الناشطة عبير: "الأحداث أكبر من سورية ومخيماتها، والغرض تصفية المخيمات وتصفية حق العودة"

الناشطة عبير: "الأحداث أكبر من سورية ومخيماتها، والغرض تصفية المخيمات وتصفية حق العودة"
رام الله - دنيا الوطن - لينا محمد
لم يكن لتلك الليلة في مقهى الحمرا في الضاحية الشرقية للعاصمة الألمانية لتمر كما اعتاد أهل البلد، فالمشرفون على الأمسية الفنية ـ السياسية أصروا على ربط برلين بما أسموه ’الحصار على المباشر’ فكان الأمر كذلك، مخيم تحت الظلام وفنان أصبح: ’نموذجا من نماذج الأمل في اليرموك’ حسب تعبير الناشط أشرف السهلي، أحد أعضاء الحراك الجماهيري الفلسطيني.

تظاهرة لأجل مخيم اليرموك هي الثانية في أقل من أسبوع في برلين، لكنها لن تكون الأخيرة حسب الحراك الجماهيري الذي أعلن عن سلسلة فعاليات عبر أوروبا ’للمطالبة بفتح ممر آمن لدخول المساعدات الغذائية للمخيم المحاصر’، حسب القائمين على الحراك.

اليرموك بيحبك يا خيا

رغم الصوت المتقطع أحيانا والظلام الدامس نسج الفنان الفلسطيني أيهم أحمد رسالته على وقع ’اليرموك بيحبك يا خيا’، يخاطب الحضور عبر السكايب من قلب المخيم المحاصر قائلا: ’نحن شعب يحب السلام،  لا يحب الحرب... لا يحب الحرب؛ نريد لأطفالنا أن يعيشوا بسلام وألا يعيشوا هذا الحصار’.

’كان يا مكان في هذا الزمان، فيه مكان صغير، إسمو يرموك زمان!’ تصدع أصوات الطفلين شهد ومحمد رضوان يوسف، وهما في الصف الخامس والرابع على التوالي بالمدرسة البديلة بالمخيم.

ويصف أيهم في حوار خاص الرسالة التي أراد إيصالها قائلا: ’نحن شعب كتب علينا الحياة في تشتت عن فلسطين، فكان الوطن البديل اليرموك، [لكنهم] لم يريدوا لنا البقاء فيه ونعيش بسلام؛ نعزف لحن ذاكرتنا وذكرانا، في اليرموك تشتتنا وانتكبنا أكثر من مرة، في ١٩٤٨ وفي ١٧/١٢/٢٠١٢’.

ويضيف أيهم أن ’الرسالة الحقيقية  هي: كفانا تشت ولجوء، نريد العيش دون موجات حرب على شعبنا في اليرموك وفلسطين؛ أعطونا طفولة وهبونا سلامكم لا حربكم’.

وختم أيهم مخاطبا العالم بالقول: ’اليرموك يحبكم ما استطاع إلى ذلك سبيلا... والسبيل الوحيد موسيقى من قلب اليرموك’.

ويقول الناشط أشرف أن الهدف من مشاركة أيهم أحمد من داخل المخيم هو إيصال معاناة الفلسطينيين إلى وسائل الإعلام الأوربية والألمانية المشاركة في الحفل الفني، و ’حثها على نقل هذه الكارثة الإنسانية عبر شاشاتها لتحريك الدول الكبرى [...] ورفع الحصار عن المخيم وإدخال الطعام للسكان المحاصرين منذ 575 يوما دون طعام ولا دواء ولا ماء’ حسب قوله.

هنا اليرموك قمر...

إفتتحت الأمسية الفنية ـ السياسية بعرض فلم ’أنا أزرق’ القصير لأبوغابي كما يحلو لمحبيه أن ينادونه، فإسمه الأصلي ’محمد نور أحمد’ وهو فنان فلسطيني إبن مخيم اليرموك؛ ’هنا اليرموك قمر، سيمحو نوره ليل الحصار’ ينشد أبوغابي المعروف في الأوساط اليرموكية بشدة حماسه لقضيته، ويختم الفنان قائلا: ’سأهدي أمنيات الصبح للموتى، إذا نفضوا تراب الموت عن أكفانهم’.

دمشق أجمل سيدات الحرب والمنفى القريب...

ألقى الشاعر الفلسطيني ـ السوري رامي العاشق قصيدتين أهدى إحداها للشاب الفلسطيني حسام خياط، ’إبن اليرموك الذي استشهد تحت التعذيب’ حسب الشاعر الذي نادى الشهيد قائلا: ’عد سالما يا من أتيت إلى الحياة مسالما!’.

ورامي العاشق هو أيضا صحفي مستقل، أعد مؤخرا ملفا يتناول العلاقة التفاعلية بين المثقف الفلسطيني والثورة السورية، إضافة إلى منشور بعنوان ’دقائق محذوفة من اليوم الأسود لليرموك’ ترجم لأربعة لغات آخرها الألمانية.

واختتم العرض بمداخلات من قبل الحضور، حيث إعتبرت منسقة الفعالية عبير القبطي أن الأحداث الجارية ’أكبر من سورية ومخيماتها’ وأن الغرض ’تصفية المخيمات وتصفية حق العودة’ وإن كانت القضية قليلا ما تطرح حسب قولها.

وسجّل منشط الفعالية رشد الهندي في حوار خاص أن ’الاقبال كان رائعا وشهدنا حضور ألماني وعربي وكردي، وتفاعل الجمهور بشكل قوي خاصة مع الأطفال وأيهم عازف البيانو  من قلب اليرموك تحت الحصار’.

كما تطرق بعض الموجودين إلى أهمية الضغط العالمي لفك الحصار عن المخيم، معتبرين أنه ’أهم من المساعدات المالية’. وشارك بعض النشطاء تجربتهم الإغاثية الشبابية التي تجمع سوريين وألمان متضامنين كحراك ’طريقنا سوى’ و ’الحديقة الخامسة عشر’ (Fifteen Garden).

وقيّم الناشط رشد أجواء الأمسية قائلا: ’حتى الأسئلة التي طرحت من قبل الحضور كانت مهمة وتمت مناقشتها بشفافية وتمت الإجابة عليها بوضوح من قبل الشاعر رامي العاشق والفنان أبوغابي’.

يُذكر أن بعض الناشطين أعلنوا في ختام الأمسية عن إعتصام جماهيري يوم غد السبت في منتصف النهار إحتجاجا على الأوضاع في سورية.

التعليقات