حركة العراق أولاً تؤكد في بيان لها دعمها للشعب السوري

رام الله - دنيا الوطن
إن نظرية الفوضى الخلاقة في المنطقة العربية ستأخذ مداها وأفقها الواسع والخلاق في نهاية المطاف وستطل برأسها على طهران لتضع النهاية الأكيدة لمنابع تصدير الإرهاب إلى دول المنطقة والعالم.

في الوقت الذي يحلم النظام المريض فيها أحلاماً وردية وسرابية كونه يعتقد بأنه قد حافظ على هيبته كنظام من خلال تمكنه من قمع الإنتفاضات والإحتجاجات التي قام  بها الشعب الإيراني سابقاً، وهو يتوهم أيضاً بأنه قادراً على قمعها وسحقها إذا ما حدثت مستقبلاً.

بالإضافة إلى عنجهيات قادة حرسه المغرورين لأنهم كما يعتقدون بأنهم قد أصبحوا على قاب قوسين أو أدنى من إنتاج سلاحهم النووي، في الوقت الذي لا تسمح له أحلامه السرابية المريضة أن يستشعر عدم جدوى إستمراره في إستلاب إرادة الشعوب العربية التي ثارت على أنظمتها الديكتاتورية في تونس وليبيا ومصر، أو السائرة إلى ذلك في كل من سوريا والعراق والتي تسميها زوراً وبهتاناً "بالصحوات الإسلامية"، ولكن هيبتها كنظام وبكل تأكيد ستصبح تحت أقدام الشعب السوري الثائر، ومن ثم تحت أقدام الشعب اللبناني البطل لتصفية حساباته مع حزب حسن نصر اللات والعزى ومن ثم العراق واليمن والبحرين، كما سحق هيبتها ومرغ غطرستها الشعب المصري بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ويبدو للمراقبين للشأن الإيراني بأن سياسة حكام طهران المارقين قد إنتقلت تجاه العراق مؤخراً من الحالة الطائفية الى الحالة العنصرية وقد كان ذلك واضحاً وظاهراً ظهور الشمس من خلال مجازرها الدموية ضد العرب الشيعة وبصورة خاصة ضد اتباع المرجع الشيعي العربي السيد محمود حسن الصرخي الذين يرفضون سياسة ولاية الفقيه الصفوية والعنصرية في العراق. ناهيك عن إنتقامهم من عرب السنة وعدائهم السافر لأشقائنا الكورد في إقليم كوردستان، ونعتقد إن مرد كل ذلك يعود لكون حقيقة النظام الإيراني هو نظام عنصري بالأساس وخاصةً في توجهاته القومية الشوفينية وبالتحديد منذ تولى علي خامنئي ولاية الفقيه وقيادة إيران ويتضح ذلك بشكل أكبر من خلال إعتماده على شخصيات من اليمين القومي العنصري المتطرف.

ولذلك نشاهد كافة أدوار وأجندات النظام الإيراني في العراق وسوريا واليمن والبحرين والمنطقة العربية والعالم هي القتل والتخريب وبصورة خاصة محاولاته المحمومة بإبادة الشعب العراقي وتمزيقه، ولا يسعنا تجاه هذه المواقف إلّا أن نقول لهؤلاء الأوباش هل هناك حقاً أوباش وعتاة أمثالكم في عصر تنمية الروح الإنسانية لبني البشر؟ إن جرائمكم البشعة بحق شعوب المنطقة العربية ولاسيما تجاه الشعبين العراقي والسوري ستكون بشاعتها أشد بحق أتباع مرجعيات ملاليكم مع نهايتكم الأكيدة على أيدي الشعب الإيراني المظلوم، ولا يفوتنا في هذه المناسبة من أن نذكر الشعبين الشقيقين العراقي والسوري بأن ما جرى من ويلات ومآسي ودمار أبان الحرب العالمية الثانية هي التي وضعت النهاية الحتمية للتعصب القومي الأعمى والنزعة العنصرية اليابانية تجاه غير الياباني، وبذلك شكلت بداية النهاية للفاشية والنازية العنصرية.

إن حركة العراق أولاً وفي هذا السياق تؤكد: إنه مهما إستمر وتصاعد دعم الملالي لنظام بشار الأسود وذبحهم الشعب السوري الثائر، فالشعب السوري سيستمر صامداً حتى تحقيق نصره المؤزرعلى أعدائه بإذن الله, تساعده في ذلك الإتصالات والمساعدات العربية والإقليمية والدولية الخيرة لتوجيه رسالة أخيرة واضحة وحازمة لذلك النظام البائس أن يرحل أو يرحل بالقوة، وعندها ستصبح إيران المارقة هي الخاسر الأكبر في سوريا ومعها سيزول نظام بشار، الذي هو بالنسبة لها أهم من الصلاة والصيام والحج، كما صور ذلك علي خامنئي، لأنهم يعتبرون نظام بشار الحليف (الاستراتيجي) لنظام ولاية الفقيه في إيران.

