افتتاح مؤتمر لرؤساء جامعات الشرق الأوسط في الكسليك

رام الله - دنيا الوطن
وطنية - نظمت جامعة الروح القدس - الكسليك المؤتمرالسابع لرؤساء جامعات الشرق الأوسط "كونفريمو"، بدعم من الوكالة الجامعية للفرنكوفونية، في حرمها الرئيسي. وبحث المؤتمر على مدى يومين في كيفية إضفاء الطابع الدولي على الجامعات ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية، ودور الجامعات في تنمية ثقافة الحوار والسلام لدى طلابها، وتوسيع نطاق التعاون والتبادل الأكاديمي بين الجامعات الشرق أوسطية الأعضاء، وتطوير البرامج وتعزيز الأبحاث ووضع خطط ومشاريع مستقبلية. وقد شارك في المؤتمر عدد من رؤساء الجامعات وممثليهم، كبار المسؤولين في قطاع التعليم العالي، وأكاديميون وباحثون لبنانيون وأجانب.
افتتح المؤتمر رئيس جامعةالروح القدس - الكسليك ورئيس "كونفريمو" الأب هادي محفوظ، الذي اعتبر "أن الجامعة تسعى لتحقيق هدفين أساسيين، نقل المعرفة والدراية لطلابها، من جهة، وتعميق هذه المعرفة من خلال البحث العلمي، من جهة ثانية. ويكتسي هذان الهدفان أهمية أكثر اليوم، نتيجة العولمة والتغييرات والتطورات التي تشهدها المؤسسات باستمرار. فبات من الضروري إعداد شباب يكونون مواطنين فاعلين ومسؤولين وملتزمين بالكامل، قادرين على التكيف مع سوق العمل، فيستطيعون بالتالي أن يندمجوا بالنسيج الاقتصادي بفضل اختصاصات متجددة ومهنية".
وسأل :"ما هي إذا مهمة الجامعة في الشرق الأوسط؟"، معتبرا أن "هذا السؤال يطرح نفسه، وخصوصا أننا نعيش في منطقة تحتم علينا أن نستعيد كل يوم ثقافة الانفتاح والحياة. ومن هذا المنظور، قد تكمن مهمة الجامعات في الشرق الأوسط في نقل رسالة أمل لا بل أن تكون بحد ذاتها هذا الأمل لكثير من الشباب الذين يبحثون عن مرجع وميناء أمان. فنحن اليوم أمام تحد مزدوج: ينبغي على الجامعة أن تؤدي دورا محركا للتنمية على الصعد كافة، لكي تكسب الشباب القيم الإنسانية التي يحتاجون إليها أكثر من أي وقت مضى، ليعملوا على تحقيق عالم أفضل. واليوم، يبحث شرقنا المتقلب عن سبل تساعده على دعم شبابه لكي ينقل ثقافة السلام والمحبة. وأمام هذه التحديات، تكمن مهمة الجامعة في إعداد الطلاب وإيلائهم الأدوات اللازمة لتعزيز قدراتهم الإيجابية وتحديثها واستثمارها".
ثم كان للمديرالإقليمي للوكالةالجامعية للفرنكوفونية إيرفيه سابورين كلمة أشار فيها إلى "أن كونفريمو هي منظمة غير حكومية إقليمية تأسست سنة 2007 تحت رعاية الوكالة الجامعية للفرنكوفونية، وتضم رؤساء الجامعات الأعضاء في الوكالة".
ونوه ب "أهمية هذا المؤتمر الذي يشارك فيه أكثر من 40 رئيس جامعة أو ممثلا عنه من جامعات مصر، الإمارات العربية المتحدة، الأردن، فلسطين، سوريا، جيبوتي، السودان، إيران ولبنان. ويتميّز مؤتمر "كونفريمو" بطبيعته، وبأهدافه كما بطموحاته. فبحسب نظامه الداخلي، يهدف "كونفريمو" إلى دعم جميع الأنشطة الهادفة إلى تعزيز التفوق وتحسين الآداء في مجال الحوكمة، والتدريب والبحوث الجامعية".
وطرح سابورين "التحديات التي تنتظرنا ومنها الإقليمية: إعداد شراكات دائمة، مشاريع أبحاث مشتركة، وتبادل الطلاب والأساتذة"، معتبرا أن "كل هذه المسائل حساسة في منطقة تعاني من الأزمات"، مشددا على "مسألة إضفاء الطابع الدولي على الجامعات"، مؤكدا أن "أنشطة ومشاريع المكتب الإقليمي للوكالةالجامعية للفرنكوفونية تصب بمجملها في إطار هذه الأهداف، فضلا عن مواكبة الجامعات الأعضاء في مواجهة التحديات المذكورة أعلاه".
