هل تنهارأنظمة عربية لتحكمها داعش

هل تنهارأنظمة عربية لتحكمها داعش
بقلم : عبدالله عيسى
رئيس التحرير

هنالك اختلافات في وجهات النظر حول تقدير خطورة تنظيم الدولة الإسلامية " داعش " فالبعض يعلن أن داعش في تراجع في كافة الدول التي يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على أجزاء منها والبعض الآخر يعلن ان حكاية تراجع داعش أكذوبة فهي ما تزال تسيطر وتتمدد في العراق وسوريا وليبيا .

ومن خلال متابعتي لمتحدثين عراقيين على شاشة قناة العربية الحدث لاحظت تضاربا في التصريحات وتقدير الموقف فالجانب الرسمي العراقي يوحي بان قوات العبادي قد دحرت داعش إلى خارج حدود العراق وان الجيش العراقي اخترق السيادة السورية ويلاحق فلول داعش في الحسكة والرقة بينما يرد سياسيون عراقيون بان ما تعلنه حكومة العبادي لا اساس له من الصحة فهي تحرر قرية هنا أو هناك وتهول الموضوع بينما يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على نصف مساحة العراق.

والحقيقية ان قصة حصار تنظيم الدولة الإسلامية لحي البغدادية في العراق وعلى بعد بضعة كيلومترات من قاعدة عين الاسد كشفت المستور فمنذ أسابيع والحكومة العراقية تعلن أنها نجحت في رفع الحصار عن حي البغدادية والواقع عكس ذلك .

ولا تشغل سيطرة داعش على نصف مساحة العراق رئيس الحكومة العراقية العبادي وإنما يشغله فقط التأكيد يوميا بمناسبة وبدون مناسبة على الموقف الإيراني ضمنا وهو رفض التدخل البري لاي قوات عربية أو دولية في العراق .. بمعنى اخر فان العبادي النسخة المعدلة من نوري المالكي يريد أن يوصل الوضع في العراق إلى الانهيار التام فالمالكي أوصل داعش إلى السيطرة على نصف مساحة العراق ويريد العبادي إكمال المسيرة المالكية كي تحط داعش رحالها في بغداد بفضل سياسة المكابرة والعناد وفقدان الصلة بالواقع فالحكومة العراقية تعيش في عالم اخر غير العراق ولا تشعر بخطورة التهديد الذي يواجهه العراق والمنطقة .

داعش لم تخسر أوراقها حتى الآن بل تمتلك قوة وأدوات خطيرة ومدمرة لم تستخدمها بعد ولا أرى تراجعا حقيقيا في قوة داعش كما لا ارى سرعة كالسابق في تمدد نفوذها نتيجة للضربات الجوية لقوات التحالف ومع هذا فهي تزداد قوة في ليبيا وسوريا والعراق وتتراجع في سيناء إلى حد ما وقوتها المرشحة للازدياد على المدى القريب في ليبيا أكثر من الدول الأخرى حيث تم التوصل لنتيجة واحدة هو الحد من تمدد داعش وليس تراجعها .

فهل سنرى انهيار أنظمة مجددا وسقوطها بالكامل في أيدي داعش ومن هنا يصبح انهيار أنظمة أخرى أكثر سهولة على تنظيم الدولة الإسلامية وبدل الحروب التي نراها الآن بين تنظيم متطرف ودول ستصبح الحروب بين دول عربية بعضها تحت حكم داعش وأخرى تريد حماية كيانها .

فان حصل هذا ستندلع حرب قادمة وتفتح أبواب الجحيم العربي على مصراعيه بين دول عربية تراق فيها انهار من الدماء.

وبعيدا عن التصريحات العنترية التي تقلل من شان داعش فان سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على دولة عربية كمرحلة أولى أمر ممكن ولكنها مسالة وقت .

لو اكتمل هذا السيناريو فانه وبعد حروب دامية ستحمل أمريكا حاملات طائراتها وتغادر المنطقة وتتركها تغوص في انهار من الدماء .

هذا السيناريو ليس خياليا بل حذر منه أيضا الرئيس السيسي عندما قال :" مصر لو وقعت فان داعش ستجتاح أوروبا ".

 


التعليقات