مشاركة المناضل محمود حسين بشاري في مؤتمر التسامح والسلام المنعقد في الإسكندرية بمصر العروبة

رام الله - دنيا الوطن
 شارك الأخ المناضل الأحوازي محمود حسين بشاري أحد مؤسسي الجبهة العربية لتحرير الأحواز في المؤتمر الدولي للتسامح والسلام الذي أقامته (( مؤسسة التسامح والسلام )) وانعقدد في محافظة الإسكندرية بمصر العروبة يوم الجمعة المصادف 27/2/2015 برعاية السيد محافظ الإسكندرية تحت شعار: "معا لنشر ثقافة التسامح والسلام والحوار والتعايش السلمي...لا للتعصب لا للتمييز لا للكراهية"

حضرت هذا المؤتمر الشخصيات الدولية والمحلية ( لنشر ثقافة المحبة والسلام ) إضافة إلى عدد من المسؤولين في الدولة وعدد من سفراء الدول المعتمدون في مصر لتعزيز قيم التسامح والسلام والتعايش السلمي في المجتمع العربي والدولي.

وخلال أعمل المؤتمر التقي السيد محمود حسين بشاري عضو الجبهة العربية لتحرير الأحواز بعدد من الشخصيات الدولية والعربية السياسية والدينية والإجتماعية والإعلامية المشاركة في المؤتمر وتحدث معهم حول القضية الأحوازية العادلة وما يعانيه شعبنا من خلال الممارسات والسياسات والجرائم والأعمال اللا إنسانية التي ترتكبها دولة الإحتلال الفارسي بحقه.

وشرح لهم أيضا ما ارتكبته هذه الدولة العنصرية حديثا بحق هذا الشعب المقاوم عندما قامت متعمدة بتجفيف الأنهر والمسطحات المائية وتحويل مجرى مياهها إلى المحافظات الفارسية كإصفهان ويزد وحرمت الشعب العربي الأحوازي من هذه النعمة الإلهية ومن الماء العذب الصالح للشرب والزراعة حيث تسبب ذلك بإقشاء الأوبئة والأمراض والأتربة والغبار المسرطن الذي أودى بحياة عدد كبير من أبناء شعبنا إضافة إلى إنه دمر العشرات لا بل مئات الآلاف من الهكتارات من الأراضي الأحوازية التي كانت خصبة وصالحة للزراعة مئة بالمئة في الأمس القريب.

هذا وتم تكريم السيد محمود حسين بشاري بدرع من المؤتمر تعبيرا عن شكر مؤسسة التسامح والسلام له متمثلة برئيسها السيد حمدي قنديل لما يبذله من نشر وتعزيز قيم التسامح والسلام والتعايش السلمي والوطني في المجتمع العربي والدولي كما هو مذكور في هذا الدرع.

يذكر أن السيد محمود حسين بشاري ألقى كلمة مهمة في المؤتمر باسم الشعب العربي الأحوازي تفاعل معها المشاركون في هذا المؤتمر واليكم كامل نصها:  

بسم الله الرحمن الرحيم

(وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا) صدق الله العظيم

سعادة رئيس واعضاء مؤسسة التسامح والسلام المحترمين.

الحضور الكرام.

باسم الشعب العربي الأحوازي بكافة اديانه من مسلمين ومسيحيين وصابئة مندائيين ويهود وكل الطوائف والأديان والمذاهب احييكم تحية السلام والمحبة والآخاء.

 

السادة الحضور

 

يمر عالمنا العربي بأزمات كبيرة ومتراكمة  بسبب اهمال او التساهل لبعض لما يحدث ويترك حلها للزمن دون أن يحرك ساكناً استحياء او ضعف او لا يأخذ على محمل الجد تجاه الطرف الآخر الذي يعيث فساداً في مصير امتنا العربية. ويمكن ان نعزي السبب لضعف المواطنة  او غياب العدل والمساوات في  بعض من اقطارنا العربية

مفهوم المواطنة هي علاقة تربط الفرد بأرضه وهويته الوجودية ومحيطه ومكان وجوده وتعتبر دليل انتمائه الى الرقعة الجغرافية التي يعيش فيها ويدافع عنها تجاه الدخلاء والغرباء إذ أحس بالخطر وهذا شعور غريزي موجود عند كل المخلوقات البشرية والحيوانية.

وللأسف نحن ابناء الشعب العربي الاحوازي سلبت أرضنا بالقوة العسكرية في زمن رضا شاه ايران عام 1925واستهدفت هويتنا وارادتنا وفرضت علينا ثقافة المحتل واصبحنا لا حول ولاقوه لنا الا الله عز وجل وتمسكنا بأرضنا.

