سارة نتنياهو تتفوق على ليئا رابين !!

سارة نتنياهو تتفوق على ليئا رابين !!
 بقلم / عاهد عوني فروانة
 باحث في الشأن الإسرائيلي

ربما لا يعرف الكثيرون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق اسحاق رابين قد تولى رئاسة الحومة الإسرائيلية في منتصف السبعينات من القرن الماضي خلافا للفترة التي تولى فيها مقاليد الحكم في العام 1992م والتي تميزت بتوقيع اتفاقات السلام مع منظمة التحرير الفلسطينية والمملكة الأردنية. رابين أصبح رئيسا للوزراء بعد استقالة جولدا مائير في العام 1974م واستمر في هذا المنصب لثلاثة أعوام واضطر للاستقالة بعد الفضيحة التي كشفها الصحفي الاسرائيلي دان مرغليت والتي تمثلت في قيام ليئا زوجة رابين بفتح حساب في بنك أميركي رصيده 5000 دولار فقط، وهو الأمر الذي يعد مخالفة للقانون الاسرائيلي الذي كان يمنع الإسرائيليين من فتح حسابات مصرفية في الخارج، فتحمل رابين مسؤوليته فورا وأعلن عن استقالته والتي كانت سببا مهما في حدوث الانقلاب الكبير في إسرائيل في انتخابات الكنيست التاسعة عام 1977م ووصول حزب الليكود إلى سدة الحكم في إسرائيل لأول مرة منذ تأسيسها بعد أن ظل حزب العمل هو الحاكم طوال 29 عاما. أما اليوم فإن سارة نتنياهو زوجة رئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو فقد تفوقت كثيرا على ليئا رابين في مجال الفضائح والمخالفات والتي تتكشف يوما بعد يوم. بدءا من ترميم منزلهم الخاص على حساب ميزانية الدولة وأخذ هدايا قدمت إلى نتنياهو بصفة رسمية وايداعها في بيتهم، إلى شراء أثاث خاص بهم على حساب الميزانية، إلى جانب الاستعانة بفني كهرباء ينتمي الى حزب الليكود من اجل القيام بإصلاحات في منزلهم على حساب الدولة، وهناك من قال بأن هذا الفني كانت لديه ديون متراكمة على عائلة نتنياهو قبل أن يصبح رئيسا للوزراء، لذا يقوم باستردادها عن طريق القيام بإصلاحات غير مبررة وبفواتير باهظة، حتى وصل الحال إلى القضية المخجلة والتي باتت تعرف بقصة الزجاجات الفارغة والتي قامت عقيلة نتنياهو ببيعها من أجل الاستفادة من ثمنها ووضعه في جيبها الخاص، رغم أن هذه الزجاجات تم شرائها على حساب الميزانية الرسمية. جميع هذه الفضائح كانت كفيلة بإنهاء الحياة السياسية لأي رئيس وزراء، إلا أن الوضع مع نتنياهو يختلف من خلال قدرته على التملص منها كما حدث خلال ولايته الاولى (1996- 1999م) والتي عرفت حينها بفضيحة تعيين بار أون كمستشار قانوني للحكومة والتي استطاع نتنياهو الخروج منها بأقل الأضرار ووّرط فيها رئيس حزب شاس أرييه درعي الذي تم سجنه حينها. في المجمل فإن هذا الفضائح قد لا تؤثر على فرص نتنياهو في تشكيل الحكومة المقبلة رغم أنها ستؤدي الى خسارة الليكود بعض المقاعد، وذلك لكون الأحزاب اليمينية والمتدينة هي التي سيكون لها النصيب الأكبر في الكنيست المقبلة، إضافة الى عدم وجود المنافس القوي بين الشخصيات الإسرائيلية الاخرى، وخاصة في المعسكر الصهيوني، إلا انه ورغم ذلك فإن الحكومة الجديدة لن تعمر طويلا وهو ما سيجعل العديد من الشخصيات تعود إلى المشهد الاسرائيلي مجددا من أجل منافسة نتنياهو الذي بات مكروها على الصعيدين الداخلي والخارجي، وأهمهم رئيس الوزراء الاسبق إيهود باراك الذي لمّح إلى رغبته في العودة الى الحياة السياسية مجددا.

التعليقات