منتدى شارك الشبابي والجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني بدخول عام 2015 أي تركة حملتنا إياها السنوات

منتدى شارك الشبابي والجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني بدخول عام 2015 أي تركة حملتنا إياها السنوات
رام الله - دنيا الوطن
شدد مهتمون ومختصون بشؤون الشباب على ضرورة تسليط الضوء على الواقع الديموغرافي والاجتماعي والاقتصادي للشباب، وتلمس مشاكلهم والوقوف على احتياجاتهم، بما يضمن توسيع نطاق مشاركتهم في مختلف مجالات الحياة، وفتح آفاق المستقبل أمامهم.

جاء ذلك خلال المؤتمر الشبابي الخاص بالإعلان عن أهم احصائيات الشباب الذي نظمته المؤسستان اليوم بعنوان: واقع الشباب في فلسطين"خطر داهم بات على عتبات كل بيت تظهره البيانات الإحصائية"، في قاعة منتدى شارك برام الله، تخلله استعراض الدلالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبيانات بمشاركة عدد من الخبراء والباحثين في واقع الشباب، بحضور عدد كبير من ممثلي الوزارات والمؤسسات الحكومية والاهلية والبحثية.

وأكدوا، على ان تطلعات الشباب الفلسطيني، يجب أن تشكل اهتماماً بالغا، وضرورة مضاعفة الجهود في الاهتمام بهذه التطلعات لاخراجهم من حالة التهميش والحرمان التي يعانون منها.

وأفادت رئيس الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني علا عوض، بان تشير التقديرات السكانية أن عدد السكان الفلسطينيين نهاية العام 2014 في فلسطين قد بلغ حوالي 4.6 مليون نسمة، منهم 2.8 مليون في الضفة الغربية و1.8 مليون في قطاع غزة، كما بلغ عدد الذكور في فلسطين حوالي 2.35 مليون ذكر، مقابل 2.27 مليون أنثى، بنسبة جنس مقدارها 103.3 ذكر مقابل مائة أنثى، كما يشير التركيب العمري للسكان الفلسطينيين المقيمين في فلسطين إلى أن المجتمع الفلسطيني مجتمع فتي، اذ بلغت نسبة الافراد اقل من 15 سنة حوالي 40% من اجمالي السكان في فلسطين، ويتوقع أن تبلغ هذه النسبة عام 2020 حوالي 38%، في حين ستصل هذه النسبة الى حوالي 37% عام 2025، مما يعني أن المجتمع الفلسطيني سيبقى يافعاً خلال العقدين القادمين على الأقل.

 ومن جانب آخر ومما يلفت الانتباه ارتفاع نسبة الشباب في فلسطين، إذ يشكل الشباب في الفئة العمرية 15-29 سنة ما نسبته 30% من إجمالي السكان (1.4 مليون شاب) ومن المتوقع أن تبقى هذه النسبة ثابتة خلال العقد القادم مع ازدياد الأعداد المطلقة لهم، إذ يتوقع أن يصل عدد الشباب إلى حوالي 1.7 مليون شاب عام 2025.

وقالت عوض لعل من أبرز التحديات التي يعاني منها الشباب في الفلسطيني، الفقر والبطالة، فقد بلغت نسبة الفقر بين الشباب لعام 2011 حوالي 27%، كما بلغ معدل البطالة بين الشباب حوالي 39% (حوالي 33% للذكور و64% للإناث)، وذلك خلال الربع الثاني من عام 2014، وهذا المعدل يفوق المعدل العام للبطالة في فلسطين والبالغ نحو 26% خلال الربع الثاني من عام 2014، ومن الملاحظ أن معدل البطالة بين الشباب في ارتفاع مستمر مقارنة مع السنوات السابقة، اذ تشير البيانات أن معدل البطالة بين الشباب قد بلغ حوالي 31% لعام 2005 وحوالي 37% لعام 2013، ولعل الزيادة المستمرة في اعداد الخريجين سنويا وعدم توفر عدد كاف من فرص العمل تساهم بشكل كبير في ارتفاع هذه المعدلات، اذ تشير البيانات المتوفرة أن هناك حوالي 32 الف خريج سنوياً من الجامعات وكليات المجتمع الفلسطينية يتم ضخهم لسوق العمل، وقد بلغت نسبة البطالة بين الخريجين الشباب خلال الربع الثاني من عام 2014 حوالي 56% (34% للذكور و75% للإناث).

