مسيحيو القدس يستنكرون جرائم داعش الدموية بحق المسيحيين في سوريا

رام الله - دنيا الوطن
 اعتصم ظهر اليوم في باحة كنيسة القيامة في القدس القديمة حشد من أبناء الطوائف المسيحية في القدس وذلك شجبا واستنكارا للاعدامات الجماعية الوحشية التي تقوم بها منظمة داعش الارهابية الدموية بحق المسيحيين في شمال سوريا ، حيث أقدمت منظمة داعش على اعدام مجموعة من الشباب الاشوريين المسيحيين في شمال سوريا ليس لسبب آخر سوى لكونهم مسيحيين ، وهي تهدد بإعدام جماعي لجماعات مسيحية تقطن في تلك الديار منذ مئات السنين .

كما ان هذه المنظمة الارهابية تهدد بحرق الاطفال المسيحيين بطريقة همجية ووحشية ، وقد استنكر المشاركون في هذا الاعتصام الذي تم بعد الانتهاء من صلوات الاحد الجرائم التي ترتكبها داعش واخواتها من المنظمات الارهابية بحق المسيحيين في سوريا والعراق ومصر وغيرها من الاماكن ، هذه الجماعات التي تستهدف المسيحيين كما وتستهدف كل المواطنين الذين يختلفون معها اديولوجيا ويرفضون التطرف والتخلف والعنف .

وقال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في كلمة القاها بإسم الحضور بأننا ندين ونستنكر هذه الجرائم التي تقشعر لها الابدان والتي ترتكبها منظمات ارهابية لا تؤمن الا بالذبح والقتل والتنكيل واستهداف الكرامة الانسانية .

وقال سيادته إن ذبح المسيحيين في سوريا كما وفي غيرها من الأماكن إنما يشكل وصمة عار في جبين الانسانية ، فهذه الاعدامات الجماعية والتهديد بحرق الاطفال وذبح الناس الابرياء إنما هي رسالة تهديد ووعيد من داعش ومن أولئك الذين يدعمونها ، إنها رسالة لكل المسيحيين بأن " احملوا حقائبكم وغادروا هذه المنطقة " إن رسائل الرعب التي تبثها داعش في الأوساط المسيحية هي ظاهرة غير مسبوقة نرفضها جملة وتفصيلا ، ونقول لداعش ولمن يمول داعش ولمن أرسل داعش بأن المسيحيين سيبقون في ديارهم وفي أوطانهم شاء من شاء وابى من ابى ، فالمسيحيون المشرقيون العرب في سوريا وفي العراق وفي غيرها من البلدان العربية ليسوا بضاعة مستوردة من هنا ومن هناك وليسوا عناصر غريبة ودخيلة على منطقتنا العربية ، فهم هنا لأكثر من ألفي عام وإن استهدافهم بهذه الوحشية لهي جريمة نكراء بحق الانسانية وبحق تاريخ وتراث وهوية منطقتنا التي لم تعرف هكذا ممارسات عبر تاريخها الطويل .

من المؤسف أن نقول أن هنالك أموالا نفطية تغذي داعش وهي أموال ملوثة بدماء الأبرياء من أبناء أمتنا العربية كما أن هنالك دولا عالمية معروفة تقدم خدماتها لداعش وتوفر لها كل ما هو
مطلوب لكي تقوم بجرائمها بحق الانسانية وبحق مشرقنا العربي بكافة مكوناته الدينية .

إننا في الوقت الذي فيه نستنكر ما تقوم به داعش واخواتها من المنظمات الارهابية نعرب عن رفضنا وشجبنا لما تقوم به بعض الدول النفطية من دعم ومؤازرة لهذه المجموعات الارهابية، وأود
أن أقول لهؤلاء : هل النفط الموجود عندكم اعطي لكم لكي تستعملونه من أجل الدمار والقتل والموت ؟! ولماذا حولتم هذه الثروة الى آلة موت وعنف وارهاب وقتل بدل من أن تكون ألة بناء ورقي وتقدم ؟!

أما الغرب الذي يتغنى بحقوق الانسان فأين هو من هذه الجرائم التي ترتكب بحق المسيحيين وغيرهم من المواطنين ، فأصبحت مشاهد الذبح والقتل والاعدام والموت مشاهد يومية.

إن كنائس القدس ومسيحييها ومن رحاب كنيسة القيامة يعلنون تضامنهم مع اخوانهم المظلومين المعذبين والمطرودين من ديارهم فنعزي أسر الشهداء ونتضامن مع المكلومين والحزانى والمظلومين
 

إن صور الشهداء الذين يقتلون بسبب انتماءهم المسيحي لن تنسى من ذاكرتنا وهي تذكرنا بالكنيسة الاولى التي كانت تقدم كواكب الشهداء ، فكانت تقدم الشهيد تلو الشهيد دفاعا عن الايمان ، واليوم الأحد الاول من الصوم المقدس نستذكر كل اولئك الذين قدموا دمائهم من أجل الايمان ومن اجل الكنيسة وقيمها المسيحية ، ومع اجراس كنيسة القيامة ندق نحن ايضا ناقوس ايماننا ورجاءنا بأننا لن نخاف مهما اشتدت حدة العنف والارهاب بحقنا في هذه المنطقة ، فتعزيتنا الحقيقية هي في المسيح القائم من بين الاموات .

إننا ندين جرائم داعش بحق كافة المواطنين بغض النظر عن انتماءهم الديني وأنتم تلاحظون ما يحدث في أرضنا المقدسة من اعتداءات على الكنائس والمساجد ومن استهداف للشعب الفلسطيني ،  فالارهاب حيثما كان وحيثما وجد هو مرفوض من قبلنا .

هذا وقد رفعت الصلوات والأدعية بباحة كنيسة القيامة ترحما على الشهداء وتضامنا مع المسيحيين المنكوبين وغيرهم من المواطنين في منطقتنا العربية .

التعليقات