"فاتن" تمنح قروضا بقيمة 45 مليون دولار خلال العام الماضي

"فاتن" تمنح قروضا بقيمة 45 مليون دولار خلال العام الماضي
رام الله - دنيا الوطن
أعلنت المؤسسة الفلسطينية للاقراض والتنمية (فاتن)أنها قدمت قروضا خلال العام الماضي 2014  بقيمة45 مليون دولار، وخلقت أكثر من  3500 فرصة عملوقدمت اكثر من 200 منحة جامعية .

وقال مديرعام المؤسسة الفلسطينية للإقراض والتنمية "فاتن" أنور الجيوسي في مؤتمر صحفيعقده في رام الله ، إن المؤسسة أصدرت 16713 قرضا خلال العام الماضي بقيمة 45 مليوندولار مقابل 16235 قرضا تم إصدارها في العام 2013 بقيمة 38 مليون دولار وهو ما يشكلنسبة نمو في المحفظة للعام 2014  مقدارها32% مقارنة مع العام 2013.

وأضاف،أن عدد القروض التي منحتها المؤسسة منذ تأسيسها في العام 1999، والتي بدأت مشروعهابالتمويل التجاري التقليدي وكذلك الإسلامي، وصل إلى 130 ألف قرض مع نهاية العام 2014 لتصل قيمة القروض المصدرة منذ التأسيسإلى 225 مليون دولار.

وبلغتقيمة المحفظة النشيطة مع نهاية العام 2014 حوالي 60  مليون دولار امريكي وموجودات بحوالي مبلغ 66 مليوندولار وعملاء نشطين حوالي 30 ألف مقترضة ومقترض ، فيما بلغت بلغت نسبة المقترضات النشيطاتحوالي 52% ،  ، بينما بلغت نسبة نسبة سداد القروضحوالي 96%.

وأكد الجيوس يخلال اللقاء جهوزية "فاتن" للتحول إلى بنك تنموي متخصص لتمويل المشاريع الصغيرة،مشيرا إلى أن تمتع المؤسسة بمحفظة نشيطة يمكنها من اتخاذ هذه الخطوة .

وأوضح أنه في حالة اتمام سلطة النقد للنواحي القانونية الخاصة بذلك فإن "فاتن"ستتحول مباشرة إلى بنك تنموي متخصص، لافتا إلى استعداد فاتن للتعاطي مع أية معاييرتراها سلطة النقد بشأن البنوك التنموية المتخصصة آخذا بعين الاعتبار المعايير الدوليةالمعمول بها في هذا المجال.

وبين أن الاقتصاد الفلسطيني في أمسّ الحاجة إلى مثل هذه البنوك لأنها ستعمل على تنمية قطاعاتمعينة مثل الزراعة والصناعة التي لا تجد كامل حاجتها التمويلية من البنوك العاملة فيفلسطين، مؤكدا أنه في حالة تحول "فاتن" إلى بنك تنموي متخصص سينعكس ذلك بشكلايجابي على القطاعات الاقتصادية المختلفة كون أن البنك المتخصص سيمنح أسعار فائدة أقللأن التكلفة التشغيلية ستنخفض حتما.

المشاريع الصغيرة محور عمل المؤسسة

وقال الجيوسي إن الاقتصاد الفلسطيني بحكم نشأته وظروفه التاريخية وما يعانيه من معيقات الاحتلالالغاصب لأرضه وموارده ، فإنه قد ارتكز بشكل كبير على المشاريع الصغيرة والمتوسطة ،منوها إلى وجود أكثر من 145 ألف مشروع صغير ومتوسط وفي غالبيتها توظيف ذاتي بمعدل لايزيد عن خمسة عمال في المنشأة الواحدة.

 علماً بأن حوالي 63 ألف مشروع يقع ضمن القطاع غيرالمسجل رسمياً " عمالة غير منظمة " وهي في غالبيتها توظيف ذاتي من الصعوبة بمكان حصولها على تمويل من القطاع المصرفيالرسمي، لذا فهي ضمن الفئة المستهدفة للحصول على تمويل من مؤسسة فاتن والتي تسعى بدورهاالى شمل جميع الفئات وخاصة الفقراء وذوي الدخل المحدود في المدن والأرياف والمخيماتوالمناطق المحاذية للجدار الذين ليس لديهم القدرة على توفير الضمانات البنكية، من هنايأتي دور فاتن في توفير التمويل المناسب لهم.

وأشارإلى أنه انطلاقاً من رؤية ورسالة مؤسسة فاتن، فهي تسعى بكل جدّ واجتهاد الى خلق فرصالعمل وتقليل نسب البطالة والذي ينعكس بدوره على توفير الأمن الغذائي للأسر الفلسطينيةالفقيرة وتثبيتهم على ارضهم.