وسجل الخريجون من الشباب الحاصلين على تخصص الخدمات الشخصية كبرامج التجميل والخياطة..الخ أعلى معدل بطالة إذ بلغ 77.5%، بينما سجل الخريجون من الشباب الحاصلين على تخصص القانون أدنى معدل بطالة إذ بلغ 9.9%، ويلاحظ وجود تباين في معدلات البطالة حسب التخصصات بين الذكور والاناث، حيث سجل معدل البطالة للذكور الحاصلين على تخصص الخدمات الشخصية أعلى معدل بطالة بواقع 62.1%، بينما سجل الخريجون الحاصلون على تخصص القانون أدنى معدل بطالة إذ بلغ 3.2%، أما على مستوى الاناث فقد سجلت الخريجات الحاصلات على تخصص العلوم الطبيعية أعلى معدل بطالة بحيث لم تتمكن أي خريجة مشاركة في القوى العاملة من الحصول على فرصة عمل، كما سجلت الخريجات الحاصلات على تخصص القانون أدنى معدل بطالة بواقع 25.9%.

وسجل قطاع الخدمات بفروعه المختلفة أعلى نسبة عمالة بين الخريجين الشباب خلال الربع الثاني 2014 حيث بلغت 59%، في حين سجل قطاع الزراعة والصيد والحراجة وصيد الأسماك أدنى نسبة عمالة إذ بلغت 3%. أما على مستوى المهنة فقد سجلت مهنة الفنيين والمتخصصين والمساعدين والكتبة أعلى نسبة عمالة للشباب الخريجين بحوالي 67% وأدناها لمهنة المشرعين وموظفو الإدارة العليا مثل بحوالي 1%.

وفي مجال التعليم، ذكرت عوض ان الشباب هم الفئة الأكثر تعليما، اذ بلغت نسبة الفئة العمرية منهم 15-29 سنة الملتحقون بالتعليم 41.6% لعام 2013، وأن نسبة الامية بينهم لا تتجاوز 0.7%، في الوقت الذي تشير فيه بيانات الزواج والطلاق للعام 2013، أن إجمالي عقود الزواج قد بلغت (42,698) عقد، حوالي 92% منها للإناث في فئة الشباب (15-29 سنة)، مقابل حوالي 81% للذكور في نفس الفئة، كما تظهر البيانات أن إجمالي وقوعات الطلاق قد بلغت (7,114) واقعة، 77% منها للإناث في فئة الشباب، مقابل حوالي 57% للذكور في نفس الفئة،

وفيما يتعلق بالواقع الصحي للشباب، قالت عوض "أن البيانات لعام 2010 أشارت الى أن نحو 3% من الشباب مصابون بمرض واحد مزمن على الأقل (3% للذكور مقابل 2% للإناث)، وأفاد نحو ثلث الشباب الذين تعرضوا للعنف (31.4%) انهم تعرضوا للعنف النفسي وتعرض 39.1% للعنف الجسدي بينما تعرض 1.1% من الشباب للتحرش الجنسي".

تشير بيانات الزواج والطلاق للعام 2013 في فلسطين أن إجمالي عقود الزواج قد بلغت (42,698) عقد، حوالي 92% منها للإناث في فئة الشباب (15-29 سنة)، مقابل حوالي 81% للذكور في نفس الفئة، كما تظهر البيانات أن إجمالي وقوعات الطلاق في فلسطين قد بلغت (7,114) واقعة، 77% منها للإناث في فئة الشباب، مقابل حوالي 57% للذكور في نفس الفئة، كما يلاحظ ارتفاع العمر الوسيط عند عقد القران الاول في فلسطين خلال العقدين الماضيين للذكور والإناث على حد سواء، اذ ارتفع العمر الوسيط عند عقد القران الاول للذكور من 23 سنة عام 1997 الى 24.7 سنة عام 2013، وللإناث من 18 سنة عام 1997 الى 20.2 سنة عام 2013، كما انخفض معدل الخصوبة للمرأة الفلسطينية من 6.1 مولوداً لعام 1994 الى 4.1 مولوداً للفترة من 2011-2013.

في حين حذر الرئيس التنفيذي لمنتدى شارك بدر زماعرة، من خطر داهم بات على عتبات كل بيت بعد توقف ناقوس الخطر عن الدق حسب البيانات الإحصائية المتوفرة عن الشباب في نهاية عام 2014، مؤكدا إن لم يتسلح المجتمع بكل إمكانياته لصده عاجلا، فإن مداهمة الخطر كل واحد فينا أصبحت مسألة شهور لا أكثر. مناشدا الجميع التحرك الفوري والمسؤول، قبل فوات الآوان. 

