الدكتور سيف الجابري يحذر من مخاطر الإنحراف الفكري ويؤكد على الوسطية والاعتدال

الدكتور سيف الجابري يحذر من مخاطر الإنحراف الفكري ويؤكد على الوسطية والاعتدال
رام الله - دنيا الوطن
افتتح مركز سلطان بن زايد للثقافة والاعلام موسمه الثقافي للعام الجديد 2015 مساء امس بمحاضرة  للدكتور سيف راشد الجابري ،مدير ادارة البحوث بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي بعنوان "الإنحراف الفكري.. أسباب وآثار وحلول"  وذلك في مقر المركز بالبطين .

في بداية المحاضرة التي حضرها سعادة علي الهاشمي مستشار الشؤون القضائية والدينية في وزارة شؤون الرئاسة ، والسيد منصور سعيد المنصوري مدير ادارة الشئون الثقافية بمركز سلطان بن زايد للثاقفة والاعلام ، وجمع من الاعلاميين والمهتمين ، ثمن الدكتور الجابري جهود مركز سلطان بن زايد للثقافة والاعلام في نشر الثقافة الصحيحة المعتدلة واوضح بداية معنى الانحراف الفكري مشيرا الى أنه نسبي ومتغير،يتنافى مع القيم والأخلاق التي يؤمن بها المجتمع الحضاري، ويتعارض مع عقيدته وثقافته.

وذكر ان الانحراف الفكري هو التشدد والتعصب والتطرف إما في الدين أو السياسة أو أي فكرة أخرى، وهو خروج عن الوسطية والاعتدال ، كما ان المنحرف فكرياً يعيش  في معزل عن المجتمع، لإن كل ما يومن به ويتبناه من اراء وأفكار تخالف المتعارف عليه في المجتمعات السوية .

وشدد الدكتور سيف الجابري على ان الانحراف الفكري يشكل خطرا جسيما على الأنظمة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وسبب مهم في تفكك المجتمعات وانحلالها.كما انه يخالف الوسطية والاعتدال ويتعارض مع ما يدعو إليه ديننا الحنيف من قيم توجب الاتزان والعدالة في إصدار الأحكام .

عقب ذلك توقف المحاضر عند أسباب الانحراف الفكري وعوامل انتشاره مشيرا الى انها تتخلص في الجهل والإعجاب بالآخر ، والإعلام المُخالف للفكر السوي ، والغزو الفكري القائم على تشكيك المسلمين بعقيدتهم، وتصدير المذاهب والتيارات المنحرفة، لإشاعة الاضطراب الفكري وهز القناعات.

وحول مخاطر الانحراف الفكري وآثاره السلبية على الفرد والمجتمع، والدولة شدد الدكتور سيف الجابري على ان من ابرز هذه المخاطر الاضرار بعقيدة الأمة، وتشويه قيم الإسلام النبيلة، المتمثلة في الرحمة والعدل والتسامح والشورى وغيرها والاساهم في التشكيك بثوابت الأمة وهز قناعات أفرادها، من خلال ما تنشره التيارات الهدامة.

كما اكد المحاضر ان الاتنحراف الفكري يؤدي إلى التشرذم، والفرقة، ويُضعف الصف، ويُحقق الانقسام، ويُهدد الوحدة الوطنية ويبث روح الكراهية بين أفراد المجتمع.

وتحدث مدير ادارة البحوث بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي في المحاضرة التي شهدت حضورا متميزا عن مظاهر الانحراف الفكري موضحا انها تتلخص في  التكفيروالإرهاب وهو التحول من الفكر إلى السلوك، والغلو والتطرف والتعصب

ثم تطرق المحاضر الى وسائل التصدي للانحراف الفكري ومقاومته من خلال طلب العلم بشتى فروعه، والسعي لنشره بين أفراد المجتمـع.و ضرورة استيعاب الشباب في برامج مُعَدة خصيصاً لشغل أوقات فراغهم بما يعود بالنفع ، والحث على الجماعة وطاعة ولاة الأمر، والتحذير من الفرقة والتحزب، وإشاعة ثقافة الحوار بين فئات المجتمع، وفتح قنوات التواصل المختلف، وترسيخ مفهوم الولاء و البراء في النفوس .و     التمسك بكتاب الله عز وجل، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ففيهما العصمة من كل انحراف.وتنمية الحصانة الذاتية لدى أفراد المجتمع .

واوضح الدكتور الجابري ان علاج الانحراف الفكري يتخلص في العمل على اكتشاف الانحراف الفكري لدى الفرد مُبكراً، لمعرفة أسباب الانحراف، وبالتالي إيجاد العلاج .

والتأكيد على دور الحوار البنّاء في العلاج، فالحوار أسلوب ناجح في بناء المفاهيم الصحيحة، وبيان الحق، والرد على الشبهات ، و الاستفادة في مرحلة العلاج من العلماء، والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين، من أجل إقناع من تأثر بالفكر المنحرف، وتصحيح ما لديه من مفاهيم خاطئة، وبيان فضيلة التراجع عن الخطأ والعودة إلى الصواب والحق.

حيث قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل ابن آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون . والاستفادة من مؤسسات التنشئة متمثلة بالأسرة، ومؤسسات التعليم، والمسجد، والنوادي الاجتماعية والثقافية، في مرحلة العلاج، وذلك بتفعيل دورها في التوجيه والإرشاد، وتصحيح المفاهيم، وإعادة تشكيل الفكر، وتطبيق الأحكام الشرعية، وإنفاذ القوانين والأنظمة بحق منحرفي الفكر لحماية المجتمع، وذلك بعد استنفاذ كل الوسائل الممكنة في علاج الفكر المنحرف .

وفي ختام محاضرة ادارت الباحثة بالمركز جنات بومنجل حوار بين المحاضر والجمهور تحدث في بدايته سعادة علي الهاشمي مستشار الشؤون القضائية والدينية في وزارة شؤون الرئاسة حيث ثمن جهود مركز سلطان بن زايد للثقافة والاعلام لنشر ثقافة الوسطية والاعتدال .

وأشار الى المركز بقيادة سمو الشيخ سلطان بن زايد ال نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله يؤدي دورا متميزا في نشر الوعي الثقافي السليم .كما ثمن سعادته جهود دولة الامارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة في تسخير كل الطاقات من اجل بناء انسان الامارات القادر السوي المعتدل المعطاء لوطنه واهلة ومجتمعه وشدد على ان منهج الاعتصام بدين الله تعالى وإتباع ما أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة من بعده هو سبيل النجاة من الانحراف بكل أنواعه.

عقب ذلك كرم منصور سعيد المنصوري المحاضر وقدم له درعا تذكارية .

التعليقات