وول ستريت جورنال: المخابرات الأمريكية فشلت فى تسليح الثوار السوريين

وول ستريت جورنال: المخابرات الأمريكية فشلت فى تسليح الثوار السوريين
رام الله - دنيا الوطن
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن قادة الثوار فى سوريا- الذين اصطفوا للإنضمام إلى برنامج التدريب والتسليح الذى نظمته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سى أى ايه"- فى حيرة بسبب ضعف التسليح.

وذكرت الصحيفة- فى سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم الثلاثاء- أنه عقب إطلاق برنامج التسليح فى منتصف عام 2013، قامت /سى أى ايه/ سرا بتحليل مكالمات الهواتف النقالة لقادة الثوار ورسائلهم على البريد الإلكترونى، بغية التأكد من كونهم حقا مسؤولين عن الرجال الذين زعموا أنهم يقاتلون تحت لوائهم، وكذلك تم إجراء مقابلات معهم، استمرت فى بعض الأحيان لعدة أيام.

وأضافت أن هؤلاء القادة الذين اجتازوا هذه المرحلة، والذين منحوا لقب "القادة الموثوق بهم"، وقعوا على اتفاقات مكتوبة لتقديم معلومات حول جداول رواتب مقاتليهم واستراتيجيتهم بشكل تفصيلى فى ميدان المعركة، وحينئذ فقط يمكنهم الحصول على المساعدة، التى كانت أقل بكثير مما يمكنهم الاعتماد عليها.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن بعض شحنات الأسلحة التى قدمت لهؤلاء القادة، كانت صغيرة لدرجة أجبرتهم على الاقتصاد فى استخدام الذخيرة، حيث حصل أحد القادة المفضلين والموثوق به لدى الولايات المتحدة على ما يعادل 16 رصاصة شهريا لكل مقاتل، كما تم إخبار قادة الثوار بأن يسلموا قاذفات الصواريخ المضادة للدبابات القديمة للحصول على أخرى جديدة، فضلا عن أنهم لم يتمكنوا من الحصول على قذائف لدبابات تمكنوا من الاستيلاء عليها.. لافتة إلى أنهم عندما طالبوا بالحصول على ذخائر للتصدى لمقاتلين على صلة بتنظيم القاعدة، قوبل طلبهم برفض من الولايات المتحدة.

وأوضحت أن جميع الأطراف يتفقون الآن على أن جهود الولايات المتحدة لمساعدة المقاتلين المعتدلين فى قتال نظام الرئيس السورى بشار الأسد آلت إلى غير المأمول ؛ فالأسد يتشبث بالسلطة بعد مقتل أكثر من 200 ألف مواطن سورى جراء الحرب، فى مقابل عدم سيطرة المقاتلين المعتدلين سوى على جزء ضئيل من شمال سوريا، فى حين أن تنظيم داعش وفرع تنظيم القاعدة الرسمى التابع له؛ جبهة النصرة، يحرزان تقدما فيما يتعلق بالاستيلاء على الأراضى.

ورصدت "وول ستريت جورنال" تغير انتماءات وحدات المعارضة المدعومة كليا من جانب وكالة المخابرات المركزية، بما فى ذلك المقاتلين البالغ تعدادهم "مئات قليلة" الذين خضعوا للبرنامج التدريبي؛ حيث انضم بعضهم إلى قوات ذات خلفية إسلامية، وآخرون انسحبوا من المعركة والبعض الآخر فى عداد المفقودين.

ووفقا للصحيفة، توقفت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مؤخرا عن تقديم المساعدة للجميع عدا عدد قليل من القادة الموثوق بهم فى سوريا، فحولت الولايات المتحدة كثيرا من تركيزها إلى جنوب سوريا، حيث يبدو الثوار أكثر توحدا على الرغم من زعمهم عدم الحصول على 5% إلى 20% فقط من الأسلحة التى يطلبونها من الولايات المتحدة.

ونقلت عن بعض المسؤولين فى إدارة أوباما القول: إن الجهد السرى للمخابرات الأمريكية حقق أقصى ما بوسعه فى ظل وجود ظروف فوضوية بشمال سوريا فضلا عن خلافات سياسية فى واشنطن وغيرها من الدول.

وأفادت بأنه فى الوقت الذى كانت تمثل فيه مساعدة الثوار المعتدلين فى محاربة نظام الأسد الهدف المنشود، لم يتوقع مسؤولو البيت الأبيض ووكالة المخابرات المركزية سرعة بزوغ نجم داعش، الأمر الذى قلب الموازين رأسا على عقب ووضع تحالفات الثوار على رأس أولويات الولايات المتحدة فى سوريا.

ورأت "وول ستريت جورنال" -فى ختام تقريرها- أن تفاقم حدة التوتر يرجع إلى ازدياد قوة داعش فى العام الماضى، مما دفع بعض القادة الموثوق بهم للضغط من أجل الحصول على أسلحة لملاحقة جبهة النصرة، غير أن مسؤولين أمريكيين رفضوا ذلك لاعتقادهم بأن مقاتلة جبهة النصرة من شأنها استنزاف موارد البرنامج التدريبى.. مشيرة إلى أن إدارة أوباما تناقش أيضا ما إذا كان يجب توسيع جهود السى أى ايه ليجاوز مجرد إزالة نظام الأسد.

التعليقات