"سارة 2014" تجسد واقع القتل على خلفية الشرف فى غزة بالصوت والصورة

"سارة 2014" تجسد واقع القتل على خلفية الشرف فى غزة بالصوت والصورة
غزة - خاص دنيا الوطن-اسامة الكحلوت
كسرت الممثلة الفلسطينية هيا عاشور الصمت حول موضوع جرائم القتل على خلفية الشرف فى فيلم روائى تصل مدته 90 دقيقة ،  قصة حقيقية لجريمة قتل فى اطار ما يسمى بالدفاع عن الشرف ، ويحكى الفيلم موضوعا صعب التناول فى مجتعمنا الفلسطينى المحافظ بل ومحظور ، حيث تعرض الفيلم للقصف بهدم المكتب والاجهزة والمادة داخل برج الباشا الذى تعرض للقصف خلال الحرب الاخيرة على قطاع غزة ، ليعودوا لتصويره من جديد ودمج مشاهد الدمار فى غزة بالفيلم .

عاشور فى بداية الثلاثينات من عمرها وخريجة اعلام اذاعة وتلفزيون ، واكملت درجة الماجستير بالعلوم السياسية وبدأت بالسير نحو الحصول على الدكتوراة ، وتطمح بخدمة القضية الفلسطينية من خلال عملها فى الصحافة ،وايصال صوت الشعب الفلسطينى من خلال موهبتها فى التمثيل .

ويبدأ الفيلم بسرد حياة شابة فلسطينية تدعى سارة ، ليذهب المخرج للتعريف بسارة كشابة فلسطينية بسيطة ومثقفة والتى يحمل الفيلم اسمها ، والتى تدور كل احداثه فى الليل ليخرج فى نهاية الفيلم للنهار ليجد غزة افاقت على دمار الحرب الاخيرة على قطاع غزة .

وقامت عاشور باداء دور سارة وهى الفتاة الجميلة التى تعرضت لظروف واعراف قاسية لتقتل على خلفية الشرف ، والتى انتشرت فى الاعوام الماضية على فترات متباعدة ولم يحاكم قاتلها ، والتى تتجسد بحياة المرأة الشرقية تعيش فى ظل اعراف قديمة .

وقد تجرأ المخرج خليل المزين لاول مرة بالوصول للخط الممنوع والتطرق لقضية هامة فى المجتمع الفلسطينى الغزى والتى لم يتطرق لها احد خلال الاعوام الماضية ، على امل ان يكون هناك معالجة لهذه القضية من خلال الفيلم .

ويعجز المؤلف عن وضع نهاية متخيلة مقنعة للفيلم ، ويجتهد المخرج القابض على جمرة الحقيقة ، فى اخراج صديقه من حالة انكار يعيشها بسبب قصة " سارة " ، التى ربما تكون اكثر واقعية من ان يحتملها الخيال .

سارة الفتاة المطلقة الطموحة احلامها ان تعيش مع انسان تحبه بعيدا عن الاضطهاد رغم الظروف الصعبة ، وقد قرر شقيقها قتلها بعد اكتشافه ان شقيقته على علاقة حب مع انسان متزوج ولديه طفلة ويرفض الارتباط بها حفاظا على اسرته .

قصة حب كبيرة دارت بينهما وبعد مواجهة شقيقها لها وبالادلة على انها كانت على علاقة غير شرعية معه ، قام بحبسها وتعذيبها لدرجة الموت وانهاء حياتها فى المجتمع .

ويتطرق الفيلم للظلم والمأساة الواقعة على المرأة وهى ليس مجرد انسان يأكل ويشرب وينجب ، بل انسان يحب الاهتمام به ولاحتياجات المرأة للوصول لدرجة التطور والوصول لمجتمع راقى بعيدا عن الظلم والاضطهاد .

وايضا  يشرح مدى انانية الرجل الشرقى الذى احب الفتاة سارة ، وفى نفس الوقت رفض الزواج بها فى المقابل تدفع هى حاتها مقابل هذا الحب ، فيما يكمل الرجل حياته نادما بحياته العادية وغير قادر على ارجاعها من الموت .

ويطرح المخرج هنا القضية ولكن العلاج قد يستغرق سنوات بوضع قانون لحماية المرأة ، والتى يتوجب من خلالها محاكمة القتلة تحت اى سبب من الاسباب ، فى حين ان الشاب لا يقتل حتى ولو كان على تهمة عمالة .

ويربط المخرج الوصول للوطن من خلال حب القضية وحل القضايا ووضع القوانين لحماية المرأة والطفل وكيفية التعامل مع بعضنا البعض للوصول لوطن يحمى الجميع ، وفى حال استمرار اخذ القانون باليد فلن نصل لاى نتيجة .

وقالت عاشور " اتمنى ان يتم الاهتمام بالفيلم ومعالجة القضية والقضايا الاخرى ، ودعمهم ماليا ومعنويا وسياسيا وفنيا ،  ومن خلال المتابعة وصولا للنجاح ، وعرض الفيلم فى كل الاماكن محليا لانها قضية حساسة تهم المجتمع الفلسطينى ".

وتابعت " عند بداية انضمامى للفيلم وتأدية الدور المطلوب ، تعرفت على شخصية سارة وعشت الدور فى مخيلتى عندما كان يتحدث لى المخرج عن الفتاة ،  واختارنى لملائمة شكلى ومضمونى لحياة سارة ، وبدأت اعيش حياتها لاقتناعى ببرائتها " .

ومن اكثر المشاهد المؤثرة هو مشهد الدمار والحرب الاخيرة على قطاع غزة بعدما قام المخرج بادخالها ضمن الفيلم ، ليربط حياة فتاة بريئة وقتلها على خلفية الشرف ، بان  هناك ايضا دمار وحرب على قطاع غزة ومعاناة فى الحياة اليومية واحلام مدمرة .

وقد وافقت عاشور على هذا الدور بعدما اقنعت اسرتها  ووالدها بالقيام بهذا الدور فى الفيلم ،  ولن يكون داخله اى مشهد يحتوى على اسفاف ،  او ان يصل لحد الاعتراض من اى شخص ،  فى حين تفتخر بفيلمها المقدم من تجربة فلسطينية غزاوية التى وصلت العالمية الان .

وقد مر الفيلم بلحظات عصيبة من قلة الامكانيات وانقطاع الكهرباء بشكل مستمر وقلة الدعم المالى ، وتوافر كل عناصر الفشل امام المخرج والطاقم الذين اصروا على انجاحه وان يرى النور بعد هذا الجهد الطويل .

وقال المخرج خليل المزين " 51 عاما " انه لم يتطرق لهذا الموضوع احد حتى الصحافة ، وهذه القصة هى قصة حقيقية قام بترجمتها لفتاة من غزة قام اهلها بوضعها داخل حمام وعذبوها واصيبت بحالة صرع ، وباول احداث داخلية كانت بقطاع غزة قتلت وسجلت ضد مجهول ،  وخرج بفكرة الفيلم الروائى عن حياتها بعد فترة قصيرة تفاديا للشبهات وتحديد هوية الفتاة .

ويشارك المزين فى فيلمه "سارة2014 " ضمن مسابقة المهر العربى للافلام الطويلة فى الدورة الحادية عشرة من مهرجان دبى السينمائى ، ويعرض الفيلم لاول مرة فى العالم ، وقد حاز على دعم برنامج انجاز .