يجب إلغاء اتفاق القاهرة فوراً

يجب إلغاء اتفاق القاهرة فوراً
كتب غازي مرتجى

كان جريئاً السيد محمود الزهار عندما أكّد في تصريحات صحفية ان حركته تحرق الوقت انتظاراً لتغيير ما في الأفق مبرراً ذلك ان حماس لا توّد تقديم تنازلات في هذه المرحلة "الصعبة" .

حماس ومنذ سقوط الرئيس الاسبق محمد مرسي اتخذت قرار "حرق الوقت" فانتظرت عام كامل قبل ابرام اتفاق مصالحة مع فتح في انتظار استقرار الأوضاع , وبعد المصالحة لا تزال "تحرق" الوقت ايضاً بسبب وبدون سبب .

ليس بعيداً عن "حماس" فالقيادة الفلسطينية وفتح تحرقان الوقت أيضاً انتظاراً لنتائج الانتخابات القادمة الاسرائيلية وتغيّر الموقف الأمريكي وتعديل موازين القوى الدولية .

يُمكن لأي "سياسي" يعيش خارج بلادنا المنكوبة أن يقتنع باجراءات الطرفين بـ"حرق الوقت" فهي بالمناسبة طريقة ذكية لمد عمر اي مفاوضات والضغط على الطرف المقابل وتقليل استفادة الخصم القوي من "الضعف" المقابل  , وهي ذات الطريقة التي استخدمتها اسرائيل على مدار عشرين عاماً من المفاوضات مُضاف اليها "انهيار الحكومات" .. تخيلّوا معي لو وافق الشهيد أبو عمار على اتفاقية كامب ديفيد 2000 ؟ لعضّ الاسرائيليون أصابع الندم على ذلك .. فها نحن في الـ 2015 ومطالب الفلسطينيين تراجعت الى "رُبع" ما عرضه كلينتون في كامب ديفيد .

لكن سياسة "حرق الوقت" لا يُمكن أن يتقبلها المواطن البسيط الذي ينتظر "الفرج" ليحصل على حقه الآدمي في العيش بكرامة ودون أي منغصّات .. لا يُريد المواطن في غزة او الضفة على حد سواء أي من الكماليات التي أصبحت "أساسيات" في بعض دول العالم وإنما يريد كرامته المسلوبة بداعي حرق الوقت وادامة أمد الانقسام .

منذ تفجيرات منازل قيادات فتح بدأت عمليات "حرق الوقت" بصورة مُعلنة وأصبحت مكشوفة للجميع .. لتجد أن "الصي صي والعي عي" ولم يتغير اي شيء عن ما قبل اتفاق الشاطيء .. اللهم إلاّ "لخمة" جديدة في المسميات والتصريحات والمناكفات .

قابلت القيادي في حركة الجهاد الاسلامي السيد "خالد البطش" واستمعت منه وناقشته في مبادرة الفصائل الأخيرة و"الجدل" الحاصل في تفسير "اتفاق القاهرة" المُبهم وغير المفهوم .. بحيث أصبحت الجملة الأكثر سهولة عند التهرّب من التفاصيل :"ارجعوا لاتفاق القاهرة" , وما زاد غموض القاهرة سطحية اتفاق الشاطيء وشبهات التحالفات الشخصية غير المفهومة .

القيادي البطش لديه "نفَسٌ" وطني قلّما تجده في شخص آخر , ويُناقشك مُنفعلاً ومُحبطاً على الرغم من أن "نظرائه" في اي فصيل غير فتح وحماس سيضع "قدما ً على قدم" ويبدأ بتجارة الكلام وإسماعك من حكايات النضال المزعوم ما تكفي لتكفر بوطن هم يمثلوه ..  وهذا يدّل على مدى حرصه على انتهاء الفترة السوداء في تاريخ الشعب الفلسطيني ..

باعتقادي انّ أي جلسات قادمة أو حوارات ثنائية كانت أو عامة يجب أن تكون لشرح اتفاق الشاطيء وتبيان بنوده الغامضة , لا ان نكتب بعد الأحضان والقبلات :"وفق ما تم الاتفاق عليه في القاهرة" ويجب على كافة الفصائل تشكيل حائط سد منيع لمن يُحاول التنكّر لاتفاق المصالحة والعودة لـ"انقسام" آخر .. يلوح بالأفق .

"شرح اتفاق القاهرة" أو الغاؤه والبدء بحوارات جديدة لاتفاق جديد واضح ومعروف بتفاصيله , يجب أن يكون عنوان المرحلة القادمة , فلا داعي لزيارة وفد المنظمة الذي أُعلن عنه مؤخراً الى غزة ما لم يكن لديه قرارات نهائية وحاسمة للبدء بتنفيذ اتفاق القاهرة المجهول .. بعد شرحه !