الملك عبدالله الثاني :للأسرة الأردنية الواحدة ارفع راسك كل العالم يحترمك في كل اسرة اردنية

رام الله - دنيا الوطن ـ بسام العريان

وجه جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم خطابا للأسرة الأردنية الواحدة، أكد فيه "أن قوتنا ودورنا الـمحوري في المنطقة والعالم ليس صدفة، بل هو من صنع الأيدي الأردنية المثابرة المبدعة، التي وضعت الأردن على خارطة التميّز  والإنجاز، ورفعت راية الأردن عالياً في مختلف الميادين".

وأكد جلالة  الملك: "لهذا نقف اليوم أقوياء بوحدتنا في محيطٍ يموج بالصراعات والنزاعات  الطائفية والعرقية، وفوق كل ذلك الإرهاب. وينعم الأردن بمنجزات الأمن  والأمان، أساس الحياة، ولا مساومة ولا تساهل في ذلك. فسيادة القانون عماد  الدولة الآمنة. الدولة التي نعيش فيها بكرامة متساوين في الحقوق والواجبات، والكل فيها مسؤول مواطنون ومؤسسات".

وفيما يلي نص الخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد، النبي العربي الهاشمي الأمين.
إخواني وأخواتي، أبنائـي وبناتـي، عائلتي وعزوتي الأردنية الكبيرة الواحدة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أتحدث إليكم اليوم وأنا أعلـم وأشعر بكـل واحد منكم. أشعـر بهمومكم  ومخاوفكـم، وبآمالكم وطموحاتكم، وأحلامكم بالمستقبل في ظل أحداث غير مسبوقة تمر بها منطقتنا العربية في تاريخنا المعاصر.

فنحن نقف اليوم أمام  الـمستقبل الذي نطمح إليه ونستحقه. الـمستقبل الذي نختاره ونبنيه للأردن  بأنفسنا، وليس المستقبل الظلامي الذي يسعى لفرضه من يمارس الإجرام، ويدعي
الإسلام، من يمارس الإرهاب، ويدعي الإيمان. فالإسلام ليس أطيافاً وألواناً  أو تطرفاً واعتدالاً. الإسلام الجامع هو دين الحق والسلام. وأما من خرج  وقَتَل وعذَّب وانتهك الحرمات، فأولئك أعداء الإسلام، والإسلام منهم براء.

إن ما فرضته السنوات القليلة الماضية على منطقتنا من تحولات تاريخية،  وتحدياتٍ تواجه العالم بأكمله اليوم تضع الإنسانية كلها أمام امتحانها  الأصعب. وأنتم أيها الأردنيون والأردنيات، بعقولكم المستنيـرة، ووعيكم  الرافض لأن يكون أبناؤكم وبناتكم وقوداً للأطماع والظلام والأجندات التي لا تمثل إنسانيتكم، أنتم صمّام الأمان، وخط الدفاع الأول لهذا الوطن. فأطياف
الوطن كلها ملتفة حوله، تلبي النداء مسلمون ومسيحيون، مواطنون من شتى  المنابت والأصول، نعيش حياتنا معاً، مجتمعاً متآخياً ومتراحماً مثل العشيرة الواحدة، نبني مستقبلنا بتحصين أجيالنا بفكرٍ حضاري مستنير ضد الإنغلاق  والتعصب، وتسليحهم بقيم المواطنة والمبادرة والطموح والتميز وحب العمل
والإنجاز ونبذ مظاهر العنف، التي تجافي قيمنا وأخلاقنا وكل ما يمثلنا،  فجوهر عقيدتنا قدسية الحياة، واحترام الذات والغير.

وأؤكد لكم أن  الأردن قوي وصامد بثبات على مر العقود في وجه كل من راهن على سقوطه. وأثبت  الأردن أنه أقوى وأكبر من كل ضعاف النفوس، الذين يتربصون بالوطن، أي فرصة
للهجوم عليه، أو النيل منه بشتى الوسائل والسبل. وفي كل مرة كنّا على  المحك، خرجنا أقوى. واليوم بالذات نحن أقوى من أي وقتٍ مضى. وعند المِحَن  تظهر أصالة المعادن. ومعدن الأردنييـن هو الأصفى والأبقى والأغلى، ينصهر  ويتحد في أتون الأزمات.

التعليقات