وقال:"بات واضحا مع انتهاء 2014، أن العام الجديد ليس في جعبته إلا خيبات أمل شكلتها عقود من القصور الرسمي والأهلي، في التصدي للمشاكل والتحديات التي تواجه الشباب، والتي تم التعامل معها بقدر يختلط في الإهمال بالارتجالية، والتجاهل بالتخفيف من عمق التحديات وخطورتها على مستقبل جيل بأكمله. وأن هذا القصور، أصبح أشد وطأة إزاء سياسات التدمير والتجريف الممنهج لمقدرات شعبنا، وخاصة الشباب".

ولكن الخبير في شؤون الشباب د. عمر رحال، اكد خيبة الأمل التي يعانيها الشباب من الأوضاع الفلسطينية الداخلية، اثر وطأة الظروف السياسية، وتفاقم الفقر والبطالة التي تدفع الشباب نحو خيارات خطيرة، من ضمنها الهجرة، فقد أفاد نصف الشباب تقريبا بأنهم يفكرون بالهجرة في حال أتيحت لهم، ويبدو الشباب في ذلك الخيار يردون على الأفق الضيق الذي يعيشونه، الى جانب تأثرهم  بالواسطة والمحسوبية لتضيق الفرص أكثر أمامهم.

ويعرب رحال عن استغرابه، كيف يرى البعض أن أوضاع الشباب آلت إلى هذا الحد من التشاؤم، كيف لا ونسبة الذين لا يشعرون بالأمن على أنفسهم ومستقبلهم تصل لثلاثة أرباع الشباب. بل الأمر يصبح أكثر وضوحا عندما نجد أن الصراع السياسي الداخلي يشكل مصدر قلق ثلث الشباب، وثلث آخر يعتبر الفقر والبطالة المصدر الرئيسي لشعوره بانعدام الامن.

وانتقد رحال انماط استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وثورة المعلوماتية التي حملت خيبة أمل جديدة، فمعظم أنماط الاستخدام تصب في التواصل مع الأصدقاء والمعارف، والترفيه. بدلا من ان تشكل فرصة للشباب للمزيد من المعرفة والتعلم، بل والمساهمة النشطة في قضاياهم الخاصة، وقضايا مجتمعهم وشعبهم.

فيما تحدثت طالبة الاعلام في جامعة القدس سجى الريماوي، عن آمالها وتطلعاتها ومبادراتها لتكون منتجة وفاعلة في بيئتها ومجتمعها.

من جهتها تحدثت ممثلة المجلس الاعلى للشباب والرياضة ماهرة الجمل فكرة ونشأة واهداف نشأة المجلس وتطلعته التي تستهدف القطاع الشبابي والمشاريع الرياضية والتنموية التي يشرع المجلس في تنفيذها من بينها مدينة رياضية شبابية الاولى من نوعها في منطقة الشرق الاوسط ستقام في مدينة اريحا.

وشددت على ضرورة التعاون الوثيق بين كافة المؤسسات ضمن خطة عمل متكاملة تستهدف التقليل من الاخطار والافات التي يتعرض لها الشباب، مطالبة بتخفيض سن التقاعد الى 50 عاما لاتاحة فرص العمل للشباب، مؤكدة ان نصيب كل شاب يتراوح ما بين 3 ـ 5 شواقل سنويا من حصة المجلس من الموازنة التي تبلغ 1% . وقالت للشباب ان لم تتحدوا فسيبقى الاخرون من كبار السن يحتلون أمكنتكم.

أما ممثلة مؤسسة جذور للصحة والتنمية المجتمعية مها الخطيب، فاكدت على اثار الزواج المبكر المدمرة لصحة الام الى جانب تعرضها للعنف يستدعي تعزيز برامج التوعية على الرغم من أن هناك جهودا مؤسسية كبير رسمية وأهلية بذلت في هذا المجال لكنها لم تفلح في التوعية الكافية حول الأخطار والتحديات التي تنجم عن الزواج المبكر، وخاصة على المستوى الصحي، والنفسي والاجتماعي، محذرة من نسبة أمراض مزمنة وإعاقات ومعدلات تدخين عالية، ومن الأنماط الصحية السلبية، داعية في الوقت نفسه الى دراسة نتائج ودوافع ارتفاع نسبة الطلاق بين الإناث.


التعليقات