الوطني الفلسطيني وفي قلوب الفلسطينيين وقوى واحزاب وشعوب حركة التحرر العربية والعالمية، وكان علامة بارزة في العطاء والفداء والقيم والمُثل السياسية والفكرية والأخلاقية والإنسانية وكان مثالاً وقدوة في الإخلاص والتضحية والتفاني والإقدام والشجاعة، وكان ومازال يمثل بمسيرته الكفاحية واستشهاده شعلة للفجر القادم، ومضى مع رفاقه الشهدء القادة وفي مقدمتهم رمز فلسطين وقائد مسيرتها الرئيس الشهيد ياسر عرفات من اجل فجر الحرية والاستقلال والعودة.

 لقد شكلت  قرارات المجلس المركزي في دورته السابعة والعشرين خطوة مهمة  من وقف التنسيق الأمني بأشكاله كافة، ورفض فكرة يهودية الدولة ، والدولة الفلسطينية ذات الحدود المؤقتة، وبدعم وصمود ونضال شعبنا في الضفة و القدس وتوحيد المرجعيات فيها، ودعم الأسرى ونضالاتهم، تفعيل ملف القضية الفلسطينية من خلال السير باتجاه تدويلها ومتابعة التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية، بعد فشل الرهانات على الدور الأميركي،الذي يسعى لتحقيق مصالح العدو على حساب حقوق شعبنا، مما يقضي بضرورة الإسراع لتوحيد الصف الفلسطيني وانجاز الوحدة الوطنية بإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديموقراطية واضحة ، والعمل على انجاز استراتيجية وطنية موحدة لمواجهة الاحتلال .

أيتها المكافحات المناضلات: 

 لقد واصلت المرأة الفلسطينية في الوطن والشتات نضالها المتعدد الأشكال، كشريكة في الهم الوطني، ولا زالت تتحمل قسطها من هذا النضال بكل جرأة واقدام، حيث تكتب اسيرات ومناضلات شعبنا صفحة مشرقة جديدة في سفر نضال المرأة الفلسطينية، مع كافة الاسرى .

 ان المرأة الفلسطينية وهي تواصل نضالها وكفاحها من اجل حرية شعبها ووطنها، تعمل جاهدة من اجل حقوقها المتساوية، ومن اجل شراكتها الحقيقية في صنع القرار الفلسطيني، وهي تناضل من اجل رفع الظلم الواقع عليها في مجتمعنا الذي لا زال ينكر في كثير من الاحيان والمواقف هذه الحقوق، ونحن نثمن عاليا ما اتخذه المجلس المركزي من قرار اكد فيه على ضرورة تحقيق المساواة الكاملة  للمرأة، وتعزيز مشاركتها  في كافة مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين، وان لا تقل نسبة مشاركتها في هذه المؤسسات عن  30% ، مما يقتضي تعميق وحدة الحركة النسوية الفلسطينية، وتفعيل دورها في الدفاع عن حقوق النساء المهمشات والفقيرات والأسر الفقيرة والأطفال، من خلال وحدة حركة النضال النسوية حتى تكون قادرة على رص الصفوف والمواجهة الموحدة للمضي قدما في معركة الدفاع عن الارض والهوية، ضد الغطرسة الصهيونية وتوحش قطعان المستوطنين، للمضي قدماً وحماية الارض والانسان وتدعيم صمود النساء والأسر الفلسطينية . 

لقد قدمت المرأة الفلسطينية الأم المثالية والمناضلة المميزة والقائدة الفذة والاعلامية الشجاعة، قدمت الشهيدة الخالدة والأسيرة الصامدة والمبعدة الحالمة بالعودة ،والمحررة الصابرة التي أمضت شهور و سنوات طويلة وراء القضبان ، وكانت شادية أبو غزالة أول شهيدة فلسطينية استشهدت اضافة الى العديد من الشهيدات البطلات اللواتي شكلن نموذجا للعطاء والتضحية في المقاومة الفلسطينية والعربية ومنهن دلال المغربي وسناء محيدلي وغادة الحلبي وتحرير منصور وعندليب طقاطقة ووفاء ادريس وايات الاخرس وجوهر ابو رحمة ويسار مروة وغيرهن من أجل دحر الاحتلال والتحرير، ومن أجل بناء المجتمع الفلسطيني على أسس العدالة والمساواة نحو إقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية المستقلة وعاصمتها القدس.

ان مكتب المرأة لجبهة التحرير الفلسطينية اذ يؤكد على ضرورة تفعيل الحراك الشعبي وتشكيل قوة ضاغطة لانهاء الانقسام، للخروج من مأزق التشرذم، مغادرة نهج المماطلة وإدارة الظهر لصوت الجماهير لانجاز الوحدة الوطنية، ضمن اطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وضرورة مواصلة التحرك على كافة المستويات لرفع الحصار عن قطاع غزه ، والعمل من اجل اعادة اعماره لتمكين ابناء شعبنا فيه من الحياه الكريمة، ومواصلة تكثيف حملات التضامن مع أسرانا وأسيراتنا البواسل، والعمل على الزام الاحتلال بالمعاهدات والمواثيق الدولية المتعلقة بأسرى الحرب، وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة.

ان مكتب المرأة لجبهة التحرير الفلسطينية يحي قوى التضامن الدولي والقوى المحبة للسلم والعدالة، لتأكيد التزامها بالتضامن مع نضال شعبنا ، يشيد بدور نساء العالم وتضامنهم مع شعبنا. 

 ان مكتب المرأة لجبهة التحرير يتطلع الى ضرورة تعزيز وحدة الحركة النسوية، وتفعيل الدور النسوي الموحد في مواجهة التحديات والمسؤوليات الملقاة على عاتق المرأة الفلسطينية والاقرار بحقوقهن في احزابهم وفصائلهم من خلال تسوية اوضاعهن واقرار حقوقهن من اعتماد وتسوية اوضاعهن ومساواة كاملة مع الرجل.

 يتوجه مكتب المرأة لجبهة التحرير الفلسطينية بالتحية لنضالات النساء العربيات المناضلات من أجل حقوقهن وحقوق شعوبهن وهما يواجهون الارهاب التكفيري المدعوم من قبل قوى الامبريالية والصهيونية والرجعية بهدف العودة الى عصر الجاهلية الاضطهاد والاستغلال والقضاء على الحرية والديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية .

عاش التضامن النسائي العالمي في وجه كافة أشكال الاضطهاد والاستغلال 

المجد والخلود لشهيدات وشهداء شعبنا وامتنا

الحرية لأسرانا وأسيراتنا

للمرأة الفلسطينية والعربية  والاممية المساواة ، ووردة حمراء قانية .. وكل عام وأنتن بخير .

التعليقات