عصفور الشمس "يعزف" النشيد الوطني

عصفور الشمس "يعزف" النشيد الوطني
رام الله - دنيا الوطن
 طوّقت ابتسامة فرح ملامح  سيمون عوض أول خبير عربي يحصل على شهادة تحجيل طيور من منظمة دولية، وهو يتابع قرار مجلس الوزراء أمس الثلاثاء، وعائلة المغثريات (عصافير الشمس)، تبني عصفور الشمس الفلسطيني طائرًا وطنيًا لفلسطين، بتنسيب من سلطة جودة البيئة.

يروي وهو يستعرض سجل صور طويل لهذا العصفور الرشيق: نجحنا أخيرًا، بعد مراسلات واقتراحات "جودة البيئة" في إطلاق طائرنا السيادي، الذي سينقل رسالة حريتنا إلى العالم، واستطعنا منع أي تهويد له، كما فعلت إسرائيل قبل أيام معدودات بزهرة شقائق النعمان.

الفرح ذاته كان واضحًا في تعبيرات المطران د. منيب يونان، رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، ورئيس الاتحاد اللوثري العالمي، الذي أطلق فكرة تبني هذا العصفور طائرًا وطنيًا، قبل ثلاثة أعوام أثناء المؤتمر الفلسطيني للتربية والتعليم البيئي ببيت لحم.

يقول يونان: نستلهم من هذا الطائر الحرية، فهو يطير دون تصريح من الاحتلال، فيقفز عن الحواجز والجدران، وينقل لنا وللعالم رسالتنا بالخلاص وتمسكنا بأرضنا.

ثراء

ووفق المطران، فإن في فلسطين أكثر من 530 نوعًا من الطيور، وهي تشبه الطريق السريع بالنسبة للطيور المهاجرة من القارتين الجارتين (أوروبا وأفريقيا)، لكن الأجمل من بين كل هذا العدد الضخم الذي يقصد فلسطين ويقيم فيها عصفور الشمس، الذي أصبح جزءأ من هويتنا الوطنية.

ويضيف: "سينقل هذا الطائر رسالتنا إلى العالم، وسنضعه بالتنسيق من سلطة جودة البيئة ومجلس الوزراء على طوابعنا البريدية، وسنقدمه على هدايانا التقديرية لزوار فلسطين، وسنلصقه بأوراقنا الرسمية، وسيكون شاهدًا على ميلاد فجر حريتنا بصوته العذب."

يعود المدير التنفيذي لمركز التعليم البيئي سيمون عوض، ليقول: منذ نشأتي، كنت أمضي وقتاً طويلاً في مراقبة التنوع الحيوي، وتعرفت في طفولتي إلى عصفور الشمس، وبحث عنه طويلاً، وحتى حين أصدرت كتاب ( طيور فلسطين) اخترت هذا الطائر للغلاف.

يضيف عوض: بعد أن أهلتني  الشهادة  الدولية لإطلاق محطة لتحجيل الطيور في بيت جالا وأريحا عام 2000، انحزت كثيراً لعصفور الشمس الفلسطيني، ووجهت له اهتمامًا خاصًا، لأن اسمه في كل الدنيا يلتصق بفلسطين.

ووفق عوض فإن فلسطين ثرية بتنوعها الحيوي، وتتفاخر الكثير من دول العالم  بمعالمهما السيادية  كالعاصمة والعلم، والنشيد الوطني، والحدود، والمجال الجوي والبحري، والطيور والزهور أيضًا.

يكرر: هناك العديد من  الطيور الوطنية في دول الجوار،  كالعصفور الوردي السينائي في الأردن، والعقاب لأرمينا، وكندور الأنديز في تشيلي، والنسر الذهبي لمصر، والديك لفرنسا، والطاووس للهند، والحجل لباكستان، والصقر للإمارات العربية المتحدة، لكن طائرنا الوطني يحمل اسمنا أيضاً.

سيرة "أبو الزهور"

يتابع عوض وهو يراقب طيور تحلق في سماء بيت جالا: ينتمي  عصفورنا إلى رتبة الطيور المغردة، وعائلة المغثريات (عصافير الشمس)، ويحمل اسم عصفور الشمس الفلسطيني، ويعرف شعبياً  بتمير فلسطيني، وأبو الزهور، واسمه الإنجليزي Palestine Sunbird ، أما اسمه العلمي فهو Nectarinia osea.

