مناورات ضخمة في الضفة ...ابعاد واحتمالات..!!

مناورات ضخمة في الضفة ...ابعاد واحتمالات..!!
بقلم :عماد توفيق

مدير المركز العربي للبحوث والدراسات

-3-2015م

لأول منذ عام 2012و على مدار يوميين كاملين وبشكل مفاجئ نفذت القيادة المركزية لقوات الاحتلال الصهيوني مناورات ضخمة وبمشاركة نحو 13 ألف جندي في ما تسمى بمنطقة الوسط التي تشمل الضفة الغربية المحتلة دامت طوال يومي الأحد والاثنين الماضيين .

وهنا انفجرت في رؤوسنا الكثير من التساؤلات التي تبحث عن اجابات تتناول الابعاد والاحتمالات.

لكن صديق لي نصحني بان اجرب الاجابة على سؤال بتساؤل أخر نظرا للاحتمالات المفتوحة لهذا العمل العسكري.

هل اختيار التوقيت يرتبط بالوضع المتوتر بين السلطة التي تصر على التوجه للمنظمات الدولية وبين "إسرائيل" التي تصر على معاقبة السلطة وتجويعها وحرمان خزينتها من عوائد الضرائب والتي تستعد لفوز اليمين الصهيوني برئاسة نتنياهو مرة أخرى لرئاسة وزراء "اسرائيل"...!!

بما أن التدريبات استهدفت القيام بمحاكاة لوضع تندلع فيه مواجهات مع العدو الصهيوني في مدن الضفة، وبما ان الافق السياسي للسلطة مسدود وفشلت جميع خياراتها على مدى نحو 20 سنة، فهل حذرت اجهزة الاستخبارات الصهيونية من قرب اندلاع انتفاضة ثالثة، تنخرط فيها الجماهير الشعبية لتقود مواجهات واسعة مع شعبنا في الضفة، الأمر الذي قد يتطور معه الوضع الى القيام بعمليات مسلحة ضد قوات العدو يضطر فيها للنزول في شارع وزاوية على غرار عملية السور الواقي..!!

وربما تتوقع الاستخبارات الصهيونية ومع ضع شاخت فيه السلطة مع شيخوخة رئيسها الذي وصل الثامنين من عمره، الأمر الذي باتت تخشى معه الانهيار الشامل للوضع الراهن للسلطة مع عجزها عن تأمين رواتب موظفيها بما في ذلك احتمال حدوث فوضى عارمة توظفها المقاومة لمليء الفراغ القيادي باتجاه قيادة الشارع نحو مواجهات شرسة وانتفاضة استنزاف ربما تتفاعل معها جبهات اخرى في غزة او القدس اوال48..!!

اذا كان جيش العدو اجرى مناورات "حقل الاشواك" عام 1997 تحسبا لمواجهته ظروفا تشابه ما واجهه في " انتفاضة النفق" في عام 1996، حيث قام فيما بعد بما عرف بعملية السور الواقي لإعادة احتلال الضفة كعملية استباقية تحول دون ديمومة الانتفاضة الثانية، فهل يمكن ان نعتبر ان مناوراته الاخيرة تحسبا لظروف مشابهة يتوقع مواجهاتها في الضفة..!!

لكن خبراء يقولون ان الاحتلال قام ببناء مدينة في النقب لتدريب جنوده على اعادة احتلال قطاع غزة، تمام كما قام ببناء نموذج لمدينة جنين وجرى التدرب على اجتياحها، فهل يمكن اعتبار هذه المنارات تنفيذا لتقديرات أمنية باحتمال وصول المفاوضات العبثية الى نهايتها واختيار الفلسطينيين التضحية بالسلطة والسماح بانهيارها لصالح اندلاع المواجهات التي ستقود الى انتفاضة ثالثة، الأمر الذي سيشكل خطر حقيقي على الأمن الصهيوني، في ظل احتمال اشتعال جبهات اخرى مثل غزة وجنوب لبنان والجولان..!!

متابعون يشيرون الى عودة طائرات العدو الى التحليق بكثافة فوق اجواء قطاع غزة على اختلاف انواعها من الطائرات المروحية الى الاستطلاع الى القاذفات الحربية الخ، ويربطون بين التصعيد العسكري الجوي الصهيوني ضد غزة وبين مناورات الضفة التي يعتقدون انها ربما قنبلة دخانية للتعمية على الأهداف الحقيقية أي يتدبرون في الضفة لاستهداف غزة..!!

قدم الاحتلال اواخر الشهر الماضي شكوى الى مجلس الامن يتهم فيها حماس بالتحضير والاستعداد لشن حرب جديدة على الكيان الصهيوني ، وباشر باعتقال تجار غزة اثناء الذهاب والعودة على معبر ايرز، وبما ان العدو الصهيوني مغرور بقوته العسكرية جدا، فما الذي يدفعه لتقديم شكوى الى مجلس الامن اللهم الا اذا كان يريد ان يقول للعالم قد شكوت لكم حماس وحذرتكم من مخططاتها، اذا فلا تلومني على ما سأفعله بغزة فهو مجرد دفاع عن النفس...!!

تحليل ابعد يقول ان اجواء الضفة المحتلة وبيئتها الجبلية تحاكي ربما الاجواء والبيئة اللبنانية، والجولان السوري أيضا، فهل يستعد الاحتلال لعملية في لبنان او الجولان يضطر فيها لانزال قوات برية على الارض..!!

بما ان ابعاد المناورات الضخمة والمفاجئة والأولى منذ 3 سنوات متشبعة ومتنوعة ، فان هذه المناورات تبقي الاوضاع مفتوحة على كافة الاحتمالات.

التعليقات