لعبة تهديد إيران

لعبة تهديد إيران
بقلم : عبدالله عيسى
رئيس التحرير

 هنالك من العرب من أصبح على قناعة تامة ان التهديدات الإسرائيلية والأمريكية بضرب المفاعلات النووية الإيرانية مجرد أكذوبة وهي مجرد خزعبلات إعلامية لااكثر ولا اقل .

وإيران تنظر أحيانا باستخفاف لهذه التهديدات وأحيانا تأخذها على محمل الجد والعرب الذين يرون مصلحة لبلادهم في ضرب المفاعلات النووية الإيرانية يصبرون أنفسهم ببث اخبار من هنا وهناك تتحدث عن وضع اقتصادي إيراني منهار وبان الطائرات الحربية الإيرانية قديمة متهالكة لاتصلح حتى للاستعراضات الجوية العسكرية .

نتنياهو أعلن في الكونجرس عن عدم رضاه عن الاتفاق الأمريكي الإيراني وحمل اوباما بطريقة غير مباشرة المسؤولية عن التردد في ضرب إيران .

والغريب ان مسؤولا أمريكيا أعلن منذ فترة ان نتنياهو يخشى من رد فعل إيران وهو غير جاد في عملية ضرب المفاعلات النووية الإيرانية .

وإيران بدورها تهدد بين فترة وأخرى بان إيران قادرة على سحق إسرائيل وإزالتها من الوجود بأربعة صواريخ فقط !!.

في خضم التهديدات الكلامية المتبادلة سيطرت إيران على 4 دول عربية حتى الآن وهي سوريا والعراق ولبنان واليمن والآن تقود حرب تحرير تكريت في العراق من أيدي داعش بريا رغم تأكيدات العبادي ان العراق يرفض أي مشاركة خارجية برية في حرب داعش وسمح لإيران فقط .

إيران دولة لاتضيع وقتها ولا يثنيها الحصار عن تحقيق أهدافها وينشغل العرب بالحديث عن قمع المرأة والحريات في إيران في حين ان أصبحت قواتها في اليمن من ناحية وفي العراق وسوريا من ناحية أخرى أي أنها وضعت كماشة على دول الخليج العربي .

فإيران دولة تعمل والعرب من هواة الكلام حتى أصبحت إيران المحاصرة دوليا تحاصر العرب وتفرض عليهم طوقا عسكريا ولن تتوقف إيران عند هذا الطوق بل ستضغط على دول الخليج من اجل فرض شروطها النفطية في وقت ليس ببعيد .

أمريكا لن تخوض حربا إن وقعت قلاقل وهي تعاملت مع إيران من منطق التعامل مع الأقوياء ولاتعير انتباها لمخاوف العرب وقلقهم .

وكما يحق لإيران ان تمدد نفوذها في المنطقة خدمة للمصالح العليا الإيرانية فان من حق العرب تشكيل قوة عسكرية والتي يجري الحديث عنها الآن رغم ان بعض العرب ما زالت لديهم قناعة بان النموذج الكويتي خلال حرب الخليج هو الأمثل في حال تعرضهم لعدوان خارجي ولكن إيران لن تكرر تجربة صدام في احتلال الكويت بأي شكل من الأشكال ولكن إثارة القلاقل أمر مفروغ منه والذي سيؤدي إلى اضطرابات عنيفة كما حصل سابقا في جبل دخان .

والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح لايخفي توجهاته فقد بدا انقلابه مع الحوثيين بتهديد دول الخليج عسكريا وعلنا .

نتنياهو يهدد وأمريكا تفاوض إيران والعرب يناقشون ويترددون في تشكيل قوتهم العسكرية المشتركة .

وبعيدا عن إيران حتى لو لم تشكل أي خطر على أي دولة عربية فان كل التكتلات الدولية لديهم قوة عسكرية مشتركة مثل حلف شمال الأطلسي " الناتو " وحلف وارسو سابقا ومن حق العرب أن يشكلوا قوتهم المشتركة .

والمنطق يقول أن إسرائيل غير قادرة على توجيه أي ضربة عسكرية لايران سواء بمفردها أو بالتعاون مع أمريكا  بسبب خوفها من رد فعل إيران وحزب الله .

أمريكا لا ترى في إيران خطرا جسيما كما تراه إسرائيل وإسرائيل ترى في البرنامج النووي الإيراني يشكل خطرا وجوديا على إسرائيل ومن هنا يأتي الخلاف الأمريكي الإسرائيلي في وجهات النظر حول آلية التعامل مع إيران .

اوباما وضع خطة لاحتواء إيران والتعامل معها كقوة إقليمية بينما لإسرائيل حسابات وجودية أخرى ومع هذا تبقى التهديدات الإسرائيلية لإيران كلامية انتخابية لا أكثر ولا اقل .

 


التعليقات