وخلافاً لما يظنه الكثيرون في السبب الحقيقي الذي يقف خلف تأييد النظام الإيراني لنظام بشار الأسود، فإن جدلاً حاداً يجري اليوم خلف الكواليس وفي أروقة صانعي القرار في إيران، وهي المجموعة التي يثق بها خامنئي ويعتمد عليها، لكي يكف النظام بنفسه عن دعم بشارالأسود، في حال تأكد لهم سقوط هذا النظام بإجماع إقليمي ودولي كي لا يورط الملا خامنئي نفسه أكثر ويضع حزب الله معه في معركة خاسرة جديدة سواء داخل لبنان أو مع إسرائيل لإنقاذ نظام بشار المتهالك أو إطالة أمد بقائه، علماً بأن الإطاحة به في كل الأحوال لن تكون في صالح النظام الإيراني، وستؤثر كثيراً على نفوذه في العراق ولبنان وفلسطين بصورة خاصة ودول المنطقة العربية والعالم بصورة عامة، وعندها سيعدم ذلك النظام شنقاً حتى الموت، إن لم تكن موتته بضربة عسكرية قاضية، وبالتالي سيشجع ذلك المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية والقوى الوطنية الأخرى مع الإصلاحيين على التحرك من جديد، والعودة الى خيار الشارع لإسقاط النظام وإجتثاث أيديولوجية ولاية الفقية الإرهابية الهدامة من جذورها.

ومن أخطر ما تخشاه غالبية دول العالم وبصورة خاصة أمريكا من إطالة عمر النظام أن يخلق إرهابه الدموي بحق أهل السنة في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين والعديد من دول المنطقة العربية ردود أفعال طائفية ضد الشيعة أين ما هم في العالم، وهذا يعني حدوث ما يفجر صراعاً دموياً بين مليار ونصف مليار مسلم سني مقابل أقل من ثلاثمائة مليون شيعي، فيا لهول مثل هكذا كارثة تتفجر في العالم، وفي الوقت الذي أخذ النظام الإيراني يصور للعالم ومنذ فترة غير قصيرة بأن  كل إيراني هو شيعي، وبالمقابل أخذت تتصور أغلب شعوب العالم بأن  كل إيراني أو شيعي هو إرهابي، وكذلك إعتبر كل من لا يؤمن بسياسة ولاية الفقيه يستحق القتل، وقد ظهرت بداياتها في الهند والباكستان ولكن حكمة المسؤولين في البلدين أخمدت شرارتها قبل أن تشتعل وأسدل الإعلام على الأمر ستاراً بسرعة تفوق التصور، كي لا تتوسع نيرانها وتصل لدول أخرى لما في ذلك من ردود فعل عنيفة من قبل شعوب أخرى في العالم.

ومن حقنا أن نتساءل ما الذي سيجري على أرض العراق عند حزيمة وإندحار بشار في سوريا، وسحق حزب الله بأقدام الشعب اللبناني، وما المطلوب من شيعة المراجع الصفوية في العراق؟ وكيف سيجابهون عمليات الإنتقام ممن قتل أبناءهم وشرد عوائلهم ونهب أموالهم وسجن وذبح خيرة شبابهم ونشر في عموم العراق الدمار والفساد، وكيف سيجابهون كل ذلك عند غياب القانون مع عمليات الثوار لإجتثاث المكونات المتمسكة بأيديولوجية ولاية الفقيه الهدامة؟ الجواب يأتي من خلال تصورات غير مبنية على غيبيات ولاية الفقيه الصفوية، وكذلك الجواب مطلوب من تلك العشائر التي وقفت مع تلك المراجع الصفوية وهي عشائر خسيسة منحطة في نظر أبناء الأنبار وصلاح الدين وديالى وبقية المحافظات. 
  
وبعد كل ما تقدم نعود ونؤكد، مهما قتل الإرهاب الصفوي والإرهاب التكفيري من شعب العراق فإنه شعب لن يموت، ودماء شهداء العراق هو سر وجوده وديمومته، وسر فناء بدع ولاية الفقيه الصفوية وبدع التكفيرين الإرهابية في إيران والعراق ودول المنطقة العربية والإسلامية.

التعليقات