دنيا الوطن تكشف : خطر قاتل يُهدد غزة

دنيا الوطن تكشف : خطر قاتل يُهدد غزة
غزة - خاص دنيا الوطن- محمـد الخالدي

 يعتبر العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة الأقسى من نوعه على أهل القطاع ، والذي استمر 50 يوماً مخلفاً مئات الشهداء وآلاف الجرحى و مئات المنازل والمصانع و المزارع المدمرة ، لكن هناك خطراً يعتقد أنه ما زال يجري في مشارب غزة و يهدد حياة المواطنين الفلسطينيين بعد هذا العدوان، ألا وهو خطر المواد المشعة الناتجة عن الصواريخ الإسرائيلية . 

حيث من المعروف أنه و خلال العدوان، استخدم الاحتلال صواريخ جديدة أمريكية الصنع، أبرزها صاروخ "GBU"   والذي استخدم سابقاً في الحرب على العراق،  مما تركت أثراً إشعاعيا أدى إلى إصابة العراقيين بأمراض خطيرة كالسرطان والتشوهات الخلقية للمواليد.

 وأثبتت الدراسات العلمية أن المواد المشعة هي المسبب المباشر للسرطان، ويرجع ذلك لقدرتها على تدمير الحمض النووي أو تعطيل عملية التمثيل الغذائي الخلوي والخطورة الكبرى على خلايا الدم الحمراء، التي لا تحتوي على نواة وبالتالي عندما تموت لا يمكن أن تتجدد، والأخطر من ذلك إذا أصابت الأشعة مراكز توليد الكريات الحمراء في الطحال أو النخاع العظمي. كما أن خلايا الأعصاب ليست بطبيعتها قادرة على الانقسام، مما تسبب خطورة كبيرة عليها، أما الخلايا البيضاء فإنها عندما تُصاب تفقد الإنسان المناعة ويصبح الإنسان أشبه بمريض الإيدز لا يستطيع أن يقاوم الجراثيم.

المحاضر في كلية الهندسة البيئية في الجامعة الإسلامية د. مازن أبو الطيف، أكد لـ "دنيا الوطن" في حوار صحافي، من تخوف بيئي في قطاع غزة جراء أعداد الصواريخ الهائلة والجديدة التي استخدمت في الحرب الأخيرة على قطاع غزة ، مشيراً إلى أن الاحتلال لا يمكن أن يرمي صاروخاً إلا وأن يكون مشعاً.

وقال أبو الطيف : "هناك محاولة للاستفادة من الكم الهائل للركام المنتشر في القطاع وإعادة تدويره من أجل استخدامه في عملية بناء البيوت أو المنشآت و رصف الطرقات أو استخدامه في بناء الميناء والمطار لو سمح بذلك" .

وتابع، أنه لا يمكن الاستفادة من هذا الركام إلا بعد الفحص والتأكد من عدم وجود مواد عالية الإشعاع، محذراً من استخدامها في عملية البناء دون معالجة لأنها ستكون عبارة عن "مكعب سرطاني" يحيط بالمواطنين.

ولفت إلى، أن الركام يحتاج إلى معالجة ثم التخلص من المواد المشعة الموجودة بها في أسرع وقت، لأنها ستبقى موجودة لعشرات السنين إن لم تزل، ما يؤدي إلى تلوث بيئي خطير.

أما عن مدى سرعة تأثير هذه المواد، أوضح أبو الطيف أن سرعة تأثيرها تعود إلى نسبة تركيز المشع المنتشر بين الركام مما يحتاج إلى أجهزة خاصة لكشف وقياس هذه الإشعاعات.

من جانبه، أكد مدير عام المشاريع والعلاقات الدولية في سلطة البيئة بغزة أنور عطا الله لـ "دنيا الوطن"، أن الاحتلال لم يسمح حتى هذه اللحظة بدخول أجهزة كشف وقياس تركيز المواد المشعة منذ العدوان الأول عام 2008/2009م .

وقال، إن سلطة البيئة سعت مع جهات و منظمات دولية كالـ (UNDP) للعمل الجاد في إدخال هذه الأجهزة إلا أن الاحتلال لم يسمح بذلك، خاصةً أنه منع دخول لجان التحقيق الأممية في العدوان على غزة، والتي تصحب معها هذه الأجهزة.

وعبر عطا الله عن خشيته من تلك المواد ما إن ثبت وجودها، لأنها ستودي بكارثة بيئية تفاقم معاناة غزة

ولفت قائلاً : "قلقنا هذا لم يكن منذ بداية الحروب العدوانية فقط، بل كان منذ انسحاب الاحتلال من قطاع غزة عام 2005م، والذي نخشى أن يكون قد دفن مواد مشعة خطيرة في باطن أرض المستوطنات التي كانت موجودة في غزة قبل الانسحاب لذلك نحتاج إلى تلك الأجهزة للتأكد" .













التعليقات