"هآرتس" هل يسعى نتنياهو لتحقيق أهدافه المعلنة في خطاب الكونغرس؟

"هآرتس" هل يسعى نتنياهو لتحقيق أهدافه المعلنة في خطاب الكونغرس؟
رام الله - دنيا الوطن
في سياق تناوله لزيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى واشنطن، وخطابه اليوم، الاثنين، في المؤتمر السنوي لـ"إيباك"، قبل يوم واحد من خطاب الكونغرس، تساءل المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" عما إذا كان نتنياهو يسعى حقا لتحقيق أهدافه المعلنة في خطابه، متناولا الأضرار التي قد تنجم عن إقدام نتنياهو على ما أسماه "تحدي الإدارة الأميركية".

وبعد أن وصفه الكاتب بأنه "لا يوجد سياسي إسرائيلي أفضل منه في التحدث إلى يهود الولايات المتحدة، وبالتأكيد أعضاء المنظمة القوية التي تدعم قيادتها أي حكومة إسرائيلية"، كتب أنه على ما يبدو فإنه قد اكتفى اليوم بالتحدث بشكل عام عما أسماه "نقاشات داخل العائلة، وحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، ولكنه أضاف أنه يبدو أن مكوث نتنياهو لأيام في واشنطن لا يمكن تجاهله وتقليل أبعاده، وأن الخطاب المرتقب يثير الارتباك في وسط الإسرائيليين والأميركيين الذين يتحدثون عنه.

ويتابع مقالته، من واشنطن، بأن هناك شعور بعدم الراحة من اللعبة المكشوفة التي أعد لها نتيناهو، وسفير إسرائيل في الولايات المتحدة رون ديرمر، مع قيادة الجمهوريين لتجاوز البيت الأبيض. كما يشير الكاتب إلى المخاوف التي قد يسببها الخطاب على علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة.

ويطرح الكاتب السؤال الأساسي، والذي لم يناقش بعد، على حد قوله،  هو "إلى أي مدى سيخدم الخطاب الهدف المعلن، وهو وقف الاتفاق النووي مع إيران، الذي يواصل نتنياهو وصفه بالسيء والخطير؟ وهل سيتمكن نتنياهو في تحريك الإدارة الأميركية عن مواقفها ولو قيد أنملة؟". ويضيف أنه يبدو أنه في أحسن الحالات، ومن وجهة نظر نتنياهو، سوف يلهب معركة الجمهوريين ضد السياسة الخارجية للرئيس في الشرق الأوسط عامة، وفي المف الإيراني بوجه خاص.

وبحسب الكاتب، فإنه من جهة أخرى، فإن الأزمة المكشوفة في العلاقات مع الإدارة الأميركية تعرض للخطر دعم المشرعين الديمقراطيين لمبادرات تشديد العقوبات على إيران، وبذلك فإن نتنياهو يسيء لإيجاد جبهة عابرة للأحزاب في الكونغرس الذي يدعم ادعاءات إسرائيل ضد الاتفاق. ولا يقل خطورة عن ذلك أن التحدي المعلن للإدارة الأميركية سوف يدفع أوباما إلى التوقيع السريع على اتفاق مبدئي قبيل نهاية آذار، لكي يثبت أنه لم يتأثر من محاولات التخويف الإسرائيلية.

ويلفت الكاتب إلى أن "نيويورك تايمز" قد تحدثت، اليوم، عن دور وزير الخارجية، جون كيري، في الدفع باتجاه التوقيع على الاتفاق. ويضيف أنه بعد فشل الأخير في المسار الإسرائيلي – الفلسطيني، فإنه يوجه كل طاقته الآن للمسألة الإيرانية.

ويتابع أن السؤال الكبير بشأن الاتفاق ليس في واشنطن، وإنما في طهران. وأنه بحسب التقارير الأخيرة فإن الإيرانيين أبدوا مرونة ما في جولات المحادثات التي سبقت الإعلان عن تحقيق تقدم، ولكن القرار بالتوقيع على الاتفاق بيد المرشد الروحي، علي خامينائي، الذي ظل يعبر عن مخاوفه وتحفاظاته من توجه الغرب، كما أنه ليس الرئيس الإيراني، حسن روحاني، فهو المقرر بكل ما يتعلق بالبرنامج النووي.

ويضيف الكاتب أن نتنياهو سوف يشير في خطابه، الثلاثاء، إلى المخاطر الحقيقية في الاتفاق الذي يجري العمل على بلورته، وهو أن احتفاظ إيران بعدد من دوائر الطرد المركزية وكميات من اليورانيوم المخصب سيبقي بيدها قدرات جوهرية في الطريق إلى القنبلة النووية، وأن إمكانية أن تنجح إيران في مواصلة خداع المجتمع الدولي، رغم أجهزة الرقابة، إضافة إلى أن المدة الزمينة التي يكون فيها الاتفاق ساري المفعول قصيرة جدا، بحسب نتنياهو.

ويتابع الكاتب أن "نتيناهو يحذر، وبحق، من أن الدول العظمي لا تولي اهتماما لمشروع الصواريخ المتشعب في إيران، ولا تهتم بتاتا بدور إيران في الإرهاب والمؤامرات في الشرق الأوسط وفي مناطق أخرى". ويضيف أن إسرائيل تخشى من أنه بعد التوقيع على الاتفاق، فإن الولايات المتحدة سوف تحسن علاقاتها مع إيران، وتعترف بنفوذها الإقليمي كحقيقة قائمة.

كما يكتب هرئيل أن كل هذه الادعاءات لها وزنها، ولكن نتنياهو لم يلتفت إلى الأضرار المحتملة نتيجة علاقاته مع الولايات المتحدة، حيث أن أوباما، الذي لن ينتخب مرة أخرى، يستطيع أن يسبب ضررا لإسرائيل على المستوى الفلسطيني إذا سمح، على سبيل المثال، لقرارات مجلس الأمن أن تكون بلغة أشد بشأن الاستيطان، وربما يفتح المجال مستقبلا للدول العربية بتفعيل عقوبات اقتصادية ضد إسرائيل.

ويضيف أيضا أن هناك قضية المساعدات الأمنية لإسرائيل، فالإدارة الأميركية تذكر في كل فرصة مساهمتها الأمنية الكبيرة لإسرائيل، وتعرف كيف تؤخر إرسالية صورايخ ضرورية لسلاح الجو خلال الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة.

ويخلص هرئيل إلى أن هذه المخاطر، المعروفة لنتنياهو، تعزز الشبهات الأساسية بأن خطابه لا يهدف حقا إلى منع الاتفاق. ويضيف أنه على ما يبدو فإن نتنياهو يسعى للسيطرة على جدول الأعمال الانتخابي، وفي الوقت نفسه يسعى لخدمة مصالح الملياردير شلدون أدلسون في واشنطن، قبيل الحسم في هوية المرشح الجمهوري للرئاسة.

التعليقات