9 مؤسسات عاملة في قطاع الإقراض الصغير

ولفت الجيوسي إلى وجود9 مؤسسات عاملة في فلسطين بمجال الإقراض الصغير، والتي في غالبيتها بدأت كمشاريعتنموية أجنبية لتوفير التمويل  الصغير للمواطنينالفلسطينيين في ظل غياب القوانين والتشريعات الفلسطينية آنذاك، والتي جاءت في غالبيتهاكرد على الانتفاضة الفلسطينية بخلق فرص العمل والتوظيف، حيث عمد الاحتلال خلال تلكالفترة الى خنق الاقتصاد الفلسطيني وتهميشه وقد كان لهذه المؤسسات في ذلك الوقت دورفي خلق التمويل الصغير للمشاريع الصغيرة التي يرتكز عليها الاقتصاد الفلسطيني والتيهي بمثابة العمود الفقري له.

يذكر انجميع مؤسسات الإقراض الصغير العاملة بفلسطين تنطوي تحت مظلة  " شبكة الإقراض الصغير " ، حيث ان لديهامجتمعة محفظة قروض بمبلغ حوالي 105 مليون دولار امريكي .

وتعد مؤسسة فاتن الاولى والأكبر  في مجال الٌإقراض الصغيربفلسطين، على مستوى المحفظة القائمة وعلى مستوى التوسع والانتشار حيث أن لديها شبكةفروع مكونة من 24 فرعا ومكتبا تنتشر في أكثر من 550 موقعا في الضفة الغربية وقطاع غزةمن رفح جنوبا وحتى جنين شمالاً ، وعلى مستوى الكادر العامل بها حيث يبلغ عددهم أكثرمن 180 موظفة وموظف، تشكل نسبة النساء العاملات بالمؤسسة أكثر من 50% .

وأكد الجيوسي أن مؤسسة فاتن أصبحت تشكل العمود الفقري لقطاع التمويل الصغير والرائدة في هذا المجالعلى مستوى كل فلسطين، فهي توفر التمويل بالطريقتين التجارية والإسلامية وتركز بدورهاعلى الرواد الناشطين اقتصاديا من الفقراء وذوي الدخل المحدود وخريجي الجامعات والأسرىالمحررين وعمال المستعمرات والمتضررين من جدار الفصل العنصري وذوي الاحتياجات الخاصةوالتركيز بشكل خاص على المرأة الريادية أينما تواجدت، حيث تشكل النساء حوالي 52% منمقترضيها.

كما تتمتع مؤسسة فاتن بشبكة واسعة من العلاقات المحلية والإقليمية والدولية التي وجدت في فاتنالثقة ووفرت لها التمويل المناسب ، كما أخذت مؤسسة فاتن موقعا متميزا لها بشراكتهامع منظمة كيفا الدولية وهي منصة الكترونية تجمع بين مؤسسات الاقراض الصغير والأفرادالمقرضين من جميع أنحاء العالم ، وبعد 6 سنوات من الشراكة المتميزة حظيت مؤسسة فاتنبأعلى سقف ائتماني لها مع منظمة كيفا يصل الى حوالي مبلغ 3 ملايين دولار أمريكي موزعةعلى عدة منتجات تدعم الفئات الأقل حظا والأكثر فقرا بفلسطين.

تشريعات لازمة للنهوض بقطاع الاقراض الصغير

وأكد الجيوسي مجددا وجود حاجة ماسة لتطوير التشريعات السائدة في فلسطين لتمكين قطاع الاقراض الصغيرمن القيام بدوره على أكمل وجه، وذلك من خلال وضع قانون يعمل على محاولة تنظيم هذا القطاعبتوفير الدعم والمحفزات للمشاريع الصغيرة والمتوسطة كي تساعدها على النمو والتطور.

وأضاف"بات من المعروف أن محدودية نمو هذه المشاريع يعود الى المعيقات التي تواجهها خاصة فيظل وجود الاحتلال وغياب التشريعات القانونية".

وأشارالجيوسي إلى أن غالبية المشاريع الصغيرة والمتوسطة في فلسطين تعاني من ضعف في النمونظرا لضعف الإدارة وعدم الحصول على التمويل الكافي ومحدودية فرص تسويق منتجاتها بسببالقيود المفروضة من قبل الاحتلال على الحدود والمعيقات التي اوجدها اتفاق باريس الاقتصاديمع الاحتلال.

ولفت الجيوسيإلى أن الاقتصاد الفلسطيني أخذ في العقدين الأخيرين بالتوسع في قطاعي التجارة والخدماتعلى حساب قطاعي الزراعة والصناعة، فقد حصل هذان القطاعان في التجارة والخدمات على النصيبالاكبر من تمويلات المؤسسات المصرفية والمالية الرسمية،  إلا ان مؤسسة فاتن قد آثرت إعطاء الأولوية لقطاعيالزراعة والصناعة الصغيرة، ولهذا فقد أطلقنا منتج " ماكنتي " الذي يهدف الىتشجيع المواطن الفلسطيني على توطين المعرفة والمهارة التي اكتسبها من خلال عمله فيالمستعمرات والقطاعات الاقتصادية الإسرائيلية المختلفة، حيث استطاعت مؤسسة فاتن تمويلمثل هذه المشاريع الخفيفة ومنها على سبيل المثال صناعة طباشير الألواح المدرسية، وعلاقات الملابس ، وكاسات البلاستيك والصابون وغيرها.

التعليقات