السلطة الفلسطينية تنتحر

السلطة الفلسطينية تنتحر
بقلم : عبدالله عيسى
رئيس التحرير

لم نسمع عبر التاريخ أن علاقات دولة بدولة أخرى تصل إلى حالة من السوء والخلافات او الصراعات فتحتج إحداهما وتعلن أنها ستلغي نفسها وكيانها الوطني ... ولكن هذا سمعناه كثيرا خلال السنوات الماضية من بعض قادة السلطة وحركة فتح بان الحل الوحيد أمام التعنت الإسرائيلي هو حل السلطة الفلسطينية .

قصة غريبة والصمت عليها اغرب فالسلطة الفلسطينية هي نواة الدولة الفلسطينية المستقلة القادمة ليست منة من إسرائيل بل حصيلة تضحيات كل الشعب الفلسطيني بكل فئاته واتجاهاته السياسية منذ وعد بلفور وحتى الآن سقط خلالها عشرات ألاف الشهداء والجرحى واعتقل عشرات ألاف الأسرى وهذه التضحيات لاتسمح لاي كان بان يطرح فكرة إزالة الكيان الوطني الفلسطيني لانه لم يستطع توظيف أوراقا أخرى لمواجهة التعنت الإسرائيلي .

فكرة حل السلطة الفلسطينية التي يتحدث عنها بعض قادة فتح والتي سيناقشها المجلس المركزي في اجتماعه القادم برام الله هي فكرة انتحارية ولن تضر أحدا سوى الشعب الفلسطيني الذي سيدفع ثمن سوء تقدير بعض قادة فتح .

الانتحار ليس بطولة نتغنى بها وواجهت إسرائيل منذ إقامتها إخطار جسيمة في مراحل كثيرة ولم يعلن قادتها يوما انهم سيحلون دولة إسرائيل احتجاجا على أي موقف ولم يعلن السادات عن حل الدولة المصرية احتجاجا على التعنت الإسرائيلي في مفاوضات كامب ديفيد .

السلطة الفلسطينية أهم المكتسبات الوطنية للشعب الفلسطيني ولا يحق لأحد الاقتراب منها او المساس بها لانها نواة الدولة الفلسطينية ومهما كانت سيئات السلطة فهي خيمة الشعب الفلسطيني وواجب المحافظة عليها كي نصل إلى الدولة الفلسطينية .

اما إذا كان البعض من قادة فتح يرون في الانقسام المرير أمر عادي وتعاملوا معه وللأسف بعدم جدية وفضلوا المناكفات على الحلول فحماس فصيل معارض والسلطة وضعت نفسها أمام حماس كفصيل معارض اخر فأين الدولة ؟

واذا كان هذا البعض يريد انهاء السلطة في الضفة بعد غزة بعقلية الهدم والانتحار وليس البناء فانه واجب على شعبنا المحافظة على مكتسباته الوطنية وإزالة كل العقبات أمام حكومة التوافق الوطني لتوحيد شطري الوطن .

هنالك أخطاء من حماس وفتح وكان واجبا على السلطة أن تحتوي الخلافات وان لاتحول نفسها إلى فصيل معارض وان تقدم الحلول لشعبنا بغزة مهما كانت الضغوط الدولية .

 


التعليقات