رحيل أحد أعضاء القيادة الموحدة في الانتفاضة الأولى

رحيل أحد أعضاء القيادة الموحدة في الانتفاضة الأولى
رام الله - دنيا الوطن
نعى الأسير الفلسطيني المحرر أبو سليم جاد الله  المناضل  الفلسطيني "توفيق المبحوح" أبو ياسر  الذي يعد أحد أعضاء القيادة الوطنية الفلسطينية الموحدة في الانتفاضة الأولى والقيادي البارز في حزب الشعب الفلسطيني والذي وافته المنية يوم أمس في مدينة غزة.

وقال جاد الله في تصريح صحفي :" فارس آخر يترجل هو  المناضل "توفيق المبحوح" أبو ياسر الذي انخرط في صفوف الثورة منذ بدايات الاحتلال الصهيوني لقطاع غزة  ومارس الكفاح المسلح  إلى أن جرى اعتقاله في مواجهات أثناء مداهمات جنود الاحتلال لمخيم جباليا الذي كان يمثل أحد معاقل الرجال المقاتلين.

 وبين جاد الله أن المناضل المبحوح كان أسطورة في الصمود في وجه المحققين الصهاينة فلم يتمكنوا من كسر إرادة كتمان أسرار الثورة في ذاته لذا فقد حوكم تعسفاً ثلاثة سنوات ونصف، وبعد تحرره في أواسط السبعينات لم يصبه الوهن جراء عملية الجزر التي ألمت بالحراك الثوري آن ذلك بل ظل يبشر بالثورة وحتمية حدوث عملية المد, وشارك في حراك المقاومة وبالفعل عاد المد مجدداً وعاد العنف اشتداده وذلك في نهاية السبعينات حيث شهدت شوارع غزة وبياراتها دوي الانفجارات يلاحق جنود الاحتلال.

وبين أبو سليم جاد الله أنه في هذا الجو العاصف  بمقدمات لهيب الثورة نفذ التنظيم الشيوعي للضفة الغربية حملة ضم قيادات يسارية من قطاع غزة بدأها الرفيق محمد المناصرة  وبالفعل فقد كان توفيق المبحوح  من أوائل من قادوا العمل في قطاع غزة مع القائد المرحوم عبد الله أبو العطا  وأطلق على التنظيم اسم التنظيم الشيوعي للضفة الغربية وقطاع غزة الذي أصبح فيما بعد حزب الشعب الفلسطيني.

 وأوضح أبو سليم جاد الله أن من صفات المناضل توفيق المبحوح حرصه الشديد على المطالعة وتثقيف الذات لذا فقد كان دائم الزيارة لمكتبة "دار ابن خلدون " لأبو سليم جاد الله ومكتبة "الجماهير" للمرحوم محمود الغرباوي و"المكتبة العلمية" لطلعت الصفدي كما كان يزور بؤرة المرحوم علي السويريكي ومكتبة الهلال الأحمر للمرحوم د. حيدر عبد الشافي, كما كان توفيق المبحوح من مؤسسي لجان العمل التطوعي في قطاع غزة ،ويشهد له كل القوى السياسية ببعده الفكري وإبداعه في مقاومة الاحتلال وخدمة المجتمع والقضايا الشعبية والجماهيرية والاجتماعية.

وبين جاد الله أنه مع نضوج الظروف لتفجر الانتفاضة المجيدة فقد اختير توفيق عضواً للقيادة الوطنية الموحدة التي قادت الانتفاضة.

 وبانتقال المناضل توفيق المبحوح  إلى جوار ربه شهيداً بإذن الله فقد فقد شعبنا الفلسطيني رجل مهمات وليس ملمات , ناضل وكافح بعيداً عن الأضواء التي تبهر هذه الأيام الأنفاس  كما هو حال " الثوار الكتبة" كما يصفهم  الشاعر مظفر النواب, لقد ناضل وكافح توفيق المبحوح بعيداً عن مرتادي الورش والندوات التي تنظمها ما تسمى منظمات المجتمع المدني في الصالونات والفنادق الفخمة.

التعليقات