مقالات لا تقرأ وهدف الكاتب نشر اسمه وصورته فقط

مقالات لا تقرأ وهدف الكاتب نشر اسمه وصورته فقط
بقلم : د . سمير محمود قديح
كاتب واعلامي فلسطيني

كاتب المقال في اي مجال من المجالات بحاجة على معرفة ودراية وبشكل دقيق عن الموضوع الذي يكتب عنه ، سواء في المجال السياسي او الاقتصادي او الامني او الرواية والقصة ... الخ ، فلا يجوز ان يكتب كل " من هب ودب " في المجال السياسي ، اي بمجرد ان سمع خبر عن الوضع السياسي في بلد ما قام بكتابة مقال ، او نام وبعدها حلم بموضوع ما فقام بكتابة مقال .
لقد سئلت العديد من متصفحي المواقع الاخبارية على الانترنت ، فصدمت عندما علمت ان غالبيتهم لاتقرأ المقالات وان تركيزهم اما على خبر سياسي مميز او على الفن والرياضة . وسألت بعض اصدقائي من الكتاب فعرفت ان هدفهم بالدرجة الاولى نشر صورهم واسمائهم ولايهم ماذا يكتبون . فمنهم من يكتب يوميا وملزم بذلك حتى لايفارق اسمه مواقع الانترنت " يسمع تحليل اخباري او يقرأ خبر في موضوع ما فيقوم بكتابة مقال بنفس التحليل او الخبر " ( طيب مهو منشور كيف تنشره تاني ) .
عندما سئلت رئيس تحرير صحيفة دنيا الوطن الاستاذ عبد الله عيسى ، عن قدرته الفائقة في الكتابة وبراعته في الكتابة بجميع انواعها ، فقال لي انا لست وليد اليوم او امس انا اكتب منذ اكثر من ربع قرن ، فتذكرت فورا انني قرأت له العديد من الرويات المميزة قبل اكثر من عشرين عاما ، فكانت كتبه " المصيدة ، ورجل الظل ، فدائي في المخابرات الاسرائيلية " وغيرها من الكتب المميزة . وباستمرار اتابع ما يكتب واتفاجأ عندما اقرأ له مقالا وبعد فترة من الزمن يحدث ما كان يتوقعه في المقال ، اي ان كتاباته في المقالات تستند على حقائق ومعلومات واستنتاجات ويتوقع ما يحدث . مقالاته لاتعتمد على " دش الحكي " كما يفعل الكثير من كتاب المقالات .
من خلال كتابتي لهذا المقال لا اهاجم ولا اقصد احدا فهناك مبدعون في كتابة المقالات ولكنهم اقلاء جدا ، هدفهم هي ان تصل الفكرة بسهولة وسلاسة ، ولكن للاسف الكثير من الكتاب مقالاتهم خالية من الافكار الجديدة . فقط تعتمد على خبر منشور هنا او هناك ونادرا ما نجد حتى تعليق على هذا الخبر في مقالاتهم .

التعليقات