الحب في زمن "داعش"

الحب في زمن "داعش"
كتب غازي مرتجى
لا يختلف اثنان انّ ظاهرة "داعش" انتشرت او كما يُحب "الداعشيون" تسميتها بأنها تمدّدت , ولا يُمكن الارتهان الى احاديث البعض المُسندة الى "نظرية الفوضى" وأنّهم سينتهون فور الانتهاء من مهمتهم .. وكما تحدّث هؤلاء عن "القاعدة" و "بن لادن" يتحدثون عن داعش الان , فلا انتهت القاعدة بعد مقتل بن لادن ولا خفّ تطرفها .. بل خرجت "داعش" من رحمها.

أفعال "داعش" ليست ناتجة فقط عن فتاوى ابن تيمية او سيد قطب , بل البيئة المحيطة بهم أثرّت عليهم وجعلتهم من  المنحرفين  بغطاء ديني , فبحسب بعض الشهادات على الانترنت وبعض مقاطع الفيديو على "يوتيوب" فإنّ افعال بعض المتشددة من "الشيعة" أشد وأقسى من داعش وحرقها للطيار الكساسبة .. لكنهم لا يعشقون الظهور وانتاج أفلام الرعب  ليفوزوا بـ"الأوسكار" كما نظرائهم في داعش !

في وضعنا الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة تُحاول حركة حماس التلويح بورقة "داعش" للمجتمع الدولي , وعلى الرغم من انّ الرسالة بحد ذاتها ليست عيباً إلا أنه من الواجب علينا التذكير أن وضعنا الفلسطيني يختلف تماماً عن "العراق وسوريا" .. وحتى "مصر" .

في  لقاء مع مسؤول السلفية الجهادية في قطاع غزة تعليقاً على تهديد بعض الصحفيين اكّد "المقدسي" ان الدم الفلسطيني خط أحمر , وهو تصريح خطير قد يُفرغ "المقدسي" للوهلة الأولى من انتمائه لتفكير "داعش" .

تلويح حماس بورقة "داعش" لن يُجدي نفعاً لو كثُر استخدامه , بل ربما تكون نتائجه عكسية ووخيمة على حماس ذاتها ومن قبلها قطاع غزة .

التشدد موجود في كل الأديان وحتى الملحدين ممن لا يؤمنّون برب ولا معتقدات تجد لديهم من التطرف ما تشيب له الولدان , وحادثة "الملحد" -بحسب الرواية الأمريكية- الذي أجهز على شقيقتين فلسطينيتين وزوج احداهما دليل دامغ على ذلك .

"داعش" ومن قبلها "القاعدة" ومن قبلها محاكمات الموتى والمشانق وقطع الرؤوس وصلب الأحياء في عهود الحكم الاسلامي وقبل قبلها خلافات "علي ومعاوية" .. كلها تحتاج لرجل دين رشيد يعترف بالخلل ليتمكّن من ايجاد "الحل" .

تعريجاً على "عيد الحب" ففي غزة وعلى الرغم من الاكتفاء الذاتي من "اللون الأحمر" بعد حرب دامية ارتقى فيها أكثر من الفي شهيد إلاّ أن قلوب أهالي القطاع تتوق للحظات من "الحب" العذري الصادق بدلاً من عمليات المبارزة حامية الوطيس بين طرفي الانقسام باستخدام اشنع وسائل "ممارسة الحب" وبعد انتهاء الجولة بانتشاء أحد الطرفين تجد الآخر مُتربصاً بالمُنتشي ليُفقده لذّة الحب المزيّف .. وهكذا "دواليك" منذ قرن من الزمن .

لا يُمكن فصل "الحُب" عن شعب يتوق للحياة .. فهو سنّة إلهية تتنوّع فيها الأطراف وتتبدّل ..  ويبقى حب الله أولاً والوطن ثانياً أسمى درجاته ومعانيه التي لن تختلف او تتغير .

التعليقات