عاد لاستلام دفّة المفاوضات : الأردن يقلب الطاولة على "داعش" في انتظار خبر عن الكساسبة

عاد لاستلام دفّة المفاوضات : الأردن يقلب الطاولة على "داعش" في انتظار خبر عن الكساسبة
رام الله - دنيا الوطن
أعاد المفاوض الأردني منذ ليل الأربعاء وصباح الخميس مسك الأوراق التفاوضية مجدداً بقوة بعد البلبلة التي نجح تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في زرعها الثلثاء والأربعاء بتهديداته المتتالية بقتل الطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة والصحافي الياباني كنجي غوتو.
وعلى رغم المحاولة الأخيرة لـ"داعش" صباح الخميس لبلبلة المفاوض الأردني وتأليب الشارع عليه، بتحديده مهلة جديدة للإفراج عن السجينة العراقية ساجدة الريشاوي (هي الثالثة في ثلاثة أيام) وإلا نفذ تهديده بقتل الرهينتين، استطاع الأردن التملص من الفخ واتخذ سلسلة خطوات مكنته من تسلم الزمام.
وتركزت الاجراءات الأردنية بصورة رئيسية على ثلاثة محاور هي: المناورة مع "داعش"، وضد الفلتان الإعلامي، وترميم الجبهة الداخلية.
ومن خلال الردود الحاسمة على المهلتين اللتين حددهما "داعش" (في انتظار المهلة الثالثة التي انتهت من دون رد فعل من التنظيم المتطرف) لإطلاق الريشاوي ، أربك المفاوض الأردني "داعش" واجبره على كسر كل مهلة وإبدالها بأخرى جديدة، برفضه الانصياع، ومطالبته بضمانات تؤكد أن الكساسبة لا يزال حياً، وكذلك شموله بالصفقة باعتباره الأولوية الأولى للأردن، وقبل الصحافي الياباني.
وورط المفاوض الأردني "داعش" بجعله يتبنى الريشاوي (التي خبأها الأردن منذ سنوات ليوم كهذا وهي المحكوم عليها بالإعدام منذ 2006)، بصفتها أولوية، وهي التي ربما لم تكن تعني الكثير للتنظيم، واحرجه بذلك امام أتباعه وأنصاره بحيث لا يستطيع الآن التراجع عن تبنيها. وزاد على ذلك بتصريح أدلى به "مسؤول أمني رفيع" جعل فيه حياة ساجدة وغيرها من قادة التنظيم (الموجودين في السجون الأردنية ) في يد "داعش"، وشدد على "جدية الدولة الأردنية في اتخاذ الخطوات المقابلة لأي خطوة تستهدف حياة معاذ".
ولعبت الأجهزة الأمنية بشكل جيد في إزجاء الوقت وإفراغ المهلتين الأخيرتين من محتواهما الزمني (وإنْ على حساب أعصاب الجميع) بالاعلان أنها تتحقق من صحة نسبة التسجيلات والرسائل إلى التنظيم، فيما هي تبحث في كل الاحتمالات والخيارات المتاحة.
أما الفلتان الإعلامي الذي وتّر الشارع الأردني، فوضعت الحكومة حداً له ليل الأربعاء عندما أوقف مدعي عام محكمة أمن الدولة ناشر موقع "سرايا" الإلكتروني ورئيس تحريره هاشم الخالدي وأقفل الموقع، بتهمة "استخدام وسائل اعلامية للترويج لافكار جماعة ارهابية، والقيام بأعمال من شأنها ان تعرض الأردنيين لخطر اعمال عدائية وانتقامية".
وكان للخطوة التي اتخذها الملك عبدالله الثاني بن الحسين ليل الأربعاء باستقباله والدي معاذ وزوجته في قصر الحسينية (مقر إقامته) فيما كان عدد من أبناء عشيرته والمواطنين يعتصمون على باب القصر مغضبين، اثرها.
وطمأن الملك صافي الكساسبة والد معاذ الى انه سيسمع أخبارا جيدة الخميس، وأكد له أن "إبنك ابني" وأن جميع الجهود مسخرة لضمان سلامته وعودته سالما.
وساهم تأكيد وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق باسم الحكومة محمد المومني مجدداً استعداد المملكة "لاطلاق السجينة ساجدة الريشاوي مقابل استعادة ابننا الطيار الحربي البطل معاذ الكساسبة" في تحييد الشارع.

التعليقات