الملك عبدالله الثاني يبحث مع السيسي قضايا فلسطين وسوريا والعراق وليبيا

الملك عبدالله الثاني يبحث مع السيسي قضايا فلسطين وسوريا والعراق وليبيا
رام الله - دنيا الوطن  بسام العريان

أجرى الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري بعد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، في القاهرة اليوم الخميس، مباحثات تناولت علاقات التعاون
الأردنية المصرية وآليات تعزيزها والنهوض بها في شتى الميادين، وتطورات الأوضاع في المنطقة.

وعبر الزعيمان، خلال جلسة مباحثات ثنائية وأخرى موسعة
حضرها كبار المسؤولين في البلدين، عقدت في قصر الاتحادية، عن ارتياحهما للمستوى المتميز الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية، التي ترتكز إلى تاريخ طويل من التعاون والتنسيق
الدائم بين البلدين.

وأكد الزعيمان الحرص المتبادل على إدامة التشاور حيال
مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبما يخدم مسيرة العمل العربي المشترك، ويحقق مصالح الشعبين الشقيقين.

وجدد الملك عبدالله الثاني، في هذا الإطار، موقف الأردن
الثابت في دعم مصر ومساندتها في مختلف الظروف، وبما يسهم في تعزيز دورها الحيوي ومكانتها في محيطها العربي والإقليمي.

وأعرب السيسي عن تقديره الكبير لمواقف الأردن الأخوية
بقيادة الملك الداعمة لمصر، والتي تؤكد دوماً وقوف المملكة إلى جانب أشقائها العرب وحرصها على وحدة صفهم وخدمة قضاياهم العادلة، بما يقدم نموذجاً متقدما للعلاقات بين الدول العربية.

وأشاد السيسي بالدور الذي تقوم به المملكة ضمن عضويتها
غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي، مؤكداً حرص بلاده على التنسيق مع الأردن حيال مختلف الملفات والقضايا العربية المعروضة على المجلس.

واستعرض الزعيمان، خلال جلسة المباحثات، مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية وآليات التعامل مع مختلف التحديات، وبما يحفظ أمن واستقرار المنطقة وشعوبها.

وشدد الزعيمان، في هذا الصدد، على ضرورة تكاتف جهود
الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي للتعامل بكل حزم مع خطر الإرهاب والتطرف والتنظيمات والعصابات الإرهابية.

وجرى التأكيد على أهمية دور المؤسسات الدينية في العالم
العربي والإسلامي، وفي مقدمتها الأزهر الشريف، في توضيح الصورة الحقيقية للإسلام ومبادئه السمحة والمعتدلة، التي تنبذ العنف والتطرف وتحض على التسامح والاعتدال وقبول
الاخر، وتعظيم القيم والجوامع المشتركة بين أتباع مختلف الديانات.

وقدم الملك تعازيه للسيسي والشعب المصري الشقيق بـ21
قبطي ذبحهم تنظيم داعش في ليبيا، معرباً عن إدانته الشديدة لهذه "الجريمة النكراء التي تتنافى مع كل القيم الإنسانية"، وفق وصفه.

وتطرقت المباحثات إلى جهود تحقيق السلام في المنطقة، حيث
دعا الزعيمان جميع القوى والأطراف الدولية المؤثرة إلى العمل على تهيئة الظروف الملائمة لإحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتذليل جميع العقبات التي تقف حائلا أمام استئناف المفاوضات وفق حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية.

وتم التأكيد، خلال المباحثات، على أهمية التوصل إلى حل
سياسي شامل للأزمة السورية، ينهي معاناة الشعب السوري، ويحفظ وحدة وسلامة سوريا، وضرورة دعم جهود الحكومة العراقية في التعامل مع التحديات التي تواجهها، بما يعزز
أمن واستقرار العراق. كما تم استعراض تطورات الأوضاع على الساحة الليبية.

وتم الاتفاق، خلال المباحثات، على تعميق أوجه التعاون العسكري والأمني بين البلدين، من خلال تشكيل مجموعة عمل مشتركة، لوضع إطار مشترك لمواجهة التحديات الإقليمية.

وأقام الرئيس المصري مأدبة غداء تكريماً للملك والوفد
المرافق، حضرها كبار المسؤولين في البلدين.

وحضر المباحثات رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور
فايز الطراونة، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، ومستشار جلالة الملك للشؤون العسكرية رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل الزبن، ومستشار جلالة الملك لشؤون الأمن القومي مدير المخابرات العامة الفريق أول فيصل الشوبكي، ومدير مكتب جلالة الملك الدكتور جعفر حسان، ومستشار جلالة الملك مقرر مجلس السياسات الوطني عبدالله وريكات، والسفير الأردني في القاهرة الدكتور بشر الخصاونة.

فيما حضرها عن الجانب المصري المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، واللواء خالد فوزي القائم بأعمال رئيس المخابرات العامة، وفايزة أبو
النجا مستشارة الرئيس لشؤون الأمن القومي، واللواء عباس كامل مدير مكتب الرئيس، والسفير علاء يوسف المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية.

وكانت جرت للملك مراسم استقبال رسمية لدى وصوله قصر
الاتحادية يصحبه السيسي، حيث عزفت الموسيقى السلام الملكي الأردني والوطني المصري، فيما استعرض الزعيمان حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما.

وكان في استقبال ووداع الملك في مطار القاهرة الدولي عبد الفتاح السيسي وعدد من كبار المسؤولين المصريين والسفير الأردني في القاهرة وأركان السفارة.

التعليقات