محللون استبعدوا النجاح وسياسيون أكدوا الفشل :"مبادرة شلّح" .. إلى أين ؟!

رام الله - خاص دنيا الوطن
استبعد محللون وسياسيون فلسطينيون نجاح مبادرة الجهاد الإسلامي في تخفيف حدة الاحتقان بين مصر وحماس مشيدين في نفس الوقت بالدور الايجابي الذي تقوم به الحركة في تحريك المياه الراكدة في ظل الحاجة لتدخل طرف ثالث يحظى باحترام جميع الاطراف الداخلية والخارجية.

ويدور في أروقة وسائل الاعلام وكشفتها "دنيا الوطن" مبادرة يجري الاعداد لها من قبل الجهاد الإسلامي بالتزامن مع وصول وفدها برئاسة الامين العام رمضان شلح إلى مصر في ظل تصاعد الأزمة بين حماس ومصر على خلفية قيام محكمة القاهرة بإعلان حركة حماس تنظيما إرهابيا.

ويؤكد وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني في حديث خاص لـ"دنيا الوطن" ان هناك تواصل دائم بشأن المبادرة ونتمنى أن تقوم الجهاد بتحريك المياه الراكدة مشيرا في نفس الوقت إلى أن كل ما يجري طرحه هو مراوحة في المربع السابق  وكل الافكار هي تكرار لسابقاتها مشددا على أننا بحاجة لتطبيق ما تم الاتفاق عليه مع توفر الارادة السياسية لإنهاء الانقسام".

استاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة الدكتور مخيمر أبو سعدة قال لـ"دنيا الوطن" ان ما تقوم به حركة الجهاد الإسلامي خطوة إيجابية وفي الاتجاه الصحيح في ظل التوترات الأخيرة التي تشهدها علاقة مصر وحماس مضيفا:" كان لا بد من تدخل طرف ثالث ولكن هل تنجح الجهاد الإسلامي ؟ مردفا :" استبعد أن تنجح في تخفيف حدة الاحتقان ولكن قد يكون للزيارة تداعيات إيجابية على سكان قطاع غزة كموافقة مصر على فتح معبر رفح والسماح للمعتمرين والعالقين بالعبور والسفر".

وأضاف أبو سعدة أن الامور بين حماس والنظام المصري سيئة جدا ومن الصعب معالجتها والتخفيف من حدة الاحتقان بين الطرفين مؤكدا أن التصريحات الاعلامية الصادرة من الطرفين زادت الامور سوءا".

وأكد أبو سعدة أن حل الازمة الفلسطينية الداخلية لا علاقة له بالمبادرات وإنما بالخطوات العملية مضيفا :" اذا لجأت حماس لعدد من الخطوات فقد تعفي نفسها والمواطنين من الوضع الصعب القائم كتسليم معبر رفح والحدود لحرس الرئاسة مما قد يخفف من حدة الاحتقان لان الجهات الامنية في مصر وفقا لأبو سعدة تتهم حماس بدعم وتدرب المتطرفين في سيناء مردفا :" لو سلمت حماس المنطقة الحدودية فقد يخفف من الازمة وقد يعتبر مدخلا لتحسين الاوضاع وبناء جسور من الثقة" مشددا على أن موضوع المبادرات لا جدوى لها لان جوهر الموضوع الارهاب في سيناء".

وفي نفس السياق أوضح المحلل السياسي البارز طلال عوكل أن الجهاد الإسلامي تحظى بتقدير واحترام الجميع والكل يعرف مواقفها الوطنية ومن المهم أن تلعب هذا الدور الذي افتقدناه بالمعنى الفاعل والمؤثر سواء بالنسبة للجهاد أو الفصائل الأخرى التي كان دورها ضعيف نسبيا ".

وأكد عوكل أن الجهاد تقوم بدور جيد من خلال الوفد الموجود بالقاهرة بهدف تخفيف الازمة المتوترة بين حماس ومصر مؤكدا أن هذا أمر مهم ونتمنى أن تخرج بنتائج إيجابية مؤكدا في نفس الوقت أن الازمة معقدة وتستدعي حوارات مباشرة ومكثفة لأن لدى الاشقاء في مصر ادعاءات تحتاج لتوضيع وأن تعرف حماس ماذ تريد منها مصر وماذا تستطع أن تقدم".

وشدد عوكل على أن أي مبادرة يجب أن تراعي مصالح الطرفين في ظل في ظل قراءة للعوامل المؤثرة داخليا وخارجيا وان تكون المبادرة واقعية ومقبولة مؤكدا أن الاهم أن تراعي أيضا مصالح المواطنين المتضررين".

ونوه عوكل في نهاية حديثه لدنيا الوطن إلى أن الاشتباك الإعلامي سيؤثر على حياة المواطنين بغزة مضيفا :" من غير المناسب أن تستجيب حماس للتحريض الذي يأتي من قبل الاعلام المصري لان مصلحتها معالجة الامور بهدوء وإيجابية واستعداد عال للحوار والتوصل لاتفاقيات وليس صب الزيت على النار".