 يقول: يتراوح طول طائرنا بين 11-12 سنتيمترا، وهو مُلون ورائع وجميل ومرتبط بفلسطين لأنه اكتشف لأول مرة فيها عام 1865. ويتواجد فيها تحديدًا، وبشكل أقل في دول حفرة الانهدام. ويتغذى على الحشرات، ورحيـــق الأزهار باستخدام  لسانه الطويل؛ لاستخراج الرحيق من الزهور، ويطير مقابلها.

وواصل عوض: يفضل "أبو الزهور" المناطق المرتفعة الحرارة والمناخ الجاف، ويعيش في الغابات الجافة والأودية والبساتين والحدائق وفي المدن أيضــا. وهو من أصغر الطيور في بلادنا، ورشيق الحركة، مفعم بالحيوية، ويطير بسرعة هازًا جناحيه بسرعة كبيرة.

لوحة

يرسم المدير التنفيذي لوحة للطائر: منقاره أسود طويل دقيق وينحني إلى الأسفل، فيما الذيل قصير، والأرجل سوداء طويلة، أما قزحية العين فلونها بني. ويتميز الذكر بألوانه الزاهية الجميلة، على الرغم من أن لونه العام أسود داكن، إلا أنه ومع أشعة الشمس تظهر ألوانه الزاهية الخضراء والزرقاء والبنفسجية في الأجزاء العلوية من الجسم ومنطقة الصدر، أما جوانب الصدر وتحت الجناحين فمغطاة بخصلات برتقالية وصفراء. أما الأنثى فلون الأجزاء العلوية من جسمها رمادي بني، أما الأجزاء السفلية فرمادية فاتحة اللون.

يتابع: يبني طائرنا أعشاشه متدلية  بأعشاب رفيعة على الأشجار والشجيرات، ويبنيها على شكل ثمرة إجاص، ومعلقة على غصن شجرة، ويتكون العش من الألياف النباتية، والحشائش، والشعر، وشبكات العنكبوت، والصوف، والريش.

ووفق عوض: تضع  الأنثى بيضها ذات اللون الأبيض المائل للرمادي، وتحضن البيض لوحدها، وعندما يفقس يشارك الذكر في تغذيه الصغــار .ويبدأ التكاثر في بداية شباط  ونهاية آب. وتضع الأنثى  بين 2 – 3 بيضات. أما فترة الحضانة فبين  12 – 14 يومًا، و14 – 16 يومًا بعد الفقس. ويعتمد على نفسه بعد 23 –  30 يومًا من مغادرة بيضته.

ينهي: من المعتقدات الخاطئة أن معظم الناس يظنون أنه من الطيور الطنّانة لوجود تشابه بينهما في بعض الصفات، إلا أن الحقيقة العلمية تشير إلى كونه من عائلة مختلفة هي المغثريات أو (عصافير الشمس).

رسائل

بدورها، قالت سلطة جودة البيئة في بيان صحافي: "إن عصفور الشمس يتميز بكونه ساحرا برشاقة حركته وبطيرانه الواثق السريع ومنقاره الطويل وتلوين ريشه الأسود تحت الشمس، فيصير خليطا من الأخضر والأزرق والبنفسجي، وهو يستقر في جبالنا السامقة وروابينا الغناء، وسهولنا اليانعة، وبجوار بيوتنا وأشجارنا وأزهارنا الأخاذة'.

وأشارت إلى "أن دولة فلسطين تزخر بالتنوع الحيوي والطبيعي قل نظيره في بقاع العالم، لارتباط معظم عناصره طبيعيا بفلسطين، ويمثل عصفور الشمس الفلسطيني طائرا وطنيا بامتياز، فهو الطائر الوحيد الذي يحمل اسم فلسطين عالميا، وهذا ثابت بالدليل الحقلي لطيور الشرق الأوسط والمعتمد من المجلس العالمي لحماية الطيور، حيث اكتشف لأول مرة عام 1865 ويتواجد في فلسطين تحديدًا، ويعتبر من الطيور المقيمة التي تتخذ من فلسطين موطنا أصليا له...".

التعليقات