بدوره، اعتبر المديرالعام للتعليم العالي في وزارةالتربية والتعليم العالي في لبنان أحمد الجمال، أن "أهداف كونفريمو تكمن في تعزيز حوار دائم حول التعليم العالي وتحفيز التفكير والأعمال في المنطقة، بما في ذلك الشراكات والابتكار والتميز والحوكمة وخلق انسجام بين الاختصاصات والمهن. وهذه الأهداف هي من ركائز التعاون الجامعي".
وعرض "دور الجامعات في خدمة المجتمع بكل مكوناته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية"، معتبرا أننا "نمر بفترة صعبة في المنطقة، حيث نشهد نزاعات في مختلف البلدان، وتزداد مظاهر العنف والإرهاب. فآن الأوان لنقوم بدورنا في تنمية ثقافة الحوار، ومبادىء حرية التعبير والاعتراف بالآخر لدى شبابنا".
وأكد أن "لبنان بلد صغير ولكنه يتميز بتنوع الأديان وبغنى في أنظمة التعليم العالي. وهذا التنوع يشكل ثروة للبلاد، ونأمل أن يكون مثالا جيدا عن الالتفاف والتعاون. فبالرغم من الأحداث المحيطة، يبقى اللبنانيون متمسكون بوحدتهم وتعاونهم".
وشدد على أن "رابطة الجامعات اللبنانية تلعب دورا هاما في تنمية التعاون الجامعي وتشارك بطريقة فاعلة في وضع الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي"، معتبرا أن "إصلاح التعليم العالي في لبنان يحتاج إلى تطوير التشريعات. وقد نجحنا في اقتراح 3 مشاريع قوانين: أولا: قانون جديد للتعليم العالي يسلط الضوء بشكل واضح على حرية التعليم واستقلالية المؤسسات من جهة، ويدخل عمليات المراقبة والتدقيق والتقويم، للتأكد من جودةالمؤسسات والبرامج من جهة أخرى. أما القانون الثاني فيختص بتأسيس وكالة وطنية مستقلة لضمان جودة التعليم العالي. وهذا المشروع مطروح اليوم للمناقشة في لجنة التربية والثقافة النيابية. والقانون الثالث يهتم بهيكلة الإدارة العامة للتعليم العالي. وننتظر أن يتم التصديق عليه من قبل الجمعية العامة للمجلس النيابي".
وتحدث عن تطوير مجموعة من المراسيم التي تسهل الانتقال من التعليم المهني إلى التعليم الجامعي، مؤكدا أن "سياسة وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان المنبثقة من الاستراتيجية الوطنية التي تمت الموافقة عليها في العام 2007 تهدف إلى تعزيز التعاون بين الهيئات العامة والجامعات"، وختم آملا أن يصدر عن المؤتمر توصيات تساهم في تنمية الشراكات بين الجامعات.
ثم جرى تسليم جائزة "إمرأة الأعمال الفرنكوفونية"، ففازت رولا كامل عفيش بالمرتبة الأولى، ورندا فرح بالمرتبة الثانية. وقد عرضتا لمشروعيهما الفائزين في المباراة التي نظمها مكتب الوكالة الجامعية للفرنكوفونية، بالشراكة مع بنك BLC ومؤسسة Berytech للسنة الثالثة على التوالي.
ثم ألقى الأستاذ لوسيانو ساسو، عضو لجنة الإرشاد في شبكة الجامعات في عواصم أوروبا (UNICA) ، جامعة لا سابيانزا - إيطاليا محاضرة حول "إضفاء الطابع الدولي على الجامعات: فرص وتحديات". واختتم اليوم الأول من المؤتمر بانعقاد جمعية عامة مغلقة.
أما اليوم الثاني من المؤتمر فبدأ بزيارة ميدانية في جامعة الروح القدس ثم عرضت نائبة رئيس جامعة الحكمة للشؤون الدولية الدكتورة برناديت أبي صالح لبرنامج عمل اليونيسكو العام والاستراتيجية الجديدة لكرسي اليونيسكو الفرنكوفوني.
وانعقدت طاولة مستديرة، تحدث فيها الأستاذ سابورين، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية الأستاذ سلطان أبو عرابي عن بعض المسارات لتطوير التعاون الجامعي الإقليمي، منسق المكتب الوطني "ايراسموس بلاس" الأستاذ عارف الصوفي عن برامج التعليم والأبحاث الأوروبية وتأثيرها على تعزيز قدرات الجامعات في المنطقة.

التعليقات