مشروع لإكساب الفئات الضعيفة مهارات ومعارف إشراك المجتمع في صنع القرار

مشروع لإكساب الفئات الضعيفة مهارات ومعارف إشراك المجتمع في صنع القرار
رام الله - دنيا الوطن
لكلٍ منّا احتياج يختلف عن الآخر بمختلف الفئات المجتمعية والطبقات المختلفة، فخلقنا الله طبقات متفاوتة في التقدّم والرُقي، وحتى التفكير الوجداني والبُنى المعرفية.. حول هذا اختتمت منظمة «أجيال بلا قات للتوعية والتنمية» في تعز المرحلة الأولى من فعاليات البرنامج التدريبي الخاص بتحديد الأولويات المجتمعية في محافظتي «تعز وإب» يهدف المشروع إلى تعزيز وتقوية دور المجتمعات المحلّية في محافظتي تعز وإب للإسهام في تلبية احتياجات الفئات الهامشية والعمل على تضمينها في الاستراتيجيات الوطنية المستقبلية..

مخرجات مكتبية وميدانية
وأوضح مدير المشروع إبراهيم المسلمي أن المشروع يعتبر نوعياً ويهدف إلى بناء قدرات الفئات الضعيفة وإكسابهم المعارف والمهارات، وإشراكهم في التأثير على صنّاع القرار، وتضمين احتياجات الفئات الضعيفة «الشباب - المرأة - المهمشين- ذوي الاحتياجات الخاصة» ضمن الاستراتيجيات الوطنية المستقبلية، وتأسيس منبر للفئات المذكورة حتى تستطيع من خلاله التعبير عن احتياجاتها وقضاياها ومشاكلها.

وأشار إلى أن المشروع يمر بثلاث مراحل يبدأ بدورة تدريبية لعدد 40 مشاركاً ومشاركة من  تعز وإب ضمن الفئات الضعيفة «الشباب – المرأة – ذوي الاحتياجات الخاصة – المهمّشين» ثم النزول الميداني لتحديد الاحتياجات، ثم الخروج بدراسة ميدانية.

وأضاف: إن مخرجات المشروع 8 دراسات مكتبية، وميدانية وفقاً للمنهجية العلمية، وهذا من الأهمية بمكان، حيث سيستفيد الباحثون وصُنّاع القرار والجهات المختلفة مما ستتوصل إليه هذه الدراسات من نتائج وتوصيات.

نكهة خاصة
معاذ الصوفي، المدرّب الذي أدار التدريب بداية المشروع قال: بالنسبة للدورة التي تقيمها منظمة «أجيال بلا قات» وهي تستمر لمدة أربعة أيام، ودوري أنا كان في هذين اليومين فقط؛ حيث كانت مواضيع الدورة مهمّة جداً تشمل مواضيع المناصرة، والتخطيط، وكتابة التقارير، والتفاوض، وبالنسبة للبرنامج فهو مليء بكثير من المعلومات والمهارات والمعارف؛ لكني أشعر أيضاً أن الشباب المشاركين في البرنامج متميّزون ولديهم قدرات ومهارات عالية، وقدرة استيعاب رائعة، حيث أسهم وشارك الشباب على أن يسير البرنامج بشكل متميّز، وبالشكل الذي أعد له، وإن شاء الله هذه الدورة تكون قد أسهمت ولو بشكل جزئي نوعاً ما في إثراء المعلومات والمهارات وقوّت لديهم البناء المعرفي والقدراتي في إدارة مؤسّساتهم وأنشطتهم بما يخدم المجتمع المدني.

وأضاف الصوفي: كلنا يدرك تماماً أننا في مواقع ربما نحتاج فيه إلى البناء أكثر من الهدم، ونحتاج فيه إلى أن نلتحم بمجتمع أكثر، ونوسّع لأنشطة فعالة، ونتمنّى أن يكون البرنامج قد أسهم في خلق شراكة مجتمعية كبيرة جداً.

