رسالة بلير الأخيرة .. وضربة مصرية لغزة

رسالة بلير الأخيرة .. وضربة مصرية لغزة
كتب غازي مرتجى

زيارة سيء الصيت والسمعة توني بلير الى قطاع غزة يُمكن تسميتها بالانذار الأخير سواء لحركة حماس او للرئيس أبو مازن.

موسى أبو مرزوق القيادي في حركة حماس كشف عن الشروط التي وضعها "بلير" على لسان المجتمع الدولي لفك حصار غزة ومن ضمن هذه الشروط تعهد حمساوي لمصر بعدم التدخل في شؤون مصر الداخلية وان لا تكون غزة خطراً على الامن المصري انطلاقا من سيناء , والاعلان رسميا عن ان حركة حماس ليست ذات امتداد اسلامي خارجي "يقصد الاخوان المسلمين" . 

الرسالتان اعلاه وما اعلنه السيد ابو مرزوق هي الرسائل الواضحة والعلنية التي يُمكن للسيد أبو مرزوق الافصاح عنها , وبالتاكيد لن يُعلن ابو مرزوق كم التهديدات التي اطلقها بلير في حال رفضت حماس وساطته "الدولية" وكم المزايا التي ستحوزها حماس في حال وافقت على طروحاته .

بلير الذي يتمتع بعلاقات واسعة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وكذلك مع قادة اقليميين ورجال أعمال مؤثرين , وقيل بعد نجاح السيد "السيسي" بانتخابات رئاسة الجمهورية انه كان مستشارا للسيسي  لاعادة علاقات مصر مع العالم وتحسينها , لم تكن زيارته عادية ويجب النظر لها بعين واسعة .

زيارة "بلير" الى قطاع غزة حاسمة , ويُمكن القول انّ الساعات الثلاثة التي قضاها بلير في القطاع سيكون تأثيرها على مدار سنوات ثلاثة قادمة على الاقل , سواء وافقت حماس على مقترحاته أو رفضت .

العلاقات المصرية مع قطاع غزة تزداد سخونة والاعلام المصري "غير الحر" لا يزال يُحرّض على القطاع بشكل مُخيف , وضرب منطقة "درنة" الليبية انتقاماً لمقتل 21 مصري قبطي على أيدي داعش .. له ما بعده على القطاع وحماس .

الأيام المقبلة لن تكون سهلة , وأي حادث "كبير" في سيناء كالحوادث الاخيرة التي ادّت الى استشهاد اكثر من 40 جندي وضابط مصري في عمليات انتحارية متزامنة في العريش ورفح سيكون رد فعل الجيش المصري هذه المرة في قطاع غزة .. وعلى الأرجح في رفح .

التسخين الاعلامي المصري بضرورة "ضرب" مواقع حركة حماس في قطاع غزة لم يأت صدفة أو من بنات أفكار المذيع احمد موسى او توفيق عكاشة , وانما بدأ تحضير وتسخين الداخل المصري على امكانية ضرب "غزة" انتقاماً لاي عملية داعشية قادمة .. اعتادت حماس على اتهامها بتنفيذ تلك الهجمات او المساعدة بها دون دليل واحد !

زيارة توني بلير هي الرسالة الأخيرة لحركة حماس , والأوضاع الداخلية في قطاع غزة ستزداد سخونة في الأسابيع القادمة , وعجلة "اعادة الاعمار" قد تتوقف عن المسير لـ"قرص دان" حماس وقد تتطور عمليات ابتزاز حماس بطريقة أقسى من ذلك .

باعتقادي ان حركة حماس مُطالبة بالتصالح مع "مصر" باي طريقة كانت وبعيداً عن شروط "توني بلير" فحماس تؤكد انها لا تتدخل في الشان المصري وان لا علاقة لها بما يحدث بسيناء وكذلك تؤكد على لسان قادتها انها حركة فلسطينية داخلية تهتم بمقارعة العدو الاسرائيلي لكنها لا تبتعد عن اصولها الاخوانية .

حركة حماس بحاجة لمصر للخروج من "عنق الزجاجة" وكما أكد السيد محمود الزهار في حال صحّت احدى التسريبات التي نُشرت قبل فترة بأنّ حركة حماس ليست بحاجة الى اي "جهة" أو "شخص" لاعادة ترتيب العلاقات مع مصر وبامكانها اعادة العلاقات مع مصر بوقت وجيز .

اما الرسالة التي ارسلها "بلير" للرئيس أبو مازن فهي إمكانية مساعدة المجتمع الدولي لقيام دولة في "غزة" في حال استمرّت الاوضاع السياسية على ما هي عليه .

"الحدّاية ما  ترمي كتاكيت" هكذا يُمكن اختصار زيارة "بلير" الأخيرة ورسائله العلنية والسرية .

التعليقات