مخيم عين الحلوة ..الصراع القادم

مخيم عين الحلوة ..الصراع القادم
رام الله - دنيا الوطن
يعيش مخيم عين الحلوة  (الفلسطيني )في لبنان،  حاليا حالة من الخوف والرعب  والذعر بسبب الحملات الإعلامية المسعورة التي تستهدفه وتستهدف امن الجوار، مما يعرضه لازمة أمنية تكاد أن تكرر سيناريو مأساة مخيم نهر البارد اللبناني ، ومخيم اليرموك في سورية، بحيث تم العبث بهذين المخيمان من قبل جماعات مسلحة إرهابية حملت سكانهما فاثورة كبيرة من الخسائر والتدمير والإصابات الجسدية .. مخيم عين الحلوة عاصمة الشتات الفلسطينية  كما يصف فلسطينيو لبنان ، ويعيش فيه أكثر من 130 ألف فلسطيني لبناني  بالإضافة إلى الفلسطينيين اللاجئين من سورية الذي يقدر عددهم بحوالي 30 ألف لاجئ .

إن تعرض المخيم لهذه أمنية يعني بصراحة انتهاء الوجود الفلسطيني في لبنان كما الحال في سورية والعراق، وبالتالي شطب موضوع اللاجئين وحق العودة من القاموس السياسي العربي .

فالإعلام اللبناني يشن حملاته الهادفة  على المخيم متهما أهله بالإرهاب تارة وباحتضان الإرهابيين الفارين من وجه العدالة والقانون أللبنانين طورا أخر ،ولاسيما يأتي التوقيت بظل الحملة الصهيونية التي تتعرض لها مدينة القدس وأهلها من قبل المستوطنين الصهاينة .بالوقت التي  توافقت فيه  اللجنة السياسية العليا المشتركة لكافة الفصائل "الوطنية والإسلامية" في مخيم عين الحلوة على تشكيل قوة أمنية عسكرية الأول من آذار مارس الماضي انتشرت في المخيم مهمتها تكمن في حفظ امن المخيم  والمواطن إضافة لأمن الجوار وبمباركة لبنانية أمنية وسياسية.  

لكن الخوف من تكرار السيناريوهات الأمنية في المخيم بات هاجس كل فلسطيني مقيم في المخيم  مما دفع الأهلي بالخروج في مظاهرات واعتصامات وقد عرفت باسم  المبادرات الشعبية والسياسية منددين الجو الأمني الذي يفرض نفسه على المخيم وأبنائه محاولا إدخالهم بصدام الدولة أو مع الجوار.

لقد حملت هذه المبادرات رسائل أرسلت للدولة وأجهزتها الأمنية من خلال الخطباء، بان المخيم لن يوجه سلاحه إلا باتجاه إسرائيل لأنها هي الهدف المركز للشعب الفلسطيني والعربي ،وكذلك كانت رسائل حادة كانت من قبل القوى الإسلامية للفارين "شادي المولوي وللشيخ احمد الأسير" مطالبتهم بالخروج من المخيم بحال وجودهم في المخيم لان أهل المخيم لا يمكن تحملهم ولا تحمل أعباء وجودهم في المخيم وتعريضه لأخطر أزمة منذ عملية التهجير القسرية عام 1948.

وبالرغم من التنسيق الأمني اللبناني مع كافة الفصائل الفلسطينية في المخيم وبظل الإطباق العسكري الكامل للقوى الأمنية على كافة مداخل المخيمات يبقى السؤال الذي يدور في ذهن كل الفلسطينيين واللبنانيين كيف ادخل المولوي والأسير إلى المخيم، ولماذا ، بالوقت الذي كانت الدولة تحاصرهم عسكريا أثناء قتالها( للأسير في عبرا السنة الماضية، وللمولوي في طرابلس الشهر الماضي ) .

ولكن لا يمكن لأحد معرفة الإجابة  الصحيحة عن هذه الأسئلة الغامضة التي تعكر المزاج الأمني اللبناني بالرغم من تقارير الصحافة وترويجها الدعائي لهذه المواضيع والتي تشكل أزمة فعلية في طريق العلاقات اللبنانية الفلسطينية ،إلا إذا كانت هناك خيوط دولية اعلي من لبنان وفلسطين تحاول تعكير المزاج وتطوير المواجهة بين الشعبين ،وهل اتخاذ القرار  الفعلي بذلك في كواليس السياسة العالمية بتصفية القضية الفلسطينية تدريجيا وخاصية بظل حملة التحالف على الإرهاب الدولي ضد "داعش" في سورية والعراق،مستغلين المخيمات لهذه الأجندات  الدولية. فالحس الوطني يتطلب من الجميع الانتباه لطبيعة الموضوع الذي تم رسم أهدافه مسبقا من خلال متورطين بالإرهاب وخارجين عن القانون اللبناني كالمولوي والأسير وآخرين، لتنفيذ أهداف بعيدة تنتهي لمصلحة العدو الصهيوني وعلى حساب حق العودة، لذلك ضرورة التنسيق الجدي والفعلي بين المؤسسات اللبنانية والفلسطينية (الأمنية والسياسية) لتلافي هذا المخطط البشع ،والعمل الجاد من السلطة اللبنانية على الإمساك بوسائل الإعلام اللبنانية التي تصب الزيت النار على الهشيم، فالملف  معقد جدا ويجب التسوية السريعة من قبل المعنيين بعيدا عن وسائل الإعلام  المتخذة من المحقق "كونين" رمزا لها،وعن تقارير المخبرين والمرتشين الفاسدين الذين يعرضون المخيم والجوار لهزة أمنية ومواجهة عسكرية لا يحمد عقابها.

التعليقات