تدفيع الثمن للسلطة الفلسطينية

تدفيع الثمن للسلطة الفلسطينية
بقلم د.مازن صافي

لقد أرادت (إسرائيل) على الدوام منع تحقيق التطلعات الفلسطينية في الحرية والخلاص من المحتل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وكما أرادت تدمير مقومات الاقتصاد وربطه بعجلة الاقتصاد الإسرائيلي، بحيث يتحول الفلسطيني الى مستهلك وفقير ومدمر وفي نفس الوقت يتم وصفه بالإرهابي ..؟!

و في انتفاضة الأقصى وما بعدها وحتى اللحظة، خضعت المدن والقرى والبلدات الفلسطينية، إلى عدوان إسرائيلي غاشم، وحشي مستمر، استهدف كل شيء، البشر والشجر والحجر، وأضر بالتنمية الاقتصادية والموارد كافة، وهدم المؤسسات العسكرية والمدنية، ناهيك عن آلاف الشهداء والجرحى والأسرى.

هذه العنصرية في السلوك الإسرائيلي، تعتبر الدم الفلسطيني رخيص ولا ثمن له، وحين يحمل الفلسطيني حجراً يجب أن يقابله الرصاص الإسرائيلي المصنوع في الولايات المتحدة الأمريكية، وحين يخرج أعزلا في مقاومته الشعبية يخنق ويضرب بالهراوات فوق قلبه ليتم قتله وفي الشهيد زياد أبو عين "نموذجا"، ولا تتوقف العنصرية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، فيتم وصفهم بأقذع الصفات والمطالبة المستمرة بقتلهم وإبادتهم، وتحريض العالم عليهم، وبل المطالبة بتكفين الشهداء الفلسطينيين بجلود الخنازير، ووصفهم بالحشرات والصراصير، وأيضا التحريض على القيادة الفلسطينية، وتم قتل الشهيد الرمز ياسر عرفات، والتهديدات ضد الرئيس محمود عباس، والقيادة الفلسطينية، لا تتوقف، تهديد سياسي وشخصي، وقبل عدة أيام كانت هناك عدة طائرات حربية إسرائيلية "تحوم" فوق المقاطعة برام الله، وفي هذا إشارات عدائية وانتهاك فاضح للمواثيق الدولية .


الحقيقة تقول أن (إسرائيل) تعمل كل ما بوسعها ضد كل ما هو فلسطيني، و أن الإدارة الأمريكية لم تقف يوما واحدا كوسيط سياسي نزيه، بل كنت ولازالت تعمل على منع تحقيق التطلعات الفلسطينية المشروعة، وها هم المحلفون في المحكمة المركزية في نيويورك يدينوا السلطة الوطنية الفلسطينية، وم.ت.ف بالمشاركة في العمليات التي وصفوها بــ (الإرهابية) وألزموهم بدفع مئات الملايين من الدولارات للمدعين، وتصف الصحف العبرية ذلك بـ(الانتصار على السلطة الفلسطينية)، ولكن الحقيقة تقول أن ما يتم هو "تدفيع الثمن" للقيادة الفلسطينية بسبب مواقفها الصامدة والصاعدة نحو المرجعيات الدولية ومحاكمة قادة الاحتلال على كل جرائمهم ضد شعبنا الفلسطيني المحتل .

الحقيقة تقول أيضا أن السلطة الوطنية الفلسطينية لا تدعم الإرهاب، وتقف عند مسؤولياتها لشعبها الفلسطيني، و كثير من الأخبار وكشف بعض الأسرار تؤكد أن (إسرائيل) قبلت التوقيع على الاتفاقيات الدولية بعد ضغط أمريكي تم عليها، وكانت آنذاك رغبة أمريكية في وضع ترتيبات إقليمية ودولية، وكان الدم الفلسطيني النازف من أجساد أطفال الحجارة قد (أحرج) كل العالم، ومنذ البداية إعتقد الاحتلال أن السلطة الفلسطينية مجرد كيان (انهزامي مستسلم) واليوم تكتشف أن هناك خطوات سياسية مشروعة يتم انتزاعها في طريق الدولة الفلسطينية بواسطة قيادات السلطة الفلسطينية وممارسة شعبنا لحقه التاريخي والمشروع في إنهاء الاحتلال، لهذا يتم الضغط على القيادة الفلسطينية، وقرصنة الأموال، وخنق الاقتصاد الفلسطيني، واستمرار الحصار والعدوان على المدن الفلسطينية، وفي مقابل كل هذا السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير تستمران في القرار بالتوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية لمقاضاة (إسرائيل) على ما ارتكبته ولازالت ترتكبه من جرائم بحق الفلسطينيين، والأيام القادمة سوف تشهد الكثير من الضغط السياسي على القيادة الفلسطينية ومعاقبة الشعب الفلسطيني على خطواته المشروعة للاستقلال وإنهاء الاحتلال .

ملاحظة : علينا أن ننتبه أن القضاء الأمريكي لا يعترف بمنظمة التحرير أو السلطة الوطنية الفلسطينية.

التعليقات