وأفاد أنه بالنسبة لاختيار الفئات الشبابية وتنوّعها؛ فهذا ما يميّز البرنامج، وربما له عنوان أنه سمّاهم «الفئات الضعيفة» وأضيف على أنه ليس فقط «فئات ضعيفة» في المجتمع بل هم الأضعف، فهذا البرنامج متنوّع بأشخاصه سواء كانوا ذكوراً أم إناثاً، وأيضاً فيه من ذوي الاحتياجات الخاصة والمهمّشين وذوي الإعاقة والكفيفات وفئة الشباب والمرأة، فهذه الفئات أسهمت في أن يكون البرنامج له نكهة خاصّة وطابع مختلف.

إشراك المكفوفين
من المتدرّبين من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في تعز أكدت أشواق عبدالله أحمد، رئيسة جمعية عبدالله بن مكتوم لرعاية الكفيفات ومدرّسة في مدرسة مجمع صينة للبنات أن البرنامج ممتاز جداً واستفدنا منه بعض المصطلحات التي كانت مجهولة لدينا.

وقالت: إن البرنامج أوضح دور المرأة في المجتمع وما لها وما عليها، والجميل هو استهدافهم الفئات المهمّشة، وكذلك الجميل هو إشراكنا مع المشاركين من إب، وكانت فرصة لتبادل الخبرات والمهارات فيما بينهم.

وزادت على ذلك أن بإمكانها نقل كل ما أخذته خلال الخمسة أيام إلى فئتها في الجمعية وستقوم بعمل حملة مناصرة عن طريق حشد الكفيفات، وتضم صوتها إلى الجميع لمناصرة قضية صندوق رعاية المعاقين، وتتمنّى من الجهات الراعية إشراك ذوي الاحتياجات الخاصة في أكثر من برنامج لتعم الفائدة الجميع.

تنوّع الفئات
ومن فئة الشباب في تعز محمد الجنيد، رئيس منتدى الحوار الأدبي أردف قائلًا: الدورة نوعية، وكثيرون من الشباب تنقصهم الخبرة في مجال التخطيط وكتابة التقارير، وأعتقد أن هذه الدورة نمّت مستوى خبرات الشباب في إعداد التقارير والعمل التشاركي وهذا ما جعلها نوعية، والأجمل أنها أخذت شريحة متنوّعة من الشباب، فالشباب طاقة متوهّجة مشتتة، فهذه الدورة تركّز على مفاهيم جميلة كالضغط والمناصرة، والجميل والنقطة اللامعة أنها أخذت شريحة كبيرة من فئات الشباب الضعيفة، المهم أن هذه الدورة لبّت مطالب كثيرة يتمنّاها الكثيرون من الشباب.

مناصرة القضايا
من فئة المرأة في محافظة إب، رئيسة مؤسّسة «انطلاقة عملاقة» رفيدة الزبيري حضرت البرنامج وعبّرت عن رأيها في البرنامج .

وقالت: كان التدريب جميلاً جداً، وبالتأكيد سيكون مشروعاً ناجحاً؛ لأننا تعرّفنا على أشياء كثيرة؛ صحيح أننا حضرنا قبل هذا التدريب دورات عديدة حول المناصرة والحشد؛ لكن الإضافة التي أضافها البرنامج كانت إضافة جديدة علينا ومن ضمنها مفهوم التخطيط التشاركي، والذي أثراني أكثر هو كتابة التقارير، وبالتأكيد الآن بعد أن تصل إلى يدي أية قضية بحكم أني أعمل في مجال المجتمع المدني؛ سيكون بإمكاني أن أتخذ الإجراءات الصحيحة.

وأوضحت أن مؤسّسة «انطلاقة عملاقة» تعمل في مجال التعليم بشكل رئيسي وأساسي في الدرجة الأولى خصوصاً للمهمّشين والنساء؛ لأنها تركّز على الأمّية في هاتين الفئتين كونها سبب التقدّم لكل المجتمعات، ومن خلالها ممكن الوصول إلى مناصرة بقية القضايا، وهذه تعد حلقة وصل بيننا وبين بقية الفئات.

الانتصار لمطالبنا
أيضاً فارس عبدالله، من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في جمعية العين مركز خدمات المكفوفين – إب؛ قال إن البرنامج التدريبي هو تحت عنوان المناصرة، ويستهدف الفئات الضعيفة في المجتمع أو المحجّمة من قبل الجهات المختصة، واستهداف البرنامج للفئات الضعيفة أسهم بشكل كبير في إنجاح البرنامج التدريبي من ناحية إبراز هذه الفئات إلى السطح وإظهار حقوقها واحتياجاتها أو الانتصار لمطالبها.

وذكر أنه بعد الانتهاء من التدريب سيعمل على تقديم عدد من الخدمات لمحافظة إب، وكما هو محدّد في البداية القيام بالنزول الميداني لذوي الاحتياجات الخاصة لمعرفة احتياجاتهم.

ذوو الاحتياجات الخاصة
أماني عبدالباقي، من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة وتعمل في الجمعية الخيرية للخدمات الاجتماعية، عضوة في جمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركياً قالت إن البرنامج التدريبي رائع من كل جوانبه سواء كانت الجوانب المعرفية أم العلاقات العامة، والمواضيع رائعة جداً وبكوني ممثّلة لثلاث فئات معاً وهي “المرأة والشباب والمعاقين” المواضيع المطروحة كانت مفيدة، وكذلك الدور الذي علينا أن نقوم به هو القيام بالمسح الميداني للمدن التي أتينا منها وعمل برامج لنصرة ذوي الاحتياجات الخاصة في نفس المهارات.

ملامسة الاحتياجات
من جانبه أكدّ عبدالله كرش من فئة شباب إب من منظمة رصد للحقوق والحريات أن البرنامج لامس احتياجات المشاركين في هذه الدورة من خلال تناوله المواضيع، وإكساب المشاركين خبرات، ومثّل المتدرّبون طاقات شبابية رائعة، كما وجدنا من ذوي الاحتياجات الخاصة والمهمّشين، الذين غفل عنهم الجميع أثبتوا وجودهم، وقالوا: “نحن هنا لنا صوت وتأثير وقوّة وقادرين على إحداث تغيير وتعدّى كل الصعاب، ونحن أصحاب خبرات وكفاءات ولن يثنينا أحد”.

لفتات مهمّة
دولة العامري، إعلامية ورئيسة مؤسّسة «أيادي الإعلامية» وتمثّل فئة المرأة في محافظة إب أضافت حول روعة البرنامج أن تحديد احتياج المجتمع للفئات المهمّشة أو الضعيفة آملة الاستفادة الأكبر من البرنامج، وأن التطبيق العملي سيحكم أكثر من خلال الاستبيانات، وتحديد الاحتياجات من الفئات ذاتها للعمل على إيجاد الحلول لهذه المشاكل وأكدت حاجة الشباب لمثل هذه اللفتات من منظمات المجتمع المدني.

مهارات متنوّعة وفائدة عامة
وأخيراً ماهر عبده علي، من إب ممثّل جمعية المعاقين حركياً قال: باعتبار أن الدورة تهم الفئات الضعيفة فقد كان النقاش التدريبي النظري حول التفاوض وإدارة الحوار والتقارير الميدانية، وتعرّفنا على مهارات تطبيق الدراسات الميدانية أو دراسة الاحتياجات والأولويات لذوي الاحتياجات الخاصة سواء كانوا معاقين “ذهنياً أو حركياً والمكفوفين وكذلك الصم والبكم” استفدنا عدداً من المحاور، وأنا أعتبرها فرصة جيّدة جداً حقّقت لي الكثير من الفوائد بالنسبة لي شخصياً، كذلك لما لامسته من جانب الحوار والنقاش، وتنويع المدرّبين والقائمين على هذا البرنامج كان لديهم المهارات الكافية لتعليمنا المهارات الخاصة لتحديد الأولويات.

من سار وصل
وبعد الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى؛ بدأ الفريق الآن بالنزول الميداني لتحديد الاحتياجات الرئيسية لتلك الفئات، وبهذا يكونوا على وشك إنهاء المرحلة الثانية وسيبدأون بالمرحلة الأخيرة “ومن سار على الدرب وصل”.

التعليقات