ذكرى استشهاد أحمد محمد قاسم الأطرش

ذكرى استشهاد أحمد محمد قاسم الأطرش
ذكرى استشهاد
أحمد محمد قاسم الأطرش
1938م – 1967 م
بقلم لواء ركن/ عرابي كلوب 28/2/2015م
ولد/ أحمد محمد قاسم الأطرش في شفا عمر عام 1938م في عائلة عربية أصيلة وطنية مناضلة معتدة بالنفس والشهامة والكرم والوفاء، فوالدة/ محمد قاسم الأطرش شيخ عشيرة الأطرش ومن المناضلين البارزين في ثورتي 1936- 1939م حيث شارك في عدة عمليات فدائية ضد اليهود.
بعد أن حلت النكبة بالشعب الفلسطيني عام 1948م وشرد من دياره إلى المنافي هاجرت أسرته إلى دمشق حيث أكمل دراسته الأساسية والثانوية فيها، وبعدها انتسبت إلى كلية الآداب في الجامعة اللبنانية.
التحق أحمد الأطرش بحركة فتح عام 1964م حيث شارك في عمليات العاصفة الأولى انطلاقاً من جنوب لبنان وكان يقوم بإرسال الدوريات الفدائية عبر الحدود اللبنانية إلى داخل الأرض المحتلة.
أشرف أحمد الأطرش عام 1964م على الأعداد الأول لدورة عسكرية أقيمت سراً في طرابلس شمال لبنان، حيث ضمت هذه الدورة اثنى عشر متدرباً من حركة فتح وكان التدريب في مسمكة تخص شخص يدعى (غالب طمبوزة).
بعد أن قام الأخ/ أبو جهاد الوزير بترتيب أول دورة عسكرية للضباط في الجزائر قام أحمد الأطرش بترشيح كل من على عباس وأخيه زياد الأطرش للالتحاق بهذه الدورة.
كان أحمد الأطرش من أبرز القيادات العسكرية على الساحة اللبنانية في ذلك الوقت وخاصة داخل المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان.
ركز أحمد الأطرش نشاطه على الأعداد العسكري والانطلاق للعمليات الفدائية من جنوب لبنان
عندما انتقل الأخ/ أبو جهاد وأسرته من الجزائر إلى لبنان عام 1965م حول منزله في بيروت إلى مستودع للأسلحة والذخائر، وكان أحمد الأطرش هو الذي يتولى الاتصال مع الأخت/ أم جهاد لاستلام الأسلحة منها ومن ثم نقلها إلى الفدائيين في جنوب لبنان.
يقول الأخ/ زكريا عبد الرحيم (أبو يحيى) أنه كان يقوم بشراء الأسلحة والمتفجرات في لبنان وكان يعطي نصفها للأخ/ أحمد الأطرش والنصف الثاني كان يسلمه للأخ/ أبو عمار الذي كان ينقلها بسيارته الفوكلس واجن سوداء اللواء إلى دمشق.
بعد اعتقال جلال محمد كعوش واستشهاده في أقبيبة المخابرات اللبنانية المكتب الثاني من جراء التعذيب، بدأت المخابرات بالبحث عن أحمد الأطرش حيث تم اعتقاله ومكث في المعتقل لمدة خمسون يوماً ذاق خلالها أبشع أنواع التعذيب كي يدلي بمعلومات أو يعترف إلا أنه صمد في وجه ذلك مما اضطرت أجهزة الأمن للإفراج عنه، فصدرت إليه تعليمات بالمغادرة إلى دمشق.
انتقل أحمد الأطرش إلى سوريا وانخرط على الفور في مجال العمل العسكري مع الشهيدين أبو صبري صيدم وأبو علي إياد، حيث استمر في تنظيم الدوريات الفدائية المرسلة إلى داخل الأرض المحتلة.
على أثر أزمة النقيب البعثي/ يوسف عرابي بتاريخ 9/5/1966م والتي أدت إلى مقتله واتهام قيادة حركة فتح بذلك واعتقالها لدى المخابرات السورية أوكلت مهمة قيادة حركة فتح لكل من الأخت أم جهاد والأخ/ أبو علي إياد والأخ/ أحمد الأطرش، حيث تولت اللجنة القيادة الجديدة، وكان نصب أعينها العمل في اتجاهين الأول هو السعي لتكثيف الاتصالات بهدف الإفراج عن القيادة المعتقلة والثاني السعي لتثبيت أوضاع الحركة ومواصلة العمل العسكري وكان للاتجاهين معاً دوراً بارزاً في تغيير مسار هذه القضية، حيث مكثت قيادة الحركة في السجن لمدة ثلاثة أشهر والباقي مكث لمدة خمسة أشهر.
هذه الحادثة وضعت مصير حركة فتح والقضية الفلسطينية في دائرة الخطر وفي مهب الإعصار، حيث سرعان ما تكشفت نوايا القوى التي دفعت باتجاه تفجير تلك الأزمة التي كان يراد منها السيطرة على قيادة قوات العاصفة في دمشق بقوة السلاح.
كان أحمد محمد الأطرش من أبرز قيادات العمل الوطني الفلسطيني في المجالين التنظيمي والعسكري وبشكل خاص في مخيمات اللاجئين في جنوب لبنان.
لقد استمرت المساهمة البارزة للشهيد/ أحمد الأطرش في قيادة العمل العسكري والإعداد للدوريات حتى تاريخ استشهاده الواقع بتاريخ 28/2/1967م.
بتاريخ 28/2/1967م وأثناء إشراف كل من أحمد الأطرش ومنهل شديد وأبو علي إياد على تدريب عسكري للمقاتلين في معسكر الهامة الواقع بضواحي مدينة دمشق وأثناء التدريب انفجر اللغم الذي كانوا يتدربون عليه مما أدى إلى استشهاد كل من/ أحمد الأطرش ومنهل شديد وأصيب الأخ/ أبو علي إياد إصابة بالغة في عينه وساقه التي استعاض عنها بعصا.
تم توديع الشهيدين/ أحمد الأطرش ومنهل شديد بما يليق بهما حيث شاركت جماهير شعبنا الفلسطيني في دمشق بوداع الشهيدين وكذلك شارك الأخ أبو جهاد الذي ابن الشهيدين وألقى قصيدة حماسية بعد مواراتهم الثرى.
رحم الله شهيدنا البطل / أحمد الأطرش والشهيد منهل شديد وكل الشهداء الأكرم منا جميعاً وأسكنهم فسيح جناته.

التعليقات