عودة مُبعديَن إلى المسجد الأقصى والاحتلال يعتقل مقدسية صباح اليوم

عودة مُبعديَن إلى المسجد الأقصى والاحتلال يعتقل مقدسية صباح اليوم
رام الله - دنيا الوطن-جمان أبو عرفة 
عاد إلى المسجد الأقصى صباح اليوم الأحد الشاب تامر شلاعطة (35 عاما) من مدينة سخنين بعد إبعاده عنه لمدة تسعين يوماً, إذ اعتقلته شرطة الاحتلال سابقاً عند مداخل المسجد للمرة الثانية عشر وسلمته قراراً بالإبعاد أربع مرات قضى منها قرابة المائتي يومٍ مبعداً عن المسجد الأقصى.

ودخل شلاعطة صباح اليوم المسجد من باب الناظر مُكبّراً وسجد سجدة شكر أَن عاد إلى باحاته بعد أيام طويلة. فيما عبّر عن لهفته قائلاً أنه لم ينم طيلة الليل وهو يفكر كيف سيدخل الأقصى ويلاقي إخوانه وأحبابه.

ورغم إبعاده القسري عن المسجد الأقصى فقد تواجدَ شلاعطة طيلة فترة إبعاده عند أبواب المسجد برفقة العديد من المبعدين والمبعدات, حيث كان ينطلق يوميا منذ الرابعة فجراً من بيته ليُرابط على أبواب المسجد، " شعور صعب أن أقطع المسافات الطويلة لأصلي في الأقصى ثم يمنعني الاحتلال ظلماً من دخوله" يصف شلاعطة بألم شعور حرمانه من دخول المسجد. 

وفي حديث له مع "كيوبرس" حول الأيام التي قضاها مرابطا على الأبواب، ذكر شلاعطة أن أحد المواقف التي كان شاهدا ًعليها وأبكته بكاء مريراً؛ حدث حين تواجد أمام مركز شرطة القشلة أثناء اعتقال احدى النساء الشهر الماضي, وعلم أن عناصر شرطة الاحتلال قاموا بضربها والاعتداء عليها بوحشية. " لم أتمالك حينها نفسي وسالت الدموع على وجنتي دون أن أقدر على إيقافها".

وأضاف شلاعطة :" افتقدت كل بقعة في المسجد, كل زاوية لي فيها ذكرى, أتخيل أن النبي عليه السلام صلى فيها أحدها, أو وطئتها أقدام صحابي أو تابعي".

ألقى الجنود عليها قنبلة صوتية لأنها حاولت منع اعتقال ابنها

أوامر الإبعاد لم تقتصر على الرجال فقط بل طالت عشرات النساء أيضاً. وقد عادت دلال الهشلمون" أم طارق" يوم الجمعة الماضي إلى المسجد الأقصى بعد إبعاد قسري عنه لمدة تسعين يوماً. ولم يكن ذلك هو إبعادها الأول إذ أُبعدت خمس مرات سابقة ما مجموعه مئة وثلاثون يوماً, فيما اعتقلها الاحتلال ثلاث مراتٍ في السابق.

أم طارق التي تسكن في البلدة القديمة كانت تتواجد رغم إبعادها على أبواب المسجد الأقصى بشكل متواصل حتى في أيام الشتاء الباردة. " كنتُ أسمع أذان المسجد ولا أستطيع الصلاة فيه، ما أدى الى فترات عصيبة مررت بها لأن الأقصى هو بمثابة بيتي الأول والثاني".

وأثناء رباطها عند مداخل المسجد الأقصى كانت أم طارق شاهدة على العديد من الاعتداءات التي تعرضت لها النسوة المتواجدات قبالة أبواب المسجد, إضافة الى تعرضها للاعتداء حين ألقى عليها جنود الاحتلال قنبلة صوتية أصابت قدمها، أثناء محاولتها منع اعتقال ابنها طارق أحد حراس الأقصى الذي اعتقلته شرطة الاحتلال من باحات المسجد وهو على رأس عمله.

وفي الوقت الذي تنتهي فيه مدة إبعاد المصلين عن المسجد الأقصى, يشن الاحتلال حملة اعتقالات وإبعاد مسعورة ضد العديد من الرجال والنساء, آخرهم كانت المقدسية سماح غزاوي التي اعتُقلت صباح اليوم من أمام باب السلسلة وما زالت محتجزة لديهم حتى الآن.




التعليقات