عندما تغيير الطربوش بالعمائم السوداء والبيضاء تحت شعار اسلامي تدعي دولة بلاد فارس(ايران) انها تتبع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف  لكنها بعيدة كل البعد عن الإسلام .ان الدولة الإسلامية في عهد الرسول الاكرم(ص) كانت قائمه على التعددية الدينية ومبدأ التعايش السلمي منذ تأسيسها.

الاقلية الفارسية اصبحت اليوم تحكم  بلاد فارس التي فيها شعوب وقوميات متعددة مثل الشعب العربي والكردي والبلوشي والأذري والتركمان وغيرهم كل هذه الشعوب لديها لغة وثقافة وتراث خاص بها ويختلف عن الأخر ولكنها تدار من قبل الاقلية  الفارسية التي تفرض بالقوة على هذه الشعوب  وتخضعها لحكم ولاية الفقيه التي تسلب حقوق الفرد والمجتمع.

كيف يمكن التعايش والتسامح مع اقلية اغتصبت اراضي عربية واضطهدت شعوبها واحتلت بلدان عربية اخرى من خلال الموالين لها في بلدانهم  العربية وللاسف.وبسبب  افعال ايران الدنيئة شهدت الساحة العربية نزاعات وصراعات دينية ومذهبية متنوعة واحدثت فوضى وانفلات أمني في الكثير من البلدان التي احتلتها بصوره مباشرة او غير مباشرة وانتشر الجوع والعنف والرعب والتهجير والتهميش  والاجتثاث واصبح الأخ يقتل اخيه هذا ما فعله النظام الاسلامي الفارسي متجاهل كل القيم الإنسانية والاسلامية.

السادة الحضور.

فالتسامح يعني احترام حرية الأخر وطريقة تفكيره وسلوكه وأراءه السياسية والدينية وقبول رأي الأخر و هذه اهم صفات المجتمع الديمقراطي.

لو رجعنا الى تأريخ أوربا بعد الحرب كانت هناك صراعات دينية مختلفة ولكن استطاعت التغلب عليها بالتسامح والتعايش. وجاء التسامح كرد فعل على الصراعات الدينية  في تلك الحقبة من الزمن. والمفهوم

المعاصر للتسامح والتعايش يقوم على مبادئ حقوق الأنسان العالمي ووثيقة اعلان المبادئ العالمي الصادرة في ( 16تشرين الثاني 1990) تنص على التسامح وحقوق الأنسان والديمقراطية والسلم واصبح التسامح ذا قيمة قانونية تتطلب الحماية من قبل المجتمع الدولي.

والتسامح يعني ضرورة اعتراف كل فرد بحقه في حرية اختيار معتقداته الدينية والسياسية وان يتمتع الأخر بنفس الحقوق ولا يفرض رأيه على الأخر.

ولايمكن تحقيق السلام الا بالتسامح والعدالة بين ابناء الشعب الواحد .وهذا للأسف ما نفقده في بلداننا العربية والاسلامية إذ ثقافتنا ثقافة إقصائية وتهميشيه واصبح الأنسان سلعه يباع ويشترى بثمن بخس وحسب ما يقرره المحتل او صاحب القرار.

لذا يجب علينا بناء الانسان  بناءً صحيحاً وقوياً يرتكز على حبه لوطنه وامته وغرس حب روح المواطنة والتسامح والتعايش مع الأخر.ويبدأ هذا اولاً من الأسرة إذ تعتبر الحاضنة الأولى للطفل ثم المدرسة على ان تكون مناهجها ملائمه لبناء جيل جديد يرتكز على نشئه تربوية فعالة وترسيخ قيم الانتماء الوطني.

ولا ننسى دور الاعلام المقروء والمسموع والمرئي وهذا يؤثر في سلوكيات الفرد والمجتمع واتجاهاتهم .كما علينا غرس الولاء الوطني لدى جميع افراد المجتمع واعطائهم الثقة واحترام رأيهم واشراكهم بأخذ

القرارات السيادية الهامه باعتباره عمليه محوريه واساسيه لأحداث التوازن والاستقرار داخل المجتمع.

وفي الختام نتمنى لهذه المؤسسة النهوض بهذه المهمة الصعبة لتحقيق اهدافها السامية وتنشئة جيل يسوده الحب والعدل والسلام والتسامح.

التعليقات