ازمة العلاقات بين مصر وحماس

ازمة العلاقات بين مصر وحماس
بقلم : عبدالله عيسى
رئيس التحرير

هي خطوة غير مسبوقة أن تقوم محكمة عربية بتصنيف حركة مقاومة او فصيل فلسطيني كحركة إرهابية .. لم تحصل في تاريخ النضال الفلسطيني منذ عام 1948 .

وهل كانت العلاقات بين بعض الدول العربية والفصائل الفلسطينية دون استثناء نموذجية .. كلا لم تكن كذلك فالخلافات كانت موجودة وتشتد بين فترة وأخرى ووصل الأمر إلى الاقتتال في لبنان إلا ان المحكمة المصرية أخطأت خطا جسيما وتسرعت في قرارها لأنها وضعت نفسها في خانة ابعد ما تكون عن مصر وقيادتها وشعبها وجيشها .

في عام 1969 أطلق روجرز مبادة لوقف إطلاق النار على الجبهة المصرية –الإسرائيلية خلال حرب الاستنزاف ووافق جمال عبدالناصر على المبادرة وكان يريد هدنة ولو قصيرة على الجبهة حتى يتمكن من نصب صواريخ سام استعدادا لحرب أكتوبر المجيدة  .. ولكن فصيل يساري فلسطيني لم يدرك أبعاد خطوة عبدالناصر وهاجم الزعيم المصري وأهانه إعلاميا بشكل مؤسف جدا .

الزعيم المصري جمال عبدالناصر استشاط غضبا بسبب تصرفات ذلك الفصيل اليساري الفلسطيني فتوجه وفد قيادي من فتح برئاسة أبو عمار وعضوية ابو اياد وفاروق القدومي وآخرين الى القاهرة لإصلاح العلاقات .. وهنالك مكث الوفد لساعتين في القصر الجمهوري ولم يستقبلهم جمال عبدالناصر الا بعد انتظار طويل في القصر .

وعندما دخل جمال عبدالناصر على الوفد القيادي الفلسطيني قال لهم :" اعلم أنكم هنا ومنذ ساعتين وانا أتمشى في حديقة القصر أتعلمون لماذا ؟ حتى تهدأ أعصابي عندما التقي معكم ولا تسمعون مني كلمة واحدة تجرح مشاعركم "!!!.

وكنت أتمنى على قاضي المحكمة المصرية انه فعل كما فعل جمال عبدالناصر وتريث وتعامل بحكمة بدل إصدار مثل هذا القرار القضائي الذي صفقت له إسرائيل .

منذ أكثر من أسبوع طالبت أي دولة عربية للتدخل لحل الخلاف بين حماس ومصر وان توضع كافة الخلافات على طاولة الحوار في غرفة مغلقة حتى نتجنب ما جرى وما هو قادم والقادم اشد إن استمر الوضع على ما هو عليه وحتى لايكون قرار المحكمة بداية التصعيد بل نهاية التصعيد .

لقد بادر الأخوة في الجهاد الإسلامي لرأب الصدع وهي خطوة مباركة ومهمة ولكن حجم الخلاف كبير ونحتاج لكل وسطاء الخير من فلسطينيين ومصريين وعرب لإنهاء هذا الخلاف .

وللأسف أشعل بعض الإعلاميين المصريين النار في الهشيم بدل أن يكون دورهم ايجابيا لرأب الصدع بين مصر وحماس .

وما زلت واثقا بحكمة وعقلانية الرئيس السيسي لتجاوز هذا الخلاف كي تبقى مصر كما عهدناها حاضنة للنضال الفلسطيني واثني على تناول إسماعيل هنية " أبو العبد " نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لهذا الخلاف بحكمة وبحرص شديد على عدم تدهور علاقات حماس بمصر إلى درجة اكبر مما نشهده الآن فنحن بحاجة الآن إلى أصوات الحكماء والعقلاء لإنهاء الخلاف بهدوء .


 


التعليقات