المخابراتى الناصرى غسان مطر : كان لاعبا مهما بمفاوضات كامب ديفيد

المخابراتى الناصرى غسان مطر : كان لاعبا مهما بمفاوضات كامب ديفيد
رام الله - دنيا الوطن
رحل الفنان الفلسطيني غسان مطر، عن عالمنا اليوم، عن عمر يناهز 77 عامًا، بعد تدهور حالته الصحية، ليلحق بأمه وزوجته وابنه، الذين فقدهم ليلة حرب المخيمات بلبنان عام 1985.

كشف الدكتور جهاد الحرازين، القيادي بحركة فتح الفلسطينية، أن الفنان غسان مطر أحد أعضاء المجلس الاستشاري بحركة فتح الفلسطينية.

وأضاف الحرازين في تصريحات صحفية : "مطر كان دائم الاتصال مع الجانب المصري قبيل مباحثات كامب ديفيد، نتيجة لعلاقته القوية بالقيادة الفلسطينية، وكان لاعبًا مهمًا في المفاوضات، إضافة إلى أنه كان حلقة الوصل بين القاهرة والسلطة الفلسطينية قبل اجتماع مينا هاوس الذي لم يحضره الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بسبب الضغوط العربية".

استطاع عرفات داوود حسن المطري الشهير بغسان مطر، أن يخدعنا ويُمثل علينا دور الشرير، على الرغم من أنه بدأ رجلاً مناضلاً في إحدى الحركات الخاصة بالمقاومة الفلسطينية، عندما كان زميلاً للزعيم الراحل ياسر عرفات، وقام بدور مخابراتي أثناء نقله المعلومات لأعضاء قوات المقاومة في مصر وفلسطين ولبنان والأردن والتنسيق بين جميع فصائلها لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

خلف هذا الوجه المتأنق طفل المخيم، الذي تحول الي المناضل الذي لم تبعده شاشة السينما عن دروب النضال ولا عملياته الفدائية، ولا أحيانا حتي حمل السلاح، وخلف ما يبدو عليه من مظاهر الفخامة وخلف هذا الصوت المميز الاجش، لم ينس غسان مطر الذي ولد في يافا ضمن 14 أخ وأخت قضيته، ولكنه غادر ليناضل من أجلها.

في سنة 1958 ذهب غسان مطر ليقدم أوراقه من أجل أن يصبح ضابطاً في جيش التحرير الفلسطيني، الذي كان يُشكل وقتها في بغداد ولكنه قُبل بالرفض رغم استيفاءه جميع الأوراق، وكان هناك سجلاً خاصاً به مكتوب عليه "متهم بالتحريض.. ناصري" .

لم ييأس غسان مطر بعد هذه المحنة، ولكنه استمر في تقديم أعماله الفنية، وكانت له "لازمات" خاصة به منها "اعمل الصح"، "باي باي يا كوتش"، وكانت له جملته الشهيرة التي كن يقولها دائماً في أي لقاء صحفي أو تليفزيوني.. "إذا كانت السياسة فن قائم علي الرؤية الانسانية للواقع الذي نعيش فيه، فإن الفن سياسة ايضا لتحريك الوجدان ومشاعر ملايين البشر".

لم يتخيل غسان مطر وقت دخوله عالم الفن، أنه سوف يقوم بأدوار الشر، وكانت انطلاقته الحقيقية في هذه الأدوار عندما كان يستعد لفيلم سينمائي مع المخرج حسام الدين مصطفي بعنوان "المتعة والعذاب".

وضع غسان مطر نفسه بين الكبار الذين قدموا ادوار الشر مثل ستيفان روستى، وزكي رستم، وتوفيق الدقن، وفريد شوقي، ورشدي أباظة، وعادل أدهم، ومحمود المليجي وأخرون، ورغم كل هذه النجومية التي بدأها صغيراً، الا انه لا يزال يحمل عضوية حركة المقاومة المركزية الفلسطينية التي تضم كافة التنظيمات الفلسطينية.


دخوله عالم الفن والنجومية لم ينسيه قضيته وعروبته ونضاله، فقدم عدد من الأفلام في بداية مشواره الفني، وكانت تُشجع علي النضال وحث الشعوب علي رفض الاستعمار ورفض الظلم، فقدم عدد من الأفلام التي تعبر عن ذلك منها عام 1969 كلنا فدائيون، والفلسطيني الثائر، وهي أول أفلامه ولم يترك نضاله وقضيته.

تتلمذ غسان مطر علي يد سيد بدير ويوسف وهبي واسماعيل يس، وبدأ التمثيل في عام 1963، لتتوالي بعدها الأعمال الفنية التي فاقت 50 عمل فني، ما بين مسرح وسينما وتليفزيون، ورحل عن عمر يناهز الـ 77 تاركاً هذا الكم الهائل والراقي من الاعمال الفنية.

وعن علاقة غسان مطر بالرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، تحدث عنها في حوار مع الإعلامية منى سلمان، خلال لقائه ببرنامج "مصر في يوم"، وأوضح مطر أن نظام حافظ الأسد هو الذي كان يستهدفه من القصف في هذا اليوم، بسبب خلاف بينه وبين ياسر عرفات.

وأشار مطر إلى أنه كان يقوم بدور المعلق السياسي في حرب الخلافات الدائرة بين ياسر عرفات، والرئيس السوري، مضيفًا: "كنت وقتها في القاهرة، وأقوم بتصوير مسلسل محمد رسول الله، رفقة المخرج محمد طنطاوي، وأسمع أغنيات إذاعة مونت كارلو، قبل أن استقبل خبر اغتيال عائلتي بأسرها".

بعد سماعه لهذا الخبر، استطاع الفنان الفلسطيني أن يتماسك، رغم أنه لم يصدق ما حدث، وكان وقتها يقوم بحلاقة ذقنه، فاستكمل الحلاقة، قبل أن يتحرك من مكانه، حتى تلقى تليفون يخبره أن بناته لم يلقوا مصرعهم، وهم في الحفظ عند رئيس الوزراء اللبناني وقتها، نبيه بري.


 


التعليقات