توطين حماس

توطين حماس
بقلم / المهندس نهاد الخطيب                                          

مهندس وباحث في العلاقات الدولية

أصبح ازدياد التوتر في العلاقة بين حماس ومصر مصدراً لقلق قطاعات واسعة من الشعب الفلسطيني في غزة ليس بسبب ضربة عسكرية مصرية لمواقع منتقاه في غزة، ضعيفة الاحتمال ،ولكن بسبب أن العلاقة التاريخية وأواصر الدم والقربي  بين مصر وفلسطين والتي هي أيضا من الثوابت الفلسطينية المقدسة بدأت تتعرض الى ما يكدرها ،ونجد أنفسنا كفلسطينيين أمام مجموعة من الأسئلة منها ما هو سبب الخلاف  ؟وهل الخلاف يتعلق بحماس كامتداد لجماعة الإخوان المسلمين التي تواجه محاولة اجتثاث في مصر وبالتالي يتوقع المصريون أن تقف حماس الى جانب جماعتهم في الإقليم المصري أم أن المصريون يمتلكون أدلة على أن حماس تدعم فعلا رفاقهم في مصر ما يشكل تهديدا حقيقيا للأمن المصري ؟وهناك سؤال أخر وهو هل وجود حماس في المحور التركي القطري وحديثا الإيراني يشكل استفزازا للمصريين بحيث يصبح اسقاط الجيب الإخواني في غزة هدفا استراتيجيا مصريا؟ , ثم هل تمثل حماس عقبة أمام السياسة المصرية فيما يتعلق بفلسطين وبالتالي لا بد من إزالتها ؟ ثم هل تريد مصر مناكفة الأمريكيين والإسرائيليين بالضغط على حماس التي يمثل وجودها في الحكم في غزة تكريسا، قد يتبعه شرعنةً ،للانقسام الفلسطيني الذي يخدم الأهداف الأمريكية والإسرائيلية.  إن إجابات الأسئلة السابقة تقودنا الى استنتاج بسيط وهي أن التوتر بين حماس ومصر ليس وطنيا ولا يعبر أو يمثل الكل الفلسطيني فأنا فلسطيني لا أريد أن تكون غزة بأي شكل من الأشكال مصدرا لتهديد أي دولة عربية وعلى رأسهم مصر ،وغير معني بالحلف القطري التركي ولا غيره لأن فلسطين كانت دائما ويجب أن تظل نقطة التقاء المختلفين لأنها قضية الكل الاسلامي العربي   وكذلك أؤيد تحشيد الدعم العربي وفي المقدمة منه المصري لفلسطين وأدعو الى إعادة اللحمة الفلسطينية كشرط ضروري لتحقيق أي إنجاز وطني وليس التحرير فقط، أدعو إخواننا في حماس الى عدم مغادرة مربع الخصوصية الوطنية الفلسطينية والى تعديل الخطاب الإعلامي والسياسي باتجاهات تخدم القضية الوطنية الكبرى للفلسطينيين وليس العمل لحساب حلف أو جماعة لا تستطيع أجسامنا الهزيلة المتعبة التصدي لاستحقاقات مشاريعهم وأحلامهم وكذلك أدعوهم الى مراعاة مصالح ومشاعر وحساسيات  ذلك الجزء من الشعب الفلسطيني الذي لم يساهم في وصولهم الى سدة الحكم ولا يرغب ببقائهم في السلطة فلا ذنب له أن يدفع ثمنا فادحا لمغامرات البعض وأهوائهم ونزواتهم وربما مصالحهم الحزبية والشخصية وفي نفس الوقت أدعو العقلاء في الإعلام الرسمي الى التصدي للمشعوذين في بعض المنابر الاعلامية المصرية وأدعو فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يوجه كلمة الى هؤلاء تيقظ ضمائرهم حتى لا تتضرر علاقة الشعبين بطريقة لا يمكن اصلاحها  ...يرحمكم الله

التعليقات