في مصر.. عندما يصبح "ذبح كلب" قضية رأي عام

في مصر.. عندما يصبح "ذبح كلب" قضية رأي عام
رام الله - دنيا الوطن
يتحول "ذبح كلب" بإحدى مناطق القاهرة إلى قضية رأي عام، فيجند الإعلام لإبرازها والتركيز عليها، وتحويل "الكلب" إلى بطل "وذابحيه" لمجرمين، ناهيك عن سيل من التغريدات والتعليقات بمواقع التواصل الاجتماعي.

يحدث في مصر أن يخرج إعلاميوها بقضهم وقضيضهم للتنديد بذبح كلب بشبرا الخيمة شرق القاهرة، وتشتعل مواقع التواصل الاجتماعي للتنديد بالواقعة، وتصرح الداخلية المصرية لوقفة احتجاجية تنديدا بذبحه.

هذا الاهتمام بالموضوع والتركيز عليه في وقت تمر فيه البلاد بأزمات سياسية واقتصادية وأمنية ومكافحة الإرهاب، دفع ببعض المراقبين للسؤال عن أسباب هذا التركيز؟ وهل يُقصد منه "إلهاء" الشعب عن كل الأزمات التي تمر بها البلاد؟

وتعود أصل الحكاية إلى فيديو نُشر على مواقع التواصل، يظهر فيه مجموعة من الشباب يلتفون حول كلب ربط بأحد أعمدة الإنارة، وينهالون عليه بالضربات والطعنات بأسلحة بيضاء في الشارع حتى خر صريعا.

ويروي نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي أن سبب ذبح الكلب مشاجرة بين صاحبه واثنين آخرين، فاضطر حينها للاستعانة بكلبه الذي عقر الشقيقين، وبعدما هرب صاحب الكلب، أقام أطراف المشاجرة دعوى قضائية ضده، وحكم عليه بالسجن عاما كاملا.

ازدواجية المعايير
وتابعوا أن صاحب الكلب حاول التصالح مع الشقيقين، وبالفعل تم الصلح، واشترط أطراف المشاجرة أن يسلمهم الكلب لذبحه بعدما اعتدى عليهم، وهو ما رفضه صاحب الكلب، وعرض عليهما شراء خروف فدية لذبحه بدلا من الكلب، لكنهم رفضوا، فطلب منهم قتله بالرصاص، لكنهم قاموا بذبحه بالأسلحة البيضاء في وسط الشارع.

الإعلامي أحمد موسى على سبيل المثال صرخ في وجه المشاهدين وقال "أنتم ليس عندكم رحمة ولا إنسانية"، أما زميله يوسف الحسيني فوصف الذين قتلوا الكلب بـ"الهمج والضواري البشرية"، ويذهب أكثر ليقول إن "العنف شديد في نفوس المصريين، وبات ظاهرة بالمجتمع المشبع بالعنف".

الإعلامي وائل الإبراشي بدوره حول صاحب الكلب إلى نجم تلفزيوني، وفتح له هواء برنامجه لنحو عشر دقائق، ليشرح له ما حصل.

الإعلامية ريهام السهلي دعت الشعب المصري لزرع الرحمة في قلوب أبنائهم، وتابعت "إننا نبكي عندما نرى التكفيريين والإرهابيين وداعش تذبح الناس، فمن يبدأ بذبح الحيوانات سينتهي بذبح الإنسان".

صدارة تويتر
ولم يقتصر الموضوع على الإعلام المصري الذي قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إنه يشكل الرأي العام، فوسائل التواصل الاجتماعي تحولت لساحة صراع سياسي بين مديني الحادثة وواصفي منفذيها بالقتلة والمجرمين، ومن يسأل عن آلاف "الشهداء الذين قتلوا والمصابين والمعتقلين" وعن أسباب عدم الاهتمام بهم.

أما حساب "مصر" فيرى أن البلاد باتت مليئة بالكذب، "يا بلد مليان كذب ونفاق تبكي عشان كلب وما تبكيش لآلاف قتلوا وانسحلوا وخمسين ألفا اتعذبوا"، ولم يسلم الإعلامي أحمد موسى من الهجوم فقال أحد المغردين "موسى رق قلبك على كلب، قتل وحرق أكثر 4000 مصري وأنت لم تستنكر ذلك".

ولفكاهة المصريين حصة كبيرة في التغريدات ويقول "أحمد الزين" إن "للكلاب حظوظا ..... لو شحيبر بيه يكلم لنا أي حد من المسؤولين يبقى يشكر".

وأعرب بعض آخر من الرواد عن حزنهم وغضبهم تجاه ما حدث، وعلقوا قائلين "اللى مرباش كلب ميعرفش يعنى إيه حب وإخلاص ووفاء.. ميعرفش إن الكلب الجدع بمائة راجل من اللى تعرفهم".

 

التعليقات