شاب غزّي يختار "عروسه" من كشف "المقبولين للوظائف" في الاونروا : كيف يتزوّج شباب غزة ؟

شاب غزّي يختار "عروسه" من كشف "المقبولين للوظائف" في الاونروا : كيف يتزوّج شباب غزة ؟
غزة- دنيا الوطن-اسامة الكحلوت

" فارس "  اسم مستعار لشاب اعزب تخطى الخامسة والعشرون من عمره ولم يجد العروس المناسبة التى يبحث عن مواصفات خاصة تتواجد بها اهمها ان تكون موظفة لتساعده على العيش بأمان فى قطاع غزة ، ويليها بعد ذلك الجمال والمواصفات  الاخرى .

 وعلى الرغم من عمل فارس فى اى احدى المؤسسات الاهلية براتب قليل ، الا انه لم يتنازل عن حلمه فى الفتاة الموظفة ، والتى لم يجدها لاكثر من ثلاثة سنوات من البحث هنا وهناك ، وعدم موافقة بعضهن عليه نظرا لراتبه القليل او عدم امتلاك شقة خاصة له .

تسير الايام بسرعة ولم يحقق فارس امنية حياته فى الزواج وحلم والديه بزواجه ورؤية ابنائه ،  فى حين تتوفر الاف الفتيات الخريجات والجميلات  ومن عائلات محترمة ومقتدرة ماليا ، الا ان هذه الصفات لم تكن  كفيلة بان تسد بدل " موظفة " .

وفى ذات الايام خطرت فكرة جديدة فى رأس فارس محاولا انهاء معاناته بالزواج  من الفتاة الموظفة بعدما سمع من اصدقائه ان الاونروا ستقوم بنشر اسماء مجموعة من الخريجين والخريجات المرشحين للعمل ضمن عقد لمدة سنة فى احد برامجها الخدماتية .

غادر اصدقائه الى المنزل وبدأ يفكر  فى طريقة تساعده على الزواج بالتوجه لخطبة فتاة من الفتيات المرشحات للعمل فى الكشف الذى سينشر فى اليوم التالى ، وابلغ والدته بضرورة تجهيز نفسها صباح اليوم التالى للذهاب لمنزل فتاة والتقدم لخطبتها .

 وبحسب حديث اصدقائه ان الاونروا ستقوم بنشر الاسماء فى الساعة التاسعة صباحا من اليوم التالى ، ولم ينم فارس طوال الليل فى انتظار ساعة الصفر والانطلاق للعروس المجهولة التى ستصبح موظفة بعد ساعات ، مجهزا نفسه لاختيار فتاة من المرشحات للعمل .

دقت عقارب  ساعة الصفر صباح اليوم التالى ونشر موقع الاونروا كشف باسماء المرشحين للعمل ، وبدأت رحلة البحث عن عروسة من بين عدد من الفيتات ، الا ان  وقع اختياره على فتاة من عائلة معروفة فى منطقة بعيدا عنه وله صديق من نفس العائلة .

اتصل هاتفيا بصديقه وسأله عن الفتاة التى تحمل نفس اسم عائلته اذا كانت متزوجة ام لا  وعن اسرتها ، فكانت كل الاجابات ايجابية ،  كما حصل على رقم هاتف منزل اسرتها من الاسم الرباعى المتواجد فى كشف الاونروا ، وقامت والدته بالاتصال بمنزل الاسرة وطلبت منهم عنوان المنزل لزيارتهم وانطلقت اليهم .

فى الساعة التاسعة نشرت الاسماء وفى الساعة العاشرة كانت والدته تجلس فى منزل العروس المرتقبة ، وبعد حديث دار لاكثر من ساعة  وافقت الاسرة ، بانتظار موافقة العريس الذى يعلن موافقته مسبقا ، ولم تكن الاسرة تعرف بتفاصيل المخطط الذى اداره العريس المرتقب .

وكان الرد سريعا فى ساعات العصر بموافقة العريس باتصال هاتفى من والدته على العروس ، بعدما ابلغته والدته  بمواصفاتها  العادية والتى تبتعد كليا عن شروطه المسبقة باستثناء انها على وشك العمل فى الاونروا ،  وفى ساعات المساء شاهد العريس عروسته ووافق بعد جلسة استغرقت قليلا معها ، وتم الاتفاق على كل التفاصيل فى نفس اليوم ودفع المهر ( خير البر عاجله ) .

وكانت اسرة العروس فى غاية السعادة لحصول ابنتهم على عريس وعقد عمل فى يوم واحد ، كما قالت والدة العروس فى حديثها ( هذا صباح الرزق لبنتى )  ، واجتمع شمل العروسين بالزواج بعد عدة اشهر من الخطوبة ، ليمثل بذلك عقد عمل الاونروا تأشيرة دخول امنة لعش الزوجية بالعملة الخضراء .

واختلف اراء المواطنين على الفيسبوك ما بين مؤيد  بالقول ان هذا التصرف ( ضربة معلم ) ( بعد سنة بيتابع الكشف الجديد )  ( راجل فهمان ) ( الدراهم كالمراهم ) ، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم تنكح المراة لاربع مالها وجمالها وحسبها نسبها .

فيما رفض البعض هذه الطريقة معتبرين العريس متزوج راتب وليس فتاة ، كما قال اخر ( يا ماخذ القرد على ماله بكرة يروح المال ويضل القرد على حاله ) ، فيما تسأل اخرون عن موعد الكشف الجديد الذى سيحتوى على اسماء مرشحات للعمل للتقدم لهن .

وفى ذات السياق قال الدكتور يوسف عوض الله فى تعليقه علي طريقة زواج فارس ان الدين لا يمانع ان تنكح المراة لمالها ،  وحين قال الرسول هذا الكلام فهو اعظم طبيب نفسى فى العالم ،وما فعله العريس يدل على دقة ملاحظته ، وان كثير من الشبان ليس بمقدروهم الزواج وفتح بيت لقلة فرص العمل ، ولو وجدت هذه الفرص لمساعدة الازواج لقلت نسبة العنوسة فى قطاع غزة .


